نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


تقاليد الأعراس التركية تسبب أزمات مرورية في ألمانيا




إيسن (ألمانيا) – تعتبر الأعراس التركية استعراضا كبيرا يستمر لعدة أيام، حيث يقدم المدعوون الهدايا وتكون في الغالب مبالغ مالية أو مشغولات ذهبية. ولكن هذه المظاهر الاحتفالية الصاخبة باتت تسبب مشاكل في ألمانيا وخاصة الاختناقات المرورية، نتيجة لأن موكب الزفاف يتكون عادة من طابور طويل من السيارات التي تقل المدعوين ما يصيب حركة المرور في شوارع بالشلل، ولايكتمل المشهد إلا بدوي طلقات الرصاص في الهواء ابتهاجا بعقد القران يطلقها الأهل والأصدقاء من الجانبين.


وتولي الثقافة التركية أهمية كبيرة للاحتفالات العائلية، وتناقض هذه التقاليد بشدة مع أجواء المجتمع الألماني، نظرا لأن احتفالات الأعراس التركية تضم عددا ضخما من المدعوين من الأهل والأصدقاء يقدر عددهم أحيانا بالمئات. " يحدث هذا في المناسبات السعيدة، في حفلات الزفاف والولادات، وفي المناسبات الحزينة، مثل الجنازات" يوضح كانير أفير من مركز الدراسات التركية في مدينة إيسن الألمانية، مضيفا "يتم مشاركة الفرح والألم مع أكبر عدد ممكن من الناس. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يحضرون هذه الاحتفالات، زاد الوضع الاجتماعي لصاحب المناسبة، مما يعني: كلما كان لدى الشخص شبكة كبيرة من المعارف، فهو مندمج في هيكل اجتماعي كبير، وبالتالي يحظى بالكثير من التقدير والاحترام". كما تعد مراسم الزفاف من التقاليد العريقة في تركيا، ولطالما كانت كذلك، بحسب ما يوضحه أحمد توبراك مؤلف كتاب "المسلم إنسان غير مندمج" أو " Muslimisch, männlich, desintegriert "، والمقرر طرحه في المكتبات خلال الشهور القادمة. يصف توبراك في كتابه مواكب الزفاف قائلا "تكون أشبه بقوافل ممتدة من السيارات المزينة تجوب الشوارع تعلن عن الحدث بإطلاق الأبواق بأعلى صوت في كل مكان. الرسالة واضحة: يوجد لدينا عرس هنا! يوضح توبراك "قبل ظهور الهواتف المحمولة، وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة التي لدينا في الآن، كانت هذه التقاليد، بما فيها إطلاق الرصاص في الهواء، مهمة للفت الانتباه والإعلان عن الزفاف بين أبناء الجالية. ويجب أن يكون الضجيج صاخبا للغاية لكي يسمع الجميع بالخبر". من جانبها تشير باحثة شؤون الهجرة بجامعة برلين الحرة، جولشتان جيربي "في الريف، وفقا للتقاليد، تحمل العروس على فرس أثناء موكب الزفاف، أما في المدينة فتحل السيارات في الموكب محل الخيول". وتتابع جيربي "كلما زاد الثراء والنفوذ، كلما كانت مواكب السيارات أضخم، لكي تعكس المكانة الاجتماعية والثروة التي يحوزها الشخص صاحب المناسبة، فأصحاب هذه الطبقة يريدون استعراض مكانتهم ونفوذهم وثرواتهم. علما بأن الكثير من هذه السيارات الفارهة الضخمة يتم استئجارها خصيصا لهذه المناسبة". تقول جيربي "وصلت التقاليد التركية إلى ألمانيا مع المهاجرين الأتراك الذين وصلوا في الستينيات"، موضحة "تتبنى مجموعات أخرى من السكان، بما في ذلك الألمان، هذه الطريقة للاحتفال، وهم يقلدونها لأنها تجذب الانتباه وشيقة". يوضح توبراك "يعد إغلاق الشارع من الأعراف التركية القديمة، حيث يقوم أقارب العروس بإغلاق الطريق أمام موكب الزفاف ويطلبون الحلوان أو النقطة من العريس، ولا يعاد فتح الطريق مرة أخرى إلا بعد الدفع. يجب أن يدفع الخطيب مقابل الخطيبة التي أخذها للتو من منزل والديها". يجمع الخبراء على أن الاختناقات المرورية على الطرق السريعة أو مفترق الطرق هي حداثة غير معروفة في تركيا. يقول أفير "هذا لا علاقة له بالتقاليد. هؤلاء الناس يثيرون فوضى مرورية، حيث يسعى الشباب لاختبار حدود قدراتهم". يمكن أن يكون الاستفزاز أيضًا أحد الأسباب ، لا سيما في سياق العلاقات المتوترة بين ألمانيا وتركيا. يعتقد توبراك أنه شكل من أشكال الاحتجاج ، تحت شعار: "نحن نجبرهم على استيعابنا". بعد ذلك، يتم نشر الصور على شبكات التواصل الاجتماعي. يقول توبراك إن الاختناقات المرورية على الطرق السريعة تشوه شيئًا جميلًا وشائعًا مثل حفلات الزفاف. يقول: "في الماضي، كانت مواكب الأعراس شيئًا إيجابيًا، ولكن بعد أن أصبحت تتسبب في شلل مروري على الطرق السريعة، صارت رمزا لشيئ سلبي. وهذا الوضع لا يروق للعديد من المهاجرين الأتراك". من جانبها ، تعتقد Caner Aver أنه يجب علينا التصرف بطريقتين لثني كل من يسبب هذه الاختناقات المرورية. يقول أفير: "من ناحية ، يجب على السلطات المختصة اتخاذ إجراءات جنائية. من ناحية أخرى ، يجب إبلاغ الجالية التركية بأن هذه الحصار غير مناسب بأي شكل من الأشكال". من جانبه، يعتقد أفير أنه "يجب علينا التصرف بطريقتين لتغيير فكر كل من يسبب هذه الاختناقات المرورية. من ناحية، يجب على السلطات المختصة اتخاذ إجراءات جنائية. من ناحية أخرى ، يجب إبلاغ الجالية التركية بأن إغلاق الطرق غير مناسب بأي شكل من الأشكال. أي من ناحية نشر المعلومات ومن ناحية أخرى الضغط من خلال فرض عقوبات". يبدو أنه خلال الأسابيع الأخيرة، جزء من اقتراحه لقى قبولا ودخل حيز التنفيذ، حيث بدأت الجالية التركية في ألمانيا بالفعل طرح الموضوع للنقاش بصورة أكثر انفتاحا، ولهذا يتوقع أفير ألا تستمر هذه المظاهر الاحتفالية على هذا النحو لوقت طويل.

كريستوف درايسن
الخميس 15 غشت 2019