نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حكاية كريمة المغربية ....هجرة قسرية من هولندا حماية لشرف عائلة حائرة بين عالمين




أمستردام - الان دو لامار- صعقت كريمة اوشان، الطفلة ذات الـ 15 عاما، والجمت الدهشة لسانها حين علمت لدى وصولها للمغرب في العام 1985 انها لن ترى هولندا مرة أخرى. حيث قرر والدها أنها قد أصبحت غربية أكثر من اللازم لذا وجب اعادة تربيتها في المغرب. لم تتمكن كريمة من العودة مرة اخري لهولندا الا في العام 1997.


مشهد من الشارع الهولندي
مشهد من الشارع الهولندي
تقول ادين بارتلس المشتغلة في حقل الانثروبولوجيا أن التقديرات تشير الي ان حوالي 80 من الأمهات لطفل أو طفلين يتم تركهن سنويا في البلد الام. كما تقول أن هنالك محاولات منذ سنوات لجذب الانتباه لهذه المشكلة، غير أن هذا لم يكن هنالك كثير من الاهتمام علي نطاق واسع. وتضيف ادين إنها قد أجرت بنفسها أبحاثا في الأعوام 2005، 2008 والعام 2009، حول الاطفال والنساء الذين يتم تركهم في الوطن الام. يتعلق الامر غالبا باطفال صغار، ولكن في بعض الاحيان باطفال تبلغ أعمارهم الـ 15 عاما.

تقول ادين أن هؤلاء الاطفال ينشأون باجسادهم في المغرب مثلا، بينما فكرهم وروحهم هنا في هولندا الامر الذي يؤدي الى تكوين نوع من الصورة المثالية لهولندا في أذهانهم.
تنطبق هذ الحالة علي كريمة اوشان التي ظلت بعقلها مع هولندا اثناء اقامتها الجبرية في المغرب. لم تتخل كريمة عن روح المقاومة هناك، حيث رفضت تزويجها بشكل قهري من احد اقاربها. جاءت كريمة الي المغرب لانها تريد انهاء خلافها مع والدها الذي استمر لسنوات في هولندا. وقتها كانت كريمة اوشان توشك علي انهاء دراستها الثانوية العامه حين علمت بانها لن تعود لهولندا، مما يعني وضع حد لطموحها الدراسي:"لم تكن هنالك نية لجعلي اكمل تعليمي"

لقد حكم علي كريمة بأن تقبع في البيت لتمارس المهام المنزلية. وبالرغم من الأبحاث العديدة التي اجرتها ادين في هذا المجال الا أن عدم الوضوح مازال يلف هذه المشكلة. ليست هنالك احصائية بعدد هذه الحالات، ومن الصعب قياس ذلك لانه وبحسب ادين بارتلس من الصعب العثور على هؤلاء الأطفال:"في الغالب تلعب مسألة الشرف دورا في هذا الموضوع، ولكن هنالك اسباب اخري مثل الخلافات الزوجية بين الاباء، واحيانا يرىالآباء أن أطفالهم متحررون أكثر من اللازم، كما يلعب التزويج القسري دوره ايضا".

نفذت بلدية روتردام مشروعا تجريبيا في محاولة لرسم صورة اوضح عن المشكلة بمعرفة عدد حالات الزواج القهري، وذلك في شهر أيار/ مايو من هذا العام. تبين من خلال هذه التجربة أن حوالي خمسة عشرة فتاة قد تم تزويجهن بشكل قهري خلال فترة العطلة الصيفية. تم انشاء نقطة تبليغ على المستوي الوطني يمكن للمدارس من خلالها الابلاغ عن المقاعد الدراسية الخالية عقب العطلة الصيفية. اضافة لذلك عرضت بلدية روتردام على الفتيات من اصول اجنبية توقيع اقرار بانهن لا يرغبن في تزويجهن من قبل اسرهن،

هذا الاقرار سيشكل الارضية القانونية لرفع قضية في حالة بقاء الفتيات قسريا هناك. الفتيات اللائي وقعن هذا الاقرار لم يتم تزويجهن قسريا في خلال عطلة الصيف. و قاومت كريمة تزويجها في المغرب ايضا، وعادت منذ اثني عشر عاما الي هولندا. راودت الشكوك والدها عبر السنوات حول صواب قراره بتربيتها في المغرب:" قال لي بعد كل هذه السنوات، اذا اتيحت لك الفرصة بالعودة الي هولندا، افعلي ذلك" ولكن ومع ذلك تركت الاقامة القسرية في المغرب اثرها على كريمة، "إذا تم أخذك وإعادتك رغما عنك، فان هذا الامر سيترك اثاره على حياتك والى الأبد".

تقول كريمة اوشان انها تستنكر ما فعله والدها ولكنها سامحته:"كان يود حمايتي، يريد لي ان احتفظ بنقائي والا اتورط في مسائل تلوث الشرف."كما تقول ان الضغط من محيطه الاجتماعي كان كبيرا ولكن بمرور الوقت اتضح له أن بعض القرارات لم تكن صحيحة وتبينت له الجناية التي ارتكبها في حق ابنته.

منذ عودتها إلي هولندا لا تكف كريمة عن الحركة والنشاط، حيث تعمل الان كمترجمة ورئيسة لمشروع العنف الأسري وجرائم الشرف التابع لمنظمة التعاون المغربي الهولندي. في العام 2001 نشرت قصة حياتها في كتاب بعنوان (خطاب لم أكتبه ابدا لابي).

الان دو لامار- إذاعة هولندا العالمية
الاحد 11 أكتوبر 2009