
يقول القاضي إن "جوزفين شعرت بالتهديد، وسيطر عليها قلق شديد عندما شاهدت صورة الرجل، خلال استجوابه من قبل الشرطة". لا تريد جوزفين المثول امام المحكمة كشاهدة في حضور المتهم المذكور
"لكن ذلك من حق المتهم لكي يتمكن من متابعة المحاكمة من جميع جوانبها".
بهذا يرد محامي الدفاع، الذي يزعم بأنه لا يوجد "دليل قوي" لمخاوفها الذي يقول أنها تتسم بالعمومية ولا يمكن التحقق منها. ولذلك لم يكن من الواضح في اليوم الثالث من المحاكمة الكبرى، ما إذا كانت جوزفين ستوافق على الإدلاء بشهادتها ضد سولمون، وجلبرت، بالإضافة إلى أثنين من "الأسماك الكبيرة" في العصابة، التي تتهم بتهريب وإجبار عشرات الفتيات النيجيريات مثل جوزفين على العمل كعاهرات في أوروبا.
حتى الآن، يستخدم الرجلان حقهما في الاحتفاظ بصمتهما المطبق، لذا فقد كنت حريصة على سماع أصوات الناس ذوي الصلة بالقضية، وليس فقط القضاة والمحامين.
يرتدي سولومون البالغ من العمر 44 عاما، حذاء أسود، وقميص بولو بني اللون، كما يضع على عينيه نظارات باردة، ينتبه عرضا كلما عاد القاضي من استراحة قصيرة، معلنا أن المتهم عليه أن يترك قاعة المحكمة حتى يمكن لجوزفين أن تدلي بشهادتها بكل حرية.
جوزفين التي بلغت العشرين لتوها، تبدو ممتلئة الجسم، وترتدي معطفا واقيا من المطر مزررا، وسروالا بلون قرمزي، بينما ينسدل شعرها على كتفيها، تتحدث ببطء وبنبرة مذعورة، وبلغة الإيدو، وهي لغة سكان وسط جنوب نيجيريا، ومن هذه الولاية يأتي معظم ضحايا الاتجار بالبشر.
هل كانت ستوافق على الإدلاء بشهادتها في حضور المتهمين؟ تجيب قائلة لا، برعب واضح. "أنا خائفة منهم جميعا، من كل شخص متورط في الاتجار بالبشر. إنهم جميعا يعرفون بعضهم الآخر."
بعد ذلك تهدأ وغالبا ما تحرك يدها وتؤمي بها بنشاط، بينما تروي قصة رحلتها الدرامية إلى أوروبا.
بينما كانت في السوق ذات يوم، تبيع بعض الأشياء مع والدتها المريضة، قابلت امرأة تدعى الملكة "كوين"، والتي عرضت عليها أن تجد لها عملا مشابها في أوروبا، حتى تتمكن من مساعدة عائلتها. وكانت جوزفين ممتنة لذلك. ترد على القاضي قائلة لا، لم يكن هناك ذكر للدعارة. فيما بعد أحضرت إلى مدينة لاغوس، وخلال تأدية شعائر سحرية، قال لها الساحر إنها ستموت أو تصبح مجنونة إذا كشفت أي شيء عن الأشخاص الذين سيساعدونها للسفر إلى الخارج.
هل كان لديها أدنى فكرة عن مبلغ الستين ألف يورو، وهو تكاليف السفر إلى أوروبا كما أخبروها، وأن عليها أن ترد هذا المبلغ؟ الجواب كلا، فالعملة الوحيدة التي تعرفها هي النيرا النيجيرية، والتي كانت تكسب منها مابين 300 إلى 500 يوميا، وهو ما يساوي 1.40 إلى 2.30 يورو.
بقيت جوزفين هادئة، وتطوعت على ما يبدو بالكثير من المعلومات حول رحلتها الجوية إلى أمستردام، وتقديمها طلبا للجؤ. ولكن عندما سألها القاضي قائلا "هل هذا هو سلومون؟"، مبرزا صورة له، تجمدت مكانها وبقت صامتة. نعم، إنه هو. ثم قالت :إنني خائفة". قدم لها المترجم منديلا ورقيا لتمسح دموعها، وهي تقول أنها لا تريد أن تقول شيئا حول هذا الموضوع مرة أخرى. كان صوتها ضعيفا ومتهدجا، إلى درجة أنه لم يكن مسموعا.
سولومون كما تقول بينما كانت تعصر المنديل الورقي بيدها اليمنى، هو من التقطها من مركز للحجز خاص بالقاصرات في هولندا، ووضعها في حافلة ليلية متجهة إلى إيطاليا، برفقة جوي، تيريسا، وفتاة أخرى، وهناك تم تقديمها لسيدة تدعى لفلي " ولكن خلال مكالمة مع "كوين" أي الملكة، عرفت للمرة الأولى أنها ستعمل كعاهرة.
"الدعارة، الشارع، والمال". ثلاث كلمات تلخص حياة جوزفين في إيطاليا، قبل أن نسمع صوت المترجم مرة أخرى. "لقد أجبروني على العمل في الدعارة، والا سيقتلون جميع أفراد عائلتي في إيدو". بعد أن قدمت إفادتها للشرطة الهولندية عام 2006، أعتقل بعض الأشخاص، ومنذ ذلك الحين تقول جوزفين أن عائلتها تلقت تهديدات بالموت، وكان على والدتها أن تنتقل من مكان إلى آخر ثلاث مرات.
بعد أن أدلت بشهادتها فجأة بدت يائسة، بعد علق أحدهم أنه كان من الأفضل أن تدلي بشهادتها في حضور المتهم.
