نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


جواد الشاكرجي ل" صحيفة الهدهد الدولية " : شخصية كاظم هي التي أختارتني ل هدوء نسبي




تونس - صوفية الهمامي - أعترف الممثل العراقي جواد الشاكرجي الذي يقوم بدور شخصية كاظم النبيلة في مسلسل "هدوء نسبي " أن المخرج شوقي الماجري ترك له أمر اختيار الشخصية التي يريدها في المسلسل وبعد قراءة متأنية وجد أن الشخصية هي التي أختارته فقد أحب في كاظم ترفعه فوق الخلافات الطائفية ونزاهته في زمن عزت فيه النزاهة كذلك اطلاعه العميق على مجريات السياسة وأخلاصه وحنانه المتدفق لعائلته وفوق ذلك كله الاحساس العالي لتلك الشخصية بالكرامة الإنسانية ،مراسلة "صحيفة الهدهد الدولية" في تونس أجرت مع الفنان العراقي المقيم في سورية الحوار التالي عبر الهاتف


الفنان العراقي جواد الشاكرجي
الفنان العراقي جواد الشاكرجي
حين إشتدت وتيرة العنف وحميت الحرب الطائفية والأصولية في العراق، خشي الممثل جواد الشاكرجي على أولاده من القتل والتقتيل والبطش، وخشي أيضا أن يموت ميتة رخيصة برصاصة تائهة من بين أنامل تحرم الفن وتكفر الفنانين، حينها فكر في الإبتعاد والرحيل.
سنة 2006 غادر بغداد دامع العينين واختار الإقامة في سوريا لقرب سوريا من بغداد ولأن بغداد حاضرة في دمشق.
لجواد الشاكرجي الممثل المسرحي قدرة فنية عجيبة على تقمص الشخصيات، فقد قدم للتلفزيون عشرات الشخصيات التاريخية والإجتماعية التي ضخ فيها الكثير من ذاته.
رمضان هذا العام وجد الشاكرجي نفسه يعيش واقعه في التمثيل، ويعيش التمثيل الواقع، ففي مسلسل "هدوء نسبي" عاد إلى بغداد بشخصية كاظم الكاتب والمثقف الحر، يمارس حياته البالغة التوتر، الكثيرة السقوط يركض في درب طموحاته يمارس مسؤولية الحرية التي هي توأم التحرر.
مساء البارحة كنت أتابع الحلقة الخامسة والعشرون من مسلسل هدوء نسبي، وقد شدّني جواد الشاكرجي في مشهد يجتمع فيه بزوجته في المسلسل الممثلة الأردنية القديرة نادرة عمران، حين تذكر فجاة وفي لحظة شجن حزينة كم هو مشتاق لأم أولاده وكم يحبها ويقدر صبرها.
رنّ هاتفي وصلني صوتا مألوفا يحاول أن يكون طريا : "أحبش هواية، متى نلتقي"، انتفضت وخلتني أنا نادرة عمران، ها هو ينزل ضيفا بيننا، ها هو يأتي إلى تونس زائرا بعد أن كان مقيما، جواد الصديق العزيز لكل التونسيين. ببرجوازية بني هلال أغدقت عليه الحفاوة ودخلنا في حوار عفوي ...
*كيف لعراقي احترف الرحيل بعد التمثيل أن يشارك في عمل يصور مأساة بغداد ويعيش واقعه ضمن أحداث هذا العمل، نفسيا كيف تلقيت الأمر؟
- فعلا مشاركتي هذه لم تكن مشاركة عادية بالمعنى الفني التقليدي، أي لم تكن فنية وحسب، إنما كانت تعبيرا عن وجدان وإنتماء للوطن لاسيما أنني لم أشارك كممثل فقط ، بل شاركت صديقي وأخي المبدع المخرج شوقي الماجري عملية إعداد الكادر العراقي في ما يخص الممثلين المقيمين في سوريا، وقضينا حوالي 10 أيام للتعرف على الممثلين العراقيين، وتمت عملية الإختيار بنجاح.
في نفس الوقت، ولكوني عراقي عاش الأحداث، أبديت بعض الملاحظات فيما يخص حياة المجتمع العراقي سياسيا واجتماعيا وكيفية تعاطيهم مع الحياة خلال الحرب.
