نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ثلاث سيناريوهات لتشكيل حكومة الجزائر وكلها بيد الرئيس






الجزائر /

فتحت النتائج الرسمية المؤقتة للانتخابات النيابية المبكرة في الجزائر الباب أمام سيناريوهات عديدة بشأن تركيبة الحكومة المقبلة، خاصة أنها وضعت خيارات كثيرة أمام الرئيس عبد المجيد تبون، ربما يكون أرجحها "الحكومة التوافقية".

والثلاثاء، أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، حصول "جبهة التحرير الوطني" (الحزب الحاكم سابقا) على 105 مقاعد، أي 25.79 بالمئة من إجمالي عدد مقاعد المجلس الوطني الشعبي (الغرفة الأولى للبرلمان) البالغ 407.


وشكل أداء "جبهة التحرير" في انتخابات السبت مفاجأة بعد توقعات بتراجعه، حيث كان الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (1999 ـ 2019)، الذي أجبرته احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه على الاستقالة، في 2 أبريل/ نيسان 2019.
فيما حصد المستقلون 78 مقعدا (19.16 بالمئة)، وحازت حركة "مجتمع السلم" (أكبر حزب إسلامي) 64 مقعدا (15.72 بالمئة)، ونال "التجمع الوطني الديمقراطي" (ثاني أحزاب الائتلاف الحاكم سابقا) 57 مقعدا (نحو 14 بالمئة).
وحقق حزب "جبهة المستقبل" (محافظ) 48 مقعدا (11.79 بالمئة)، وحزب "حركة البناء الوطني" (إسلامي) 40 مقعدا (9.82 بالمئة)، فيما حاز حزب "جبهة العدالة والتنمية" (إسلامي) مقعدين.
وباحتساب مقاعد الأحزاب الإسلامية، وهي حركة مجتمع السلم وحركة البناء الوطني وجبهة العدالة والتنمية، فقد بلغت 106 مقاعد.
** ما ينص عليه الدستور
هذه النتائج تُظهر أن تشكيل أغلبية داخل البرلمان (50 بالمئة + 1)، يتطلب تحالف 3 كتل نيابية على الأقل، لبلوغ 204 مقاعد.
ويتوقف تشكيل الحكومة على طبيعة الأغلبية المسيطرة على البرلمان، بحسب الدستور المعدل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
ففي مادته 103، ينص الدستور على أن "يقود الحكومة وزير أول في حالة أسفرت الانتخابات التشريعية (النيابية) عن أغلبية رئاسية".
والأغلبية الرئاسية تعني كتلة نيابية تستوفي نصابا معينا (50 بالمئة + 1) وتتوافق مع برنامج رئيس الجمهورية أو تدعمه.
وتضيف المادة ذاتها أنه "يقود الحكومة، رئيس حكومة، في حال أسفرت الانتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية".
ويقصد بالأغلبية البرلمانية كتلة نيابية (50 بالمئة + 1) معارضة لبرنامج رئيس الجمهورية.
ويتولى الوزير الأول مهمة تنفيذ برنامج رئيس البلاد، أما رئيس الحكومة فيتولى تنفيذ برنامج الأغلبية البرلمانية المعارضة.
وبالنظر إلى مواقف أحزاب "جبهة التحرير الوطني"، و"التجمع الوطني الديمقراطي"، و"حركة البناء الوطني" و"جبهة المستقبل"، الداعمة لكل المبادرات السياسية للرئيس تبون، وبالأخص مشروع تعديل الدستور، فإن البرلمان المقبل سيشهد أغلبية داعمة للرئيس.
** أكبر كتلة بيد تبون
وسريعا، حسم حزب "جبهة التحرير الوطني"، متصدر النتائج المؤقتة إلى الآن، موقفه بإعلانه الأربعاء أنه "يضع نفسه تحت تصرف الرئيس تبون، من خلال الأغلبية الرئاسية".