أبدا، أبدا، أبدا". صرخت بأعلى صوتها قبيل أن تغادر قاعة المحكمة.
"لكن ذلك من حق المتهم لكي يتمكن من متابعة المحاكمة من جميع جوانبها".
بهذا يرد محامي الدفاع، الذي يزعم بأنه لا يوجد "دليل قوي" لمخاوفها الذي يقول أنها تتسم بالعمومية ولا يمكن التحقق منها. ولذلك لم يكن من الواضح في اليوم الثالث من المحاكمة الكبرى، ما إذا كانت جوزفين ستوافق على الإدلاء بشهادتها ضد سولمون، وجلبرت، بالإضافة إلى أثنين من "الأسماك الكبيرة" في العصابة، التي تتهم بتهريب وإجبار عشرات الفتيات النيجيريات مثل جوزفين على العمل كعاهرات في أوروبا.
حتى الآن، يستخدم الرجلان حقهما في الاحتفاظ بصمتهما المطبق، لذا فقد كنت حريصة على سماع أصوات الناس ذوي الصلة بالقضية، وليس فقط القضاة والمحامين.
يرتدي سولومون البالغ من العمر 44 عاما، حذاء أسود، وقميص بولو بني اللون، كما يضع على عينيه نظارات باردة، ينتبه عرضا كلما عاد القاضي من استراحة قصيرة، معلنا أن المتهم عليه أن يترك قاعة المحكمة حتى يمكن لجوزفين أن تدلي بشهادتها بكل حرية.
جوزفين التي بلغت العشرين لتوها، تبدو ممتلئة الجسم، وترتدي معطفا واقيا من المطر مزررا، وسروالا بلون قرمزي، بينما ينسدل شعرها على كتفيها، تتحدث ببطء وبنبرة مذعورة، وبلغة الإيدو، وهي لغة سكان وسط جنوب نيجيريا، ومن هذه الولاية يأتي معظم ضحايا الاتجار بالبشر.
هل كانت ستوافق على الإدلاء بشهادتها في حضور المتهمين؟ تجيب قائلة لا، برعب واضح. "أنا خائفة منهم جميعا، من كل شخص متورط في الاتجار بالبشر. إنهم جميعا يعرفون بعضهم الآخر."
بعد ذلك تهدأ وغالبا ما تحرك يدها وتؤمي بها بنشاط، بينما تروي قصة رحلتها الدرامية إلى أوروبا.
بينما كانت في السوق ذات يوم، تبيع بعض الأشياء مع والدتها المريضة، قابلت امرأة تدعى الملكة "كوين"، والتي عرضت عليها أن تجد لها عملا مشابها في أوروبا، حتى تتمكن من مساعدة عائلتها. وكانت جوزفين ممتنة لذلك. ترد على القاضي قائلة لا، لم يكن هناك ذكر للدعارة. فيما بعد أحضرت إلى مدينة لاغوس، وخلال تأدية شعائر سحرية، قال لها الساحر إنها ستموت أو تصبح مجنونة إذا كشفت أي شيء عن الأشخاص الذين سيساعدونها للسفر إلى الخارج.
هل كان لديها أدنى فكرة عن مبلغ الستين ألف يورو، وهو تكاليف السفر إلى أوروبا كما أخبروها، وأن عليها أن ترد هذا المبلغ؟ الجواب كلا، فالعملة الوحيدة التي تعرفها هي النيرا النيجيرية، والتي كانت تكسب منها مابين 300 إلى 500 يوميا، وهو ما يساوي 1.40 إلى 2.30 يورو.
بقيت جوزفين هادئة، وتطوعت على ما يبدو بالكثير من المعلومات حول رحلتها الجوية إلى أمستردام، وتقديمها طلبا للجؤ. ولكن عندما سألها القاضي قائلا "هل هذا هو سلومون؟"، مبرزا صورة له، تجمدت مكانها وبقت صامتة. نعم، إنه هو. ثم قالت :إنني خائفة". قدم لها المترجم منديلا ورقيا لتمسح دموعها، وهي تقول أنها لا تريد أن تقول شيئا حول هذا الموضوع مرة أخرى. كان صوتها ضعيفا ومتهدجا، إلى درجة أنه لم يكن مسموعا.
سولومون كما تقول بينما كانت تعصر المنديل الورقي بيدها اليمنى، هو من التقطها من مركز للحجز خاص بالقاصرات في هولندا، ووضعها في حافلة ليلية متجهة إلى إيطاليا، برفقة جوي، تيريسا، وفتاة أخرى، وهناك تم تقديمها لسيدة تدعى لفلي " ولكن خلال مكالمة مع "كوين" أي الملكة، عرفت للمرة الأولى أنها ستعمل كعاهرة.
"الدعارة، الشارع، والمال". ثلاث كلمات تلخص حياة جوزفين في إيطاليا، قبل أن نسمع صوت المترجم مرة أخرى. "لقد أجبروني على العمل في الدعارة، والا سيقتلون جميع أفراد عائلتي في إيدو". بعد أن قدمت إفادتها للشرطة الهولندية عام 2006، أعتقل بعض الأشخاص، ومنذ ذلك الحين تقول جوزفين أن عائلتها تلقت تهديدات بالموت، وكان على والدتها أن تنتقل من مكان إلى آخر ثلاث مرات.
بعد أن أدلت بشهادتها فجأة بدت يائسة، بعد علق أحدهم أنه كان من الأفضل أن تدلي بشهادتها في حضور المتهم.
أبدا، أبدا، أبدا". صرخت بأعلى صوتها قبيل أن تغادر قاعة المحكمة.