نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


جنرال فرنسي يشكك بجدوى الإستراتيجية الأميركية في أول أيام بترايوس في افغانستان




كابول - لين اودونيل - باريس- ايرفيه اسكان - رأى محللون ان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس قائد القوات الدولية الذي بدأ مهامه السبت في افغانستان يواجه مهمة صعبة لاحلال السلام والامن في هذا البلد وتأمين خروج القوات الاجنبية التي تقاتل تمرد طالبان بما يحفظ لها ماء الوجه. وفي فرنسا و بعد اسبوع على اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الحليفة في افغانستان، واجه جنرال فرنسي تأنيبا شديد اللهجة لانتقاده استراتيجية واشنطن.
وفي حدث نادر في فرنسا حيث يقتصر النقاش حول تدخل الحلفاء في افغانستان على دائرة صغيرة، شكك الجنرال الفرنسي فنسان ديبورت صراحة في حديث نشرته صحيفة لوموند الجمعة في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان معتبرا انها "لا تبدو صالحة".


بتريوس بدأ ايام كابول بالاحتفال بعيد الاستقلال
بتريوس بدأ ايام كابول بالاحتفال بعيد الاستقلال
وقال "عمليا الوضع اسوأ من اي وقت مضى"، مذكرا بان شهر حزيران/يونيو شهد سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الدولية منذ انتشارها في افغانستان نهاية 2001، بمقتل مئة جندي.
واضاف الجنرال الذي سيحال على التقاعد هذا الصيف مثيرا ضجة ان "الامور تسير وكأن الرئيس (الاميركي باراك اوباما) ليس متاكدا جيدا من خياراته".

واثارت هذه التصريحات غضب القيادة العسكرية الفرنسية وانتقدها قائد اركان الجيوش الاميرال ادوارد غيو في تصريح لاذاعة اوروبا-1، قائلا انها تصريحات "غير مسؤولة" واعتبرها "هفوة" و"رأيا غير مرحب به يفتقر الى الادلة".
واستدعى قائد الاركان السابق للرئيس نيكولا ساركوزي على الفور الجنرال وحذره من ان ملفه سيحال على وزير الدفاع ارفيه موران الذي سيبت في عقوبة محتملة تتراوح من مجرد التحذير الى تعليقه من مهامه.
وبالتأكيد، الجنرال ديبورت ليس الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية والحليفة في افغانستان سابقا التي سيبلغ عديدها هذا الصيف 150 الف رجل، لكنه ايضا ليس شخصا مبتدئا.

وقد كلف الجنرال صاحب النجوم الثلاث الذي يراس معهد دفاع الجيوش (المدرسة الحربية سابقا) مسؤولية التدريب الفكري لنخبة كبار الضباط الفرنسيين في الجيوش الفرنسية وبذلك يرتدي رأيه المخالف حول الاستراتيجية الاميركية اهمية خاصة.
وهناك تناقض بين وجهتي نظر. من جهة رأيه الذي يعكس انتقادات صدرت في الضفة الاخرى من الاطلسي عن عدد من المراقبين المدنيين والعسكريين وبشيء من التكتم في صفوف الجيش الفرنسي.

ويقول المنتقدون ان الحرب في افغانستان متواصلة منذ قرابة تسع سنوات دون ان يتبين لها مخرجا واضحا ولا حتى عناصر "انتصار" الحلفاء.
واستنتج الجنرال ديبورت انه "اذا كانت مبادىء ماكريستال (التي لم يتم الطعن فيها رغم اقالته) غير صالحة او باتت غير مقبولة فلا بد من مراجعة الاستراتيجية" و"على الارجح ارجاء موعد سحب القوات من افغانستان".

وكان الرئيس اوباما قرر البدء باعادة الجنود الاميركيين الى الولايات المتحدة اعتبارا من تموز/يوليو 2011.
ورد الاميرال غيو ان هذه الاستراتيجية ليست استراتيجية الولايات المتحدة كما ان هذه الحرب ليست حربا اميركية.

وقال ان "هذه الاستراتيجية دعا اليها رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي منذ نيسان/ابريل 2008 (في قمة الحلف الاطلسي) في بوخارست وتم تاكيدها في ستراسبورغ خلال اجتماع الحلف الاطلسي قبل سنة ويجري تطبيقها منذ خريف 2009".

وبعد التذكير بانها تقرن العمل العسكري بجهد "ضروري" لتنمية وحسن ادارة افغانستان، اعتبر انها "الاستراتيجية الصحيحة" حتى وان كان "الوضع سيظل معقدا لعدة اشهر اخرى".

وعودة الى بتريوس وصعوبة مهمته فقد دعا في اليوم الاول من بدء مهامه في كابول الى توحيد الجهود في الحرب في افغانستان وذلك في مستهل مهمته قائدا للقوات الاجنبية في افغانستان السبت.
وكان بترايوس الذي تولى قيادة القوت الدولية خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال، صرح ان الحرب التي دخلت عامها التاسع في افغانستان ستزداد صعوبة قبل ان تبدأ في التحسن.