وقال الأمين العام للحزب، أبو الفضل بعجي، في مؤتمر صحفي، إن "برنامج الحزب قريب من برنامج الرئيس، ونضع أنفسنا ضمن الأغلبية الرئاسية، ويبقى القرار بيده لاتخاذ ما يتوافق مع الدستور".
وبذلك باتت أكبر كتلة نيابية (105 نواب) تحت تصرف الرئيس تبون، ويكفيها أن تتحالف مع كتلتين أخريين لتشكل الأغلبية داخل المجلس.
** "حمس" تطيل الترقب
وبالنسبة لحزب "حركة مجتمع السلم" (حمس)، الحائز المرتبة الثالثة (64 نائبا) بعد كتلة المستقلين، فقد كان معارضا لنظام الحكم منذ 2012.
ومع ذلك ربط رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة بمدى تطابق برنامجها مع رؤيته السياسية.
وقال مقري، في موتمر صحفي الأربعاء: "سندرس عرض دخول الحكومة، وهل يقترب من رؤيتنا (؟) وهل فيه جدية وحوار استراتيجي لخدمة البلد (؟) سندرس العرض ونقيم واقعيته، ولدينا مؤسسات في الحزب هي من تحسم في الموقف النهائي".
وبشأن كتلة المستقلين، قال عبد الحميد عثماني، نائب رئيس تحرير صحيفة "الشروق" الجزائرية (خاصة) للأناضول: "إن المستقلين (78 نائبا)، ورغم تشتت مشاربهم، سيكونون رقما نيابيا مهما، بحكم أن السلطات الحاكمة ستدفع لجمعهم في كتلة نيابية واحدة داعمة للحكومة القادمة، بشكل يجعلها تحظى بغطاء برلماني موسع".
** 3 سيناريوهات
سير التيار باتجاه الأغلبية الرئاسية يضع مصير تشكيل الحكومة المقبلة "بيد الرئيس عبد المجيد تبون"، بحسب رضوان بوهيدل، محلل سياسي.
وقال بوهيدل للأناضول إن "وجود أغلبية برلمانية رئاسية يمنح الرئيس تبون خيارات عديدة، خاصة أن الدستور يعطيه صلاحية تعيين وزير أول، دون شرط استشارة الأغلبية في البرلمان مثلما كان عليه الحال في دستور 2016".
وأضاف أن الاحتمالات تبقى مفتوحة على حكومة "توافقية" مشكلة من أحزاب عديدة، أو "حكومة سياسية" من الأغلبية النيابية الداعمة للرئيس، أو حكومة "كفاءات" غير متحزبة، بما فيها أعضاء من كتلة المستقلين، يقدمها الرئيس كي تنال دعم الأغلبية الرئاسية في البرلمان.
ويتوقع بوهيدل الاستقرار على الخيار الأول (الحكومة التوافقية)، نظرا للظروف الخاصة التي تعرفها البلاد، بما يعطي الحاجة إلى توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرار التنفيذي، توخيا للاستقرار المؤسساتي.
والأربعاء، قال رئيس حزب "جبهة المستقبل" (48 نائبا) عبد العزيز بلعيد، في مؤتمر صحفي، إن حزبه "سيتحاور مع كافة التشكيلات السياسية للمساهمة إيجابيا في استقرار الجزائر والذهاب إلى حكومة متينة والانطلاقة في إصلاحات حقيقية".
ويؤيد هذه القراءة المستشار السابق لرئيس الغرفة الأولى للبرلمان، الخبير في الشأن السياسي محند برقوق، حيث استشرف الذهاب نحو "حكومة توافقية".
وقال برقوق للإذاعة الرسمية الأربعاء إن "المشهد السياسي يقوم على وجود ستة تكتلات حزبية، وهذه الكتل متجانسة لوجود قواعد انضباط معتاد عليها وكذا وجود تصورات متقاربة فيما يتعلق بالمصالح العليا للدولة، وهو ما يعني أننا نتجه إلى كتل متوافقة داخل البرلمان".

عباس ميموني / الأناضول
الخميس 17 يونيو 2021