وكان شوقي متفهما جدّا لهذه التفاصيل كما عهدته، مما زاد في تعميق رؤيته الإخراجية شيئا فشيئا حتى ظهور هذا المسلسل في 8 قنوات فضائية في رمضان.
بدوري، حاولت بكل ما أملك من إحساس داخلي وقدرة فنية وخزين معرفي لما جرى وحدث في العراق أن أعبّر عنه في دور لم أجده تقمصا عاديا وإنما وجدت نفسي فيه.
* تبدو شخصية كاظم على مقاسك، كيف تعاملت معها ضمن أحداث المسلسل ؟
- للعلم والأمانة فإن المخرج كان قد ترك لي حق إختيار الشخصية الملائمة لي في العمل، ولهذا اختارتني الشخصية، أي هي التي جاءتني وسكنتني. وأنا وجدت نفسي فيها، كما وجد كاظم حاله في جواد الشاكرجي، وأعتقد أن شوقي ترك لي مساحة كبيرة للتعبير من خلال هذه الشخصية المحورية، وكان رقيبا جيدا لما يحدث في داخل هذه الشخصية من إرهاصات وانفعلات وشجن وألم.
أحببت في كاظم إنتمائه للوطن، وأحببت فيه أيضا وعيه العميق وإداركه الحسّي العالي في مجريات السياسة، أحببت فيه نزاهته وأخلاقه وحنانه وارتباطه بعائلته وخاصة تعايشه مع جميع الطوائف.
حاولت أن أقدم هذه الشخصية لكرامتها العالية، إذ كان لكاظم أيضا رؤى عديدة لكونه يساريا تقدميا عاش ظروفا صعبة، ولأنه كان كذلك فهو يرفض المسميات المذهبية والطائفية والعرقية وهو أيضا وطنيا حدّ النخاع ولهذا فهو يرفض الاحتلال ويرفض كل الحجج التي نادت بالاحتلال وعبرت عنه بالتحرير.
* كيف تعايشتم كشخصيات عربية من جنسيات مختلفة ؟
- أنا لا أستثني أحدا في هذا المسلسل، نجاح العمل كان نتيجة وحدة متماسكة بدأت بقيادة المخرج، نهاية بأبسط فنّي مرورا بكل الممثلين الذين أدوا أدوارهم بكل صدق وحرفية وحماس وبراعة وأمانة، الكل عمل لصالح نجاح المسلسل ولم نطرح جنسياتنا، كنّا عربا وأجانب في خدمة الإنسان العراقي فقط.
* أين المؤلف في زحمة العمل لا نكاد نسمع إسمه؟
- المؤلف خالد خليفة، هذا الرجل اليساري التقدمي العروبي، أعرفه جيدا وأعرف مدى إنتمائه الإنساني للوطن، لقد حاول أن يقول أشياء كثيرة وربما لم يقل كل ما كان بداخله رغم الرسائل العديدة في هذا المسلسل، الهم أنه أوصل الجانب السياسي والاقتصادي والنفسي والعاطفي الذي عاشه المواطن العراقي.
* المسلسل كان حياديا في طرحه للأحداث، هل يمكن أن يصنف قصة صحفية بخطاب إعلامي جديد، أو لنقل تصحيح إعلامي؟
- هذا صحيح، العمل تطرق إلى مفاصل حيوية ودقيقة جدّا من خلال تلاحم الشخصية العربية الموجودة بوجود مراسلين وإعلاميين عرب مع الانسان العراقي المحاصر والمستهدف أيضا في الوقت نفسه. كما أن العمل لم يتحدث بانحياز إلى جهة دون أخرى، أو إلى شخصية دون أخرى، الإنحياز الكلي للعمل كان إلى جانب الشعب العراقي وإلى جرحه ومعاناته وضدّ فكرة الحروب والقمع والارهاب والاحتلال.
* بأي عين تتابع المسلسل اليوم؟
- كأي متلقي عراقي أتابع المسلسل، لا أرى المسلسل بعين الممثل المشارك، بل بعين المتفرج العراقي الملكوم وكأنني لم أقراه أو أمثل أحداثه، بل أتابع وأعيش الأحداث كل لحظة، تارة أبكي وتارة أضحك وتارة أحزن وبعدها أموت إلى ما لا نهاية .
* هل الوعي السياسي ضرورة لبناء شخصية الفنان؟
- أنا حقيقة مهموم ، وهذا السؤال يشغلني ...


صوفية الهمامي
الجمعة 18 سبتمبر 2009