تداعيات قرار ترامب المباغت بالانسحاب من سورية لا تزال تتفاعل، وهي تداعيات تحمل أبعاداً داخلية وخارجية. على المستوى الداخلي، تركت استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لمكافحة "داعش" بريت ماكغورك، اللذين كانا على خطوط تماس التفاعل الدبلوماسي الأميركي مع صناع القرار الإقليمي في سورية، فراغاً بيروقراطياً في واشنطن. بعدها، فشل وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، بإقناع الحلفاء، خلال جولتهما الإقليمية ، بجدية الالتزام الأميركي في سورية وحتى المنطقة. النتيجة كانت رسائل أميركية متناقضة مع مقاربة غامضة بدون تحديد جدول زمني أو شروط للانسحاب، ولا قدرة على الاستمرار بالسياسة نفسها التي كانت قبل الانسحاب. وأعلنت إدارة ترامب، الجمعة الماضي، عن بدء سحب العتاد الأميركي من شمال سورية وليس الجنود، في وقت يبقى البنتاغون من دون قيادة مدنية، ويمر بمعضلة التوفيق بين إرضاء الرئيس بأن أوامره تُنفّذ مع محاولة الحفاظ على المهمة الأميركية ذاتها في المدى المنظور، ما يعطي انطباعاً وكأن هناك فجوة كبيرة بين مواقف ترامب من جهة وسياسة إدارته من جهة أخرى.
------------
العربي الجديد