يقول رجل مسن عاري تماما "اخلع ملابسك بالكامل". إنه ليس أمرا، بل دعوة كريمة تقال بأسلوب ودي للغاية، علما بأن التعري ليس إجباريا في الجزيرة، بل خيار لا يتوافر في أي مكان آخر في فيتنام.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المكان الذي لا تتجاوز مساحته سبعة كيلومترات تغرقه المياه في موسم الأمطار الاستوائية، ولهذا السبب تعتبر السلطات أن أرض الجزيرة ليست ملكا لأحد، ومن ثم لا يمكن تحويلها إلى مكان حضري بأي حال من الأحوال.
يعيش على الجزيرة الكثير من الأشخاص على مراكبهم أو في أكواخ ويعملون بزراعة الموز أو الخضروات، وغالبيتهم لا يحملون أية أوراق أو مستندات ثبوتية، كما لا تتردد الشرطة على المكان مطلقا، أما الأشخاص الذين يترددون على الجزيرة بشكل شبه يومي، فيمكنهم التجرد من ثيابهم تماما في الهواء الطلق بكل حرية. ولكن لا يرى في ملاذ التعري وسط النهر إلا رجال عراة فحسب، من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، ولا يروق لأحد على الإطلاق رؤية امرأة عارية في هذا المكان.
يقول أحد الرجال العراة: "لا يوجد هنا سوى رجال، لذلك لا يوجد ما نخجل منه". ويضيف قائلاً ، على أية حال ، لا تجرؤ النساء الفيتناميات على المجيء عرايا، بل يتعين عليهن العثور على مأوى خاص بهن.
لا يتحدث الرجال الذين يذهبون إلى هذه الجزيرة عادة عن مهنهم ونادراً ما يذكرون اسماءهم. يذهبون إلى هناك للعب كرة الريشة أو رفع الأثقال أو التأمل معًا أو بكل بساطة ممارسة السباحة. يقول دونج / 33 عامًا / إن يومًا بلا سباحة هنا يشبه الابتعاد عن أحبائك، كما يوضح أنه عندما يمارس السباحة يشعر وكأنه عاد إلى طفولته. وعندما لا يستطيع السباحة خلال النهار، يفعل ذلك في الليل. ويضيف دونج، "نحن منفتحون فيما بيننا". وهذا يجعل هذا المكان مميزًا في مجتمع تسود فيه تفاهمات صارمة، والتي بدورها هي التي تنظم التعايش بين المتواجدين داخل المكان.
يشار إلى أنه في بعض ثقافات الشرق الأقصى، قد يكون هناك مجال للجسم العاري، كما هو الحال في طقوس أون سن اليابانية، والحمامات الحرارية ذات الأصل البركاني، أو أيضًا في الحمامات التقليدية في كوريا الجنوبية. لكن في فيتنام، الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد، لا يجاهر الانسان بعريه، على الأقل في الأماكن العامة. بينما يحتسى كأسا من الشاي الأخضر، يستمتع دونج بهذا الوضع الاستثنائي على الجزيرة ولتواجده وسط مجموعة من البشر يشاركونه نفس الأفكار.
شيد دونج الكوخ القابع خلفه كملاذ يحميه من الأمطار، لكي يظل بوسعه الحضور إلى الجزيرة بالرغم من شهور هطول الأمطار، خلال موسم الصيف في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حسب قوله. ويضيف أنه يستطيع المبيت على الجزيرة أيضا داخل الكوخ، حيث تتوافر على الجزيرة كل ما يحتاجه الانسان من أجل حياة بسيطة لكي يتمكن من التواصل مع الطبيعة، فيما يشبه الوضع الذي يتوافر للأقليات العرقية المنعزلة في الجبال، شمال البلد الآسيوي.
تشير التقديرات، إلى أن الجزيرة استقبلت أول رجال جاءوا لممارسة السباحة قبل أربعين عاما، حينما أصبحت مياه البحيرات أكثر اتساخا بسبب التلوث، علما بأن مياه النهر الأحمر بدورها ليست شديدة النقاء، حيث تتراكم القمامة على ضفاف فروعه، مما يؤدي إلى ركود مياه صرف المزروعات القادمة من حقول جنوب الصين، التي تقع على بعد مئات الكيلومترات، حيث يوجد منبع النهر. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة البيئة، فإن كميات كبيرة من مياه المصارف غير المفلترة تنتهي أيضًا في الأنهار والبحيرات.
لكن يبدو أن هؤلاء السباحين العراة لا يعيرون الكثير من الاهتمام بكل تلك الأمور. يقول آمن آهن دو /57 عاما/ إن "النهر يفلتر نفسه بنفسه باستمرار. لقد كنت أسبح هنا منذ عشر سنوات. هنا نسبح للترحيب بالعام الجديد. مئات الأشخاص يأتون لهذه المناسبة. ومع ذلك، لم يصب أحد بأي أذى أو أمراض بسبب ماء النهر".
تحولت جزيرة الموز السرية التي تحوطها مدينة، تكثر بها المراكز التجارية في مجتمع استهلاكي صاخب، ويتكدس المرور عبر شوارع العاصمة، إلى فضاء يسبح فيه العراة ومكان ينشد فيه الناس الهدوء والسكينة، كما يشبعون فيه حاجتهم للتواصل مع الطبيعة، ومشاركة الشعور العام بالتحرر والتجرد من أعباء الطبقات الاجتماعية وشكلياتها الرسمية. يقول دونج وهو ينظر بتأمل إلى النهر "يشعر الأجانب هنا أنهم عادوا للطبيعة الأم. ولكن يجب عليك ممارسة السباحة عاريا لتشعر بذلك".
