نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


حزب الله تبرأ من" الحاج صلاح" لكن ملايين المدخرين مع "مادوف لبنان" ما تزال في علم الغيب




معروب (لبنان)ريتا ضو - اودع جميل فنيش وابناؤه "الحاج صلاح" اكثر من مليون دولار ليوظفها في اعماله بدون اي ضمانة منه اذ انه "رجل ثقة وصاحب كف ابيض" على حد قول جميل الذي يكاد لا يصدق خبر افلاس صلاح عز الدين وتبخر الاموال.
ويقول جميل الذي يجلس مع مجموعة من ابناء البلدة اذهلهم نبأ افلاسه ايضا، امام متجر صغير في ساحة معروب لوكالة فرانس برس ان "المبلغ الاساسي الذي اودعناه الحاج صلاح عبر وسيط يفوق المليون دولار".


نائب حزب الله حسين الحاج حسن صاحب الشكوى الوحيدة ضد عز الدين
نائب حزب الله حسين الحاج حسن صاحب الشكوى الوحيدة ضد عز الدين
ويوضح جميل "كنا احيانا نتقاضى الارباح عنه واحيانا اخرى نضيفها على المبلغ الاساسي"
ويعيش فنيش (65 عاما) وهو اب لاحد عشر ابنا وابنة وجد ل25 حفيدا، مع القسم الاكبر من افراد عائلته الكبيرة، في كندا حيث يقومون باعمال تجارية ويملكون مرآبا لتصليح السيارات.
وهذه السنة، تنتهي عطلته في لبنان على غير ما يشتهي.

ويقول "لا نملك سندا بالمبلغ ولا ايصالا. اكتفى الوسيط بان دون على دفتره رقم المبلغ الذي اخذه منا".
والرجل الذي اطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم "مادوف لبنان"، يصفه ابناء الجنوب بانه "فقاسة مال" حسبما يؤكد محمد، صاحب فرن على الحطب في العباسية.
ويقول محمد ضاحكا "كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة".

فيلا صلاح عز الدين المقفلة في معروب يلفها الصمت والناطور اختفى منذ ايام، وكأن سكانها غادروها على عجل فلم يجدوا الوقت لتأمين مأوى لفرس وحصان يتنقلان بكسل في الفناء الخلفي للمنزل ولعدد من فراخ البط والدجاج.
وصلاح عز الدين مولود في معروب في 1962.

وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة عندما انشأ "حملة باب السلام للحج" التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة.
بعد ذلك، وسع دائرة اعماله لتشمل "تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن"، كما يجمع فنيش واصدقاؤه. وكانت تجارته تتم خارج لبنان "بين ايران والجزائر والصين".
وهو يملك ايضا "دار الهادي للنشر" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه "حفاظا على حقوق الناس".

ويقول علي عز الدين، صاحب محل هواتف خليوية في معروب، "كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير. يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين".
حجم اعماله وصيته الحسن جعلا الناس يهرعون اليه لايداع اموالهم مقابل وعود بارباح كبيرة.

ويقول جميل "لقد خسر مرة في تجارة الحديد، فدفع لنا خمسة في المئة ارباحا، عوضا عن عشرين او 25% او اكثر".
ويتحدث علي امين فنيش (67 عاما) الجالس قربه عن "مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة".
ويقول "انا احمل حزب الله والدولة المسؤولية. اليسوا هم المسؤولين عن الناس؟ اين كانوا بينما كان الناس يهرولون من اجل توظيف اموالهم بطريقة غير قانونية؟".

ونفى الحزب على لسان امينه العام حسن نصر الله الاسبوع الماضي اي علاقة له بصلاح عز الدين، ولو انه اقر بان عددا من كوادره اودعوا ملايين الدولارات مع الرجل.
اوقف عز الدين قبل اسبوعين. وقال مسؤول مصرفي وكالة فرانس برس ان هناك اتجاها لتوجيه له تهمة "الافلاس الاحتيالي" اليه.

وبعد ايام، اوقف "شريكه" يوسف فاعور نائب رئيس المجلس البلدي في معروب.
ويؤكد علي عز الدين ان فاعور عضو في حزب الله وان جزءا كبيرا من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين مردها انه كان قريبا من الحزب ومن قياداته.

والشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من حزب الله حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد.
ويتريث الناس في اللجوء الى القضاء. بعضهم يهمس رافضا الكشف عن هويته الكاملة "انه لا يريد التورط مع الحزب" مثل علي العائد منذ وقت قصير من بلد افريقي.

ويقول "جمعت هناك مبلغ مئة الف دولار واودعته مع عز الدين على امل ان احصل ارباحا كبيرة واؤسس تجارة هنا. لم اعد املك شيئا ولا حل الا بالعودة الى افريقيا".
وبعضهم لا يريد الدخول في تفاصيل ثروته مثل تلك السيدة من آل شور في طورا التي تقول "اذا كان لنا نصيب في المال يعود". ثم تقر ان المبلغ "اقل من مليون دولار".

الا ان مسؤولا في مصرف في جنوب لبنان يتوقع ارتفاع عدد الشكاوى مع اتضاح سير التحقيقات.
ويقول "حتى الآن، اودع زبائن في حساباتهم في مصرفنا حوالى عشرين شيكا مرتجعا صادرة عن مؤسسة عبر الخليج للتجارة والصناعة التي يملكها عز الدين"، موضحا ان الحد الادنى لقيمة الشيكات هو مئتا الف دولار.

سكان معروب اعتادوا زيارات الصحافيين يدلونهم على المشاريع التي مولها "الحاج صلاح" وبينها "ملعب معروب البلدي، ستاد شهداء المقاومة والتحرير" والحسينية في ساحة البلدة وحسينية اخرى على بعد عشرات الامتار.
وتأتي الشائعات لتزيد من حجم الاثارة... الحاجة ام بلال (46 عاما) تبيع الخبز الصاج منذ 13 عاما لتقتات مع عائلتها. يقال انها وضعت مدخراتها مع "الحاج صلاح"، لكنها تنفي.

وتقول "انا متعبة ومجروحة منذ وقعت هذه الشدة على الحاج".
وتضيف "انه انسان طاهر. دفع لي 400 الف دولار لتجديد الفرن، ودفع كل اقساط ابني في المدرسة الداخلية. هذه مؤامرة عليه من اسرائيل".



ريتا ضو
الخميس 10 سبتمبر 2009