نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حجر كريم واحد... رحلة البحث عن الكهرمان في بولندا






وارسو – تومض قطع الكهرمان الصغيرة بضياء ألوان الأصفر والأحمر والبرتقالي في يد فيوليتا تشيلجفيسكا. وتتذكر المرأة البولندية كيف جمعت هذه الأحجار من على الشاطىء خلال رحلة إلى مدينة كرينيتسا مورسكا المطلة على بحر البلطيق.

وتقول تشيلجيفسكا إنها " كانت محض صدفة " حينما تعثرت في بادئ الأمر بقطعة كهرمان. بعدها أصبحت مهووسة بالعثور علي المزيد.


 
وتعتبر تشيلجيفسكا بحثها عن الكهرمان نوعا من الإدمان. وتقول، وهي تحدق في قطع الكهرمان الذي يتشكل من صمغ (رانتج) شجري متحجر، إنها " لثلاثة أيام متتالية غصت في الرمال من أجل إيجاد المزيد".
ووفق الأكاديمية البولندية للعلوم فإنه إلى جانب روسيا تعد بولندا إحدى أغني دول العالم بأحجار الكهرمان. ورغم هذا فلا يوجد صناعة للتنقيب عنها. وتقول كاتارزيانا كفياتكوفسكا، المسؤولة عن قطاع أحجار الكهرمان في متحف الأرض التابع للأكاديمية، إن " أغلب الكهرمان يتم جمعه عن طريق جرد الشواطئ".
ويقول المعهد الوطني للجيولوجيا إن نحو ستة أطنان يتم جمعهم سنويا عبر هذه الطريقة. وينجح الهواة الجامعون في بحثهم خاصة حينما يخرجون بعد العواصف في الخريف والربيع.
تقول كافياتكوفسكا إن " المحيط يقذف الكهرمان إلى اليابسة طوال الوقت". ولأولئك الذين يجهلون الأحجار الكريمة، فإنه من الممكن جدا تجاوزها والخلط بينها وبين الأحجار العادية علي السطح.
وتمتلك كافياتكوفسكا عدة خدع للتعرف علي الكهرمان: مثل خفة وزنه مقارنة بالأحجار الأخرى وملمسه الدافئ حتي إذا كان الطقس باردا.
وتقول عالمة الآثار إن "الرانتج( الأصماغ) الطري يستغرق ما لايقل عن أربعين مليون عام للتحول إلى حجر كهرمان".
فالأشجار تفرز هذا السائل السميك كي تخفي علي سبيل المثال التصدع في لحائها. وإذا ما اختلط الراتنج مع مياه مالحة ثم دُفن في الرمال أو الأرض يتحول إلى حجر كهرمان. حتى أن بعض القطع تحوي حشرات احتُجزت داخل المادة الصمغية اللاصقة.
وتؤكد الجمعية البولندية للكهرمان على أن " هذه الأحجار بمثابة آثار للحياة ترجع إلي ملايين السنوات". ووفق المعهد الجيولوجي فإن أكبر احتياطي معروف للكهرمان في بولندا يقع في مدينة جدانسك الساحلية ومنطقة لوبلاين الشرقية.
ومع هذا نظريا يمكن للناس العثور على الكهرمان في جميع أرجاء البلاد حسبما تقول كافياتكوفسا. وتوضح أن المنطقة بأسرها التي هي بولندا حاليا كانت مغطاة بمياه المحيط في الماضي.
ويقول المسئولون إن الهواة بإمكانهم الاحتفاظ بقطع الكهرمان الصغيرة التي يجدونها. أما فيما يتعلق بالبحث على نطاق واسع باستخدام الأجهزة الاحترافية فلابد من تصريح، حسب ما تقوله إيفا فيزوريك أحد أعضاء مكتب البحار في مقاطعة شتيتين.
وإلي جانب ذلك، فإن قطع الكهرمان الكبيرة يجب تسجيلها لدى السلطات المحلية. وتضيف فيزوريك أن "ودائع الكهرمان ذات القيمة العالية التي يُعثر عليها في الماء أو على اليابسة تنتمي إلى سلطات الضرائب في حال لم يتم تحديد مالك آخر".
ومع هذا، فإن الشركات لا تهتم بالتنقيب عن الكهرمان في بولندا. وتوضح كفياتكوفسكا أن التكلفة عالية جدا كما هو حال بالمجازفة بعدم إيجاد شيء خلال عمليات البحث.
وتقول الخبيرة إنه " بعكس الفحم لا يمكن تحديد كمية الكهرمان أو عدم وجوده من الأساس في الموقع". وبينما تجري عمليات تنقيب عن الكهرمان في جيب كلينينجراد الروسي المجاور فإن المخزون البولندي يقع على عمق أكبر وتغطيه الرمال الناعمة التي سرعان ما تعيد ملء أي مناجم يتم حفرها.
كما تشتهر بولندا علي مستوى العالم بمعالجات الكهرمان لديها. فهي تعد إحدى المنتجين الرواد لمجوهرات الكهرمان المصنوعة من الفضة والذهب ؤذلك وفق تصريح مايكل كوسيور مدير جمعية الكهرمان الدولية في جدانشك التي تعتبر عاصمة الكهرمان البولندية بفضل تنوع استديوهات التصميم وورش التصنيع بها.
وتصدر المجوهرات البولندية إلى كافة أرجاء العالم ابتداء من الاتحاد الأوروبي حتى الصين.
ويصنف الخبراء كهرمان بحر البلطيق بالأجمل والأكثر مرونة. ويقول كوسيور إن صائغي المجوهرات يمكنهم العمل علي تشكيله جيدا. وبالاعتماد على الجودة فإن قيمة 5 جرامات من الكهرمان قد تصل إلى حوالي 320 دولارا.
ورغم هذا، تُكن تشيلجفسكا خططا أخرى لقطع الكهرمان التي عثرت عليها خلال رحلتها. وتقول ضاحكة "إنني سأحتفط بهم كتذكارات ".

د ب ا
الثلاثاء 13 نونبر 2018