نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


حبة حلب أو اللشمانيا مرض وبائي يلاحق الفارين من قذائف الأسد




دمشق - ماري روداني - يصيب مرض اللشمانيا، الذي يطلق عليه العامة اسم "حبة حلب"، وينتقل الى الانسان من خلال لسعة بعوضة تسبب بتشويه الوجه، عددا كبيرا من سكان شمال سوريا الذين نزحوا بكثرة من القرى المجاورة الى حلب، ثاني اكبر مدن البلاد.


حبة حلب أو اللشمانيا مرض وبائي يلاحق الفارين من قذائف الأسد
منذ ثلاثة اشهر، تغطي بقع صغيرة يزداد حجمها مع الوقت وجه الطفل محمد (11 عاما) الذي يقول "انها بعوضة مصدرها اشجار الرمان، تصيبك بالمرض عندما تلسعك". وتترك هذه الحبوب غير المؤلمة التي تكسو انفه وتفتحت حول فمه، ندوبا مدى الحياة. كما تترك آثارها على وجه والدته واخته واولاد عمه الذين لسعتهم هذه البعوضة، حاملة داء اللشمانيا اليهم.
وكان هذا المرض غير القاتل لكنه يؤدي الى اضعاف جهاز المناعة في الجسم، يقتصر على ريف الشمال السوري قبل بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011.
لكن عدد المصابين بهذا الداء بات يزداد بشكل كبير في العاصمة الاقتصادية للبلاد التي تشهد معارك ضارية منذ تسعة اشهر، وحيث تصادف في كل مكان اكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة.
ويقول علي (23 عاما) وهو متطوع في احدى العيادات الطبية الميدانية في حلب ان "ما بين 200 و250 حالة لشمانيا تاتي الى المركز لتلقي العلاج" يوميا.
وينتظر في الممر المخصص لاستقبال المرضى عشرات الرجال والنساء والاطفال الذين تغطي البثور وجوههم واذرعتهم.
وفي الغرفة المجاورة، يقوم احد الاشخاص الجالسين على الاريكة بسكب محلول مطهر (بيتادين) على ساقه التي التهمت اللشمانيا جلد ربلتها.
ويصاب الاطفال خصوصا بهذا المرض. ويقول علي ان هؤلاء يشكلون ما نسبته "50 بالمئة من المرضى".
وتوضح عائشة (19 عاما)، وهي طالبة تطوعت للعمل كممرضة منذ بدء "الثورة السورية" ضد الرئيس بشار الاسد، ان "الاطفال يمضون جل وقتهم خارج المنزل ويلعبون في الشارع بين اكوام القمامة".
وللوقاية من الاصابة بالمرض، على الاطفال ان يناموا على اسرة تعلوها واقيات البعوض، بحسب علي الذي يشير الى انه يتعذر على العديد من العائلات شراء هذه الواقيات بسبب سعرها "التي يبلغ نحو الف ليرة سورية (10 دولارات اميركية)".
ويقول علي "كيف يمكن لعائلة لديها عدة اطفال ان تشتري واقية لكل فرد منها؟".
وادى النزاع السوري الى ازمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد، انعكست ارتفاعا في الاسعار وتراجعا في القدرة الشرائية لليرة السورية.
ومع اقتراب فصل الصيف ومعه انتشار اسراب البعوض، قرر ربيع (30 عاما)، الطالب السابق في الفيزياء وعضو في مؤسسة الفطيم، ان يتولى الامور بنفسه.
يجول ربيع مع ابن عمه وصديقه في حي طريق الباب في حلب والاقنعة الواقية تغطي وجوههم. يحملون الة تنفث دخانا ابيض كثيفا هو "مزيج من الكاز والمبيدات".
ويقول ربيع "قررنا ان ننظم انفسنا نظرا لاقتراب فصل الصيف من اجل القضاء على البعوض المسؤول عن نقل المرض الى الانسان، وذلك قبل ان تلسع الناس".
وكانت السلطات تقوم كل عام بحملة تعقيم في المدينة قبل اندلاع المعارك فيها قبل نحو تسعة اشهر.
الا ان ربيع واصدقاءه هم الذين يقومون بهذا العمل الدؤوب هذه السنة في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، مستخدمين سيارات "بيك اب" ابتاعوها من مساعدات حصلوا عليها من مقاتلي المعارضة وجميعات خيرية تتعاون معها.
وبلغ سعر الآلة التي ابتاعها ربيع من تركيا المجاورة نحو 1500 دولار اميركي. وينوي ان يجول بها الحي ليقوم بتعقيم نحو عشرة شوارع في الساعة.
يعي ربيع ان مهمته شاقة في وجود اكوام القمامة المنتشرة في كل زاوية من حلب، الا انه مصمم على انجازها، وخصوصا بعدما شارف عقار "الغلوكانتين" المخصص لمعالجة الداء على النفاذ من العيادة في حلب.
وبات من شبه المستحيل الحصول على كميات اضافية من العقار المصنع في فرنسا.

ماري روداني
السبت 30 مارس 2013