تجدر الإشارة إلى أن هذا المكان الذي لا تتجاوز مساحته سبعة كيلومترات تغرقه المياه في موسم الأمطار الاستوائية، ولهذا السبب تعتبر السلطات أن أرض الجزيرة ليست ملكا لأحد، ومن ثم لا يمكن تحويلها إلى مكان حضري بأي حال من الأحوال.
يعيش على الجزيرة الكثير من الأشخاص على مراكبهم أو في أكواخ ويعملون بزراعة الموز أو الخضروات، وغالبيتهم لا يحملون أية أوراق أو مستندات ثبوتية، كما لا تتردد الشرطة على المكان مطلقا، أما الأشخاص الذين يترددون على الجزيرة بشكل شبه يومي، فيمكنهم التجرد من ثيابهم تماما في الهواء الطلق بكل حرية. ولكن لا يرى في ملاذ التعري وسط النهر إلا رجال عراة فحسب، من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، ولا يروق لأحد على الإطلاق رؤية امرأة عارية في هذا المكان.
يقول أحد الرجال العراة: "لا يوجد هنا سوى رجال، لذلك لا يوجد ما نخجل منه". ويضيف قائلاً ، على أية حال ، لا تجرؤ النساء الفيتناميات على المجيء عرايا، بل يتعين عليهن العثور على مأوى خاص بهن.
لا يتحدث الرجال الذين يذهبون إلى هذه الجزيرة عادة عن مهنهم ونادراً ما يذكرون اسماءهم. يذهبون إلى هناك للعب كرة الريشة أو رفع الأثقال أو التأمل معًا أو بكل بساطة ممارسة السباحة. يقول دونج / 33 عامًا / إن يومًا بلا سباحة هنا يشبه الابتعاد عن أحبائك، كما يوضح أنه عندما يمارس السباحة يشعر وكأنه عاد إلى طفولته. وعندما لا يستطيع السباحة خلال النهار، يفعل ذلك في الليل. ويضيف دونج، "نحن منفتحون فيما بيننا". وهذا يجعل هذا المكان مميزًا في مجتمع تسود فيه تفاهمات صارمة، والتي بدورها هي التي تنظم التعايش بين المتواجدين داخل المكان.
يشار إلى أنه في بعض ثقافات الشرق الأقصى، قد يكون هناك مجال للجسم العاري، كما هو الحال في طقوس أون سن اليابانية، والحمامات الحرارية ذات الأصل البركاني، أو أيضًا في الحمامات التقليدية في كوريا الجنوبية. لكن في فيتنام، الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد، لا يجاهر الانسان بعريه، على الأقل في الأماكن العامة. بينما يحتسى كأسا من الشاي الأخضر، يستمتع دونج بهذا الوضع الاستثنائي على الجزيرة ولتواجده وسط مجموعة من البشر يشاركونه نفس الأفكار.
شيد دونج الكوخ القابع خلفه كملاذ يحميه من الأمطار، لكي يظل بوسعه الحضور إلى الجزيرة بالرغم من شهور هطول الأمطار، خلال موسم الصيف في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حسب قوله. ويضيف أنه يستطيع المبيت على الجزيرة أيضا داخل الكوخ، حيث تتوافر على الجزيرة كل ما يحتاجه الانسان من أجل حياة بسيطة لكي يتمكن من التواصل مع الطبيعة، فيما يشبه الوضع الذي يتوافر للأقليات العرقية المنعزلة في الجبال، شمال البلد الآسيوي.
تشير التقديرات، إلى أن الجزيرة استقبلت أول رجال جاءوا لممارسة السباحة قبل أربعين عاما، حينما أصبحت مياه البحيرات أكثر اتساخا بسبب التلوث، علما بأن مياه النهر الأحمر بدورها ليست شديدة النقاء، حيث تتراكم القمامة على ضفاف فروعه، مما يؤدي إلى ركود مياه صرف المزروعات القادمة من حقول جنوب الصين، التي تقع على بعد مئات الكيلومترات، حيث يوجد منبع النهر. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة البيئة، فإن كميات كبيرة من مياه المصارف غير المفلترة تنتهي أيضًا في الأنهار والبحيرات.
لكن يبدو أن هؤلاء السباحين العراة لا يعيرون الكثير من الاهتمام بكل تلك الأمور. يقول آمن آهن دو /57 عاما/ إن "النهر يفلتر نفسه بنفسه باستمرار. لقد كنت أسبح هنا منذ عشر سنوات. هنا نسبح للترحيب بالعام الجديد. مئات الأشخاص يأتون لهذه المناسبة. ومع ذلك، لم يصب أحد بأي أذى أو أمراض بسبب ماء النهر".
تحولت جزيرة الموز السرية التي تحوطها مدينة، تكثر بها المراكز التجارية في مجتمع استهلاكي صاخب، ويتكدس المرور عبر شوارع العاصمة، إلى فضاء يسبح فيه العراة ومكان ينشد فيه الناس الهدوء والسكينة، كما يشبعون فيه حاجتهم للتواصل مع الطبيعة، ومشاركة الشعور العام بالتحرر والتجرد من أعباء الطبقات الاجتماعية وشكلياتها الرسمية. يقول دونج وهو ينظر بتأمل إلى النهر "يشعر الأجانب هنا أنهم عادوا للطبيعة الأم. ولكن يجب عليك ممارسة السباحة عاريا لتشعر بذلك".