نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


حقائق وأكاذيب حول أسطورة " كوستاريكا " أسعد بلد على ظهر الكوكب







سان خوسيه - إرنستو راميريز– بالرغم من إعلان حصول كوستا ريكا على لقب "أسعد بلد في العالم" وفقا للتقرير السنوي لـ"مؤشر الكوكب السعيد" أو متفوقة على الولايات المتحدة وكندا وحتى على الدول الاسكندنافية، إلا أن تقريرا خاصا فضح الاختلال الكبير في أوضاع المساواة والتضامن الاجتماعي وكافة مجالات الحياة، مع ارتفاع معدلات البطالة بين كافة قطاعات الشعب.


 

جاء ذلك وفقا للتقرير السنوي التاسع عشر عن حالة الأمة، والذي يتضمن تشريحا معمقا لمجتمع البلد الواقع في أمريكا الوسطى، والذي حقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي، وقد نشر التقرير مؤخرا، استنادا إلى دراسات وأبحاث يجريها سنويا فريق من الخبراء من أساتذة أبرز الجامعات الوطنية.



جدير بالذكر أن كوستا ريكا بلد صغير الحجم للغاية حيث تبلغ مساحته واحد وخمسين ألف و100 كيلو متر مربع، فيما يقدر عدد سكانه بـ5ر4 ملايين نسمة، ويعتبر بالنسبة لمعظم شعوب المنطقة بمثابة "سويسرا" أمريكا الوسطى، وقد نشر التقرير المذكور في وقت تستعد فيه البلاد لخوض الانتخابات الرئاسية الجديدة والمقررة في شباط/ فبراير المقبل.



يعدد التقرير أوجه المشاكل التي تعاني منها كوستاريكا منذ فترة طويلة مثل: استمرار الفقر، قلة الأنباء الجيدة حول المساواة والتضامن الاجتماعي، بطء تقدم المؤشرات الاجتماعية، النتائج السلبية لمعدلات توزيع الدخل وسوق العمل، فضلا عن العديد من المشاكل الأخرى.



بالتوازي مع التقرير، أبرز الاستطلاع الذي أجراه المعهد الوطني للإحصاء والتعداد (INEC) حول الحالة في البلاد ارتفاع مؤشر الفقر إلى 6ر20%، حيث تؤثر الظاهرة على مئتي خمسة وثمانية ألف و500 أسرة في كوستا ريكا.



جدير بالذكر أن تقارير سابقة حذرت من مشكلات تتعلق بنظام الحكم في البلاد، والذي يعتبر بالرغم من ذلك واحدا من أكثر الديمقراطيات رسوخا واستقرارا في المنطقة، ويرجع ذلك إلى أنه بعد تمكنه من حل الجيش قبل 60 عاما تحول إلى نموذجا يحتذى في الديموقراطية والتنمية في أمريكا اللاتينية كلها.



حطم التقرير الأخير حول حالة الأمة العديد من الأساطير التي سادت بين الكوستاريكيين لسنوات طويلة، محذرا من أن "المكاسب والفرص والمزايا التي تحققها بعض القطاعات لا يتم توزيعها بصورة عادلة سواء بين أبناء الشعب أو الشركات أو الأراضي على طول البلاد وعرضها".



ويوصي التقرير أن يتم استكمال الانجازات التي تم تحقيقها في قطاع التجارة نتيجة لاستقرار الأسعار، في قطاعات أخرى من خلال سياسات توفير فرص العمل وتشجيع الانتاجية، حتى يتاح لمختلف قطاعات الشعب الاستفادة من هذه المجالات.



أسقط التقرير أيضا أسطورة الفردوس البيئي الكوستاريكي، حيث اشتهر البلد اللاتيني بسمعته العالمية في الدفاع عن المنظومة البيئية وحمايتها، محذرا من أن كوستا ريكا تعرض استدامة مواردها الطبيعية للخطر كما تدمر منظومتها البيئة ليرتفع بذلك "دينها البيئي" وهو مصطلح يطلق بالأساس على الدول الصناعية الكبرى لما قامت به تاريخيا من دمار للمصادر البيئية في الكوكب.



من التشريح الذي يقدمه التقرير لـ"البلد الأكثر سعادة على ظهر الكوكب"، يتكشف مدى تراجع الالتزام بالضمانات العمالية، وهو عامل يؤثر سلبا على قطاعات واسعة من عمالة البلد اللاتيني.



من ناحية أخرى، يحلل التقرير البانوراما السياسية للبلد المقبل على انتخابات رئاسية، محذرا من أن الانتخابات سوف تجرى وسط مناخ سلبي بالغ السوء بناء على المعطيات المثبتة في هذه الدراسة.



ولا تزال استطلاعات الرأي تعكس استياء الغالبية العظمى من المواطنين في كوستا ريكا، من أداء الطبقة السياسية والطبقة الحاكمة، فضلا عن تراجع مصداقية الشعب في هاتين الطبقتين، مرجحة أن يكون الامتناع عن المشاركة في العملية السياسية هو الطابع الغالب على الانتخابات المقبلة، على غرار ما حدث في انتخابات سابقة.



وبالرغم من تسجيل التقرير حدوث تقدم ملموس على صعيد أمن المواطنين، لا تزال السلطة غير قادرة على إخفاء قلقها من تزايد سطوة عصابات تجار المخدرات الدولية فضلا عن تزايد النشاط الإجرامي والجريمة المنظمة.



يوضح اكتشاف العديد من الطرق غير الشرعية في الشهر الأخير من العام في بعض النقاط بالمنطقة الشمالية بكوستا ريكا، مدى تغلغل عصابات تهريب المخدرات التي باتت تحظى في الوقت الراهن بالمزيد من الدعم اللوجيستي والتقني خاصة مع توافر أساطيل من المروحيات والطائرات الخاصة التي تسهل نشاطها غير المشروع بصورة أكبر.



بغض النظر عن التحذيرات الكثيرة التي يثيرها تقرير حالة الأمة الأخير حول كوستا ريكا، فإن مواطني البلد اللاتيني يمكنهم أن يستمروا في شعورهم بالفخر ببلد يواصل انفتاحه على العالم، يناضل من أجل مكافحة الأزمة الاقتصادية العالمية، كما يصر على عدم التخلي عن مكانته بوصفه منارة الديموقراطية في أمريكا اللاتينية بالكامل، على حد وصف أحد الخبراء السياسيين المحليين.

إرنستو راميريز
السبت 28 فبراير 2015