ووصل بترايوس الى افغانستان بينما ارتفع عدد القتلى من الجنود الاميركيين وجنود حلف شمال الاطلسي الى مستويات قياسية في القتال الشديد وكذلك مع تزايد التساؤلات حول جدوى تخصيص هذه الموارد البشرية والمالية الهائلة لقضية يمكن ان تكون خاسرة.
وارتدى الجنرال بترايوس الذي وصل الى العاصمة الافغانية الجمعة الزي العسكري اثناء وقوفه مع السفير كارل ايكينبري لاستقبال الضيوف الذين بلغ عددهم 1700 شخص في حديقة السفارة للاحتفال بعيد الرابع من تموز/يوليو.

ولقي تعيين بترايوس قائدا لاكثر من 140 الف جندي من الولايات المتحدة والحلف الاطلسي ينتشرون في افغانستان، ترحيبا من قبل المسؤولين الافغان ومن بينهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي بدأ يفقد تأييد الغرب له.
الا ان محللين حثوا بترايوس على اجراء تعديلات فورية لتحويل مسار الحرب التي يرى الكثيرون انها تسير لمصلحة طالبان.

وقال احمد بهزاد النائب في البرلمان الافغاني "على بترايوس تغيير الاستراتيجية الاساسية للحرب ضد طالبان".
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان "تغيير قيادة القوات الاجنبية لن يكون مؤثرا الا اذا رأينا ان مزيدا من الخطوات تتخذ ضد الارهابيين".

ورأى المحلل السياسي هارون مير ان ماكريستال واجه انتقادات بسبب فشل القوات الاجنبية في تامين منطقة مرجة التي تشتهر بزراعة القنب في ولاية هلمند الجنوبية في عملية واسعة جرت في شباط/فبراير الماضي. واشار هارون الى انه تم تاجيل خطة لتكثيف العمليات ضد طالبان في ولاية قندهار التي تعد معقلا للمسلحين حتى ايلول/سبتمبر المقبل. واضاف "لا نعرف ان كان سيتم تنفيذ ذلك ام لا".

ورغم تاكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما والجنرال بترايوس نفسه بان تغيير القيادة لا يعني تغيرا في الاستراتيجية، فان الجنرال المح الى امكانية اجراء بعض التغييرات.
واشتكت القوات من ان قرار ماكريستال "بضبط النفس الشجاع" بهدف تقليل الخسائر بين المدنيين، منعهم من الدفاع عن انفسهم بالشكل اللازم مما اسهم في ارتفاع عدد القتلى بينهم.

وقتل مئة وجنديان اجانب في شهر حزيران/يونيو وهو ضعف عدد القتلى في ايار/مايو، ويفوق اعلى عدد سابق للقتلى بلغ 77 قتيلا في اب/اغسطس الماضي.
وحتى هذا الوقت من 2010 قتل اكثر من 320 جنديا مقارنة مع 520 في 2009، كان اخرهم جندي بريطاني قتل الخميس.

واقر بترايوس هذا الاسبوع بان القوات غير راضية عن قواعد القتال التي تحد من الضربات الجوية والقصف المدفعي. الا انه نفى ان تكون لديه اي خطط لتغيير ذلك.

وصرح في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع مندوبي الحلف الاطلسي في بروكسل الخميس "علي واجب اخلاقي كقائد .. باستخدام كافة القوة المتاحة عندما تكون قواتنا، او قوات شركائنا الافغان، في موقف صعب".
وقال مسؤول عسكري ان بترايوس بوصفه مهندس استراتيجية مكافحة التمرد التي ساعدت على اخماد الحرب الاهلية في العراق وجرى تطبيقها بشكل واسع في افغانستان تحت قيادة ماكريستال، هو "الشخص المناسب في المكان المناسب".

الا انه اشار الى ان وصول بترايوس يتزامن مع تزايد الدعوات الى بدء حوار مع قادة طالبان ووضع جدول زمني للانسحاب وتزايد الضغوط على كرزاي لبناء قدرات بلاده الامنية والقضاء على الفساد المستشري في البلاد.
ويرى دبلوماسيون ومحللون ان علاقة بترايوس مع كرزاي ستكون اساسية لنجاحه في مهمته، واشاروا الى ان ماكريستال ساعد على اضفاء صفة "قائد القوات المسلحة" على كرزاي وعمل على تحسين علاقاته مع واشنطن.
وقال ودير صافي المحاضر في جامعة كابول للقانون ان "قدرة (ماكريستال) على العمل مع شريك افغاني تعتبر عاملا مهما في هذه الحرب".

lazikani lazikani
السبت 3 يوليوز 2010