نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


تفجير منبج وأثمان التردد الأميركي في سورية





لا يمكن التقليل من أهمية مقتل أربعة جنود أميركيين في التفجير الذي تبناه تنظيم "داعش" في منبج. الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف سورية، نهاية العام الماضي، بأنها "صحراء وموت"، سيشيع القتلى الأميركيين وهو يبحث عن طريق الخروج من رمال سورية المتحركة. التردد الأميركي منذ قرار ترامب الانسحاب من سورية، في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عرّض جنوده في الميدان للخطر، وقوّض دبلوماسية واشنطن الإقليمية، وفتح شهية الأطراف المؤثرة في سورية لملء الفراغ الأميركي.


 

تداعيات قرار ترامب المباغت بالانسحاب من سورية لا تزال تتفاعل، وهي تداعيات تحمل أبعاداً داخلية وخارجية. على المستوى الداخلي، تركت استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لمكافحة "داعش" بريت ماكغورك، اللذين كانا على خطوط تماس التفاعل الدبلوماسي الأميركي مع صناع القرار الإقليمي في سورية، فراغاً بيروقراطياً في واشنطن. بعدها، فشل وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، بإقناع الحلفاء، خلال جولتهما الإقليمية ، بجدية الالتزام الأميركي في سورية وحتى المنطقة. النتيجة كانت رسائل أميركية متناقضة مع مقاربة غامضة بدون تحديد جدول زمني أو شروط للانسحاب، ولا قدرة على الاستمرار بالسياسة نفسها التي كانت قبل الانسحاب. وأعلنت إدارة ترامب، الجمعة الماضي، عن بدء سحب العتاد الأميركي من شمال سورية وليس الجنود، في وقت يبقى البنتاغون من دون قيادة مدنية، ويمر بمعضلة التوفيق بين إرضاء الرئيس بأن أوامره تُنفّذ مع محاولة الحفاظ على المهمة الأميركية ذاتها في المدى المنظور، ما يعطي انطباعاً وكأن هناك فجوة كبيرة بين مواقف ترامب من جهة وسياسة إدارته من جهة أخرى.
 
والبعد الثاني لتداعيات قرار الانسحاب الأميركي كان على الجبهة الدبلوماسية. فعلى الرغم من أن القوات الأميركية المنتشرة في شمال سورية لم تكن في وضعية مقاتلة، فإن مجرد سحبها خطوة رمزية تشكك في التزام واشنطن بلعب دور رئيسي في المعادلة الإقليمية. مع العلم أن القوات الأميركية ستحتفظ بالقدرة على توجيه ضربات جوية من خلال الطائرات بدون طيار أو عبر الحدود العراقية، ويتوقع أن تحتفظ بسيطرتها على قاعدة التنف على الحدود المشتركة السورية-العراقية-الأردنية. لكن كلام بومبيو عن أن الانسحاب لا يتناقض مع الردع الأميركي لإيران في سورية يبقى غير مقنع، ويثير مرة أخرى تساؤلات حول أفق مقاربة واشنطن حيال إيران أبعد من إعادة فرض العقوبات الاقتصادية. ولا يمكن لمؤتمر وارسو المرتقب حول إيران ولا جولات بومبيو وبولتون في المنطقة الحد من الضرر الذي تركه قرار الانسحاب، حتى لو أنه لم يحصل فعلياً في نهاية المطاف.
------------
العربي الجديد

جو معكرون
الجمعة 18 يناير 2019