نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


حكاية قديسة برازيلية تنقذ المراهقين من المخدرات والفقيرات المشردات من ممارسة الدعارة




ريو دي جانيرو - كلير دي اوليفيرا - كل شيء كان يشير الى انهم سيصبحون مهربي مخدرات في المستقبل على غرار اولئك الذين اسقطوا اخيرا مروحية للشرطة في مدينة صفيح في شمال ريو دي جانيرو، بيد ان فلوديرليس دوس سانتوس اعادت اليهم الامل.


خلف هذا الفندق الفخم في ريو تقع معظم الاحياء الفقيرة
خلف هذا الفندق الفخم في ريو تقع معظم الاحياء الفقيرة
فهذ "الام" تحتضن تحت سقف منزلها 46 شخصا اضافة الى اطفالها الاربعة انتشلتهم من الاحياء الفقيرة وتتراوح اعمارهم بين خمسة اشهر و36 عاما.
وقالت هذه المرأة الخلاسية البالغة الثامنة والاربعين لوكالة فرانس برس "ترعرعت في مدينة الصفيح في جاكاريزينو. وشهدت على اعمال عنف رهيبة. في يوم من الايام تمكنت من انقاذ حياة مراهق في الثالثة عشرة كان مهربو مخدرات سيقتلونه. اعطاني هذا الامر شجاعة لكي استمر في هذه المهمة. واتى هذا المراهق للسكن في منزلي".

تعيش فلوديرليس دو سانتوس في منزل كبير في نيتيروا في الجهة المقابلة لخليج الريو مع اطفالها الخمسين وتدفع جميعة "انستيتو كريانسا" غير الحكومة بدل الايجار.
في سن السابعة والعشرين فيما كانت دو سانتوس قد انجبت ثلاثة من اطفالها الاربعة وجدت طفلة عمرها خمسة عشر يوما ملقاة في سلة للمهملات في محطة "سنترال دو برازيل". قالت "اخذتها الى منزلي وعثرت على والدتها التي كانت تعيش في الحي ودعوتها لتعيش معي بيد انها رفضت البقاء".

بعد ذلك، تطور الامر ككرة الثلج. ولكل طفل احتمى تحت سقف منزلها قصة محزنة بين قصص كثيرة بائسة. بفضلها نجا الصبية من الاتجار بالمخدرات وانقذت الفتيات من امتهان الدعارة، وهو المصير الوحيد المتاح امام اطفال الشوارع.
واكدت فلوديرليس ان "معظم اطفال الشوارع يهربون من العنف المنزلي، الذي غالبا ما يكون جنسيا. ما من طفل يختار العيش في الشارع الا بعد تعرضه لسوء المعاملة. يجب عدم اعادة هؤلاء الى كنف عائلاتهم، ويفترض ان يتم تعديل قانون" القصر الذي تجده "باليا".
وقد استقبلت هذه "الام" ايضا مولودا جديدا قدماه مكسورتان، استعاده والده بعد سنتين. وما ان مر اسبوعان على ذلك قام الاخير برمي ابنه من النافذة والسبب انه كان يبكي كثيرا. قالت "شعرت لحظتها بذنب كبير".

وفي احد ايام العام 1994 استقبلت في منزلها 37 طفلا بينهم 14 مولودا جديدا دفعة واحدة. وقد اتى الاكبر سنا منهم ليقرعوا باب منزلها ففتحت لهم. اوضحت انها "في تلك الحقبة قرر القضاء استعادة هؤلاء الاطفال وفصلهم وتوزيعهم على دور ايتام، فهربت معهم".
امضت الليل في الشارع مع كل اطفالها متلحفين باوراق الصحف قبل ان يلجأوا الى مدينة صفيح اخرى. وصدرت مذكرة توقيف في حقها بتهمة "الخطف". وما ان حدد احد القضاة مكانها حتى هربت مجددا. ثم قررت اللجوء الى الصحافة. قدم الاطفال الاكبر سنا شهاداتهم الى الصحافيين مطالبين بالبقاء الى جانب "والدتهم". حينها قررت محامية وجمعية غير حكومية تقديم المساعدة والدعم لفلوديرليس دوس سانتوس وبعد تلك الحادثة وحين انتشرت القصة على نطاق واسع صارت ريو المدينة المتدينة تنظر الى فلوديرليس كقديسة وتجل ما تقوم به من اعمال.

ونتيجة لذلك تحولت من امرأة هامشية الى بطلة حقيقية. وقالت "شعرت بالراحة بيد اني كنت لا ازال غاضبة. فهذا الاعتراف كلفني الكثير". حاليا يعرض فيلم في البرازيل يتناول قصتها يشارك فيه ممثلون من قناة "غلوبو تي في" الواسعة النفوذ وسيعرض قريبا في مقر الامم المتحدة في نيويورك.
وتقوم فلورديليس وزوجها بالاعمال المنزلية. يقدم الاكبر سنا العون للأصغر والجميع يرحب بهذا التعايش.

وقالت رايان (15 عاما) "اعتنت بي "والدتي" منذ كان عمري 15 يوما. لقد وجدت المرأة التي انجبتني بيد ان الاخيرة رمتني في سلة المهملات. ليس لدي أي حقد تجاهها. انا اليوم مراهقة وسعيدة" وتتمنى هذه الطفلة في ان تصبح "مدرسة للغة الانكليزية".

واسست فلورديليس كنيسة انجيلية في شارع فقير حيث تؤدي التراتيل الدينية.
وتعلم دانيال (11 عاما) العزف على البيانو من خلال مراقبته عازف البيانو الذي يخدم في الكنيسة. وهو يعزف بفرح كبير اغنية "لاف ستوري" (قصة حب) و"نشيد السعادة" لبيتهوفن. وهاتان الاغنيتان تمثلان خير تمثيل الاجواء اللقائمة في منزل فلورديليس.

كلير دي اوليفيرا
الجمعة 30 أكتوبر 2009