
ما دفعني لطرح هذه الأسئلة هو قصة فتاة مصرية سيتعاطف معها كل من يسمع بقصتها وإن اختلف معها في التفاصيل هي هبة نجيب المدونة المصرية المقيمة مع أسرتها في السعودية والتي تعاني من مشاكل كثيرة معهم وتطالب بحقها في العودة إلى مصر واستكمال حياتها هناك
هبة تحاول منذ 3 سنوات تمكينها من حقها ذاك وقد سعت بطرق ودية ورسمية وقانونية ومطالبات مختلفة لكنها عانت إما من الإهانة و التجاهل أو فتور حماس المنظمات الحقوقية والإعلام متلكئ أيضا في تناول مشكلتها
والموقف الآن وبعد جهد كبير قامت به هبة ووساطات أن السلطات السعودية قالت أنها ستتجاوز شروط النظام السعودي لشرط موافقة الأب إذا طالبت القنصلية المصرية بحقها في العودة لبلدها ولا تزال هبة تدور في تلك الحلقة المفرغة دون جدوى.
إذا أردنا أن نفهم الدوافع وراء رغبة هبة في الانفصال عن أسرتها والعودة إلى مصر بخلاف العرف السائد في مجتمعاتنا ،فلا بد أن نتعرف على بداية مشكلتها مع والد متشدد يبدو أنه فهم قوامة الرجل بشكل متطرف واستبدل الرعاية بالتضييق وتشديد الخناق عليها حتى ضاقت روحها بهذا السجن الذي يضاف إلى سجون كثيرة ترافق حياة النساء في السعودية ، وهبة الفتاة الحالمة المفعمة بالحياة ليست من ذلك النوع المهووس بالغرب وثقافته فكل ما فعلته أنها ارتدت بدلا من الخمار حجابا عاديا مثل الذي ترتديه المصريات، وتحب الاستمتاع للموسيقى وتعبر في مدونتها عن إعجابها بالأوبرا كما ترفض طريقة معاملة النساء في السعودية وتنتقد خطاب الشيوخ السعوديين وبالطبع ثارت ثائرة والدها على هذه التصرفات وجعلته يحكم عليها بالردة وبأنها تريد إسلاما كإسلام محمد عبده وكأن لكل إسلامه المنسجم مع شخصيته يريد فرضه على الآخرين وهو ما يقودنا إلى مشكلة تلعب دورا هاما في تخلفنا كعرب ومسلمين مشكلة ذات جذور فكرية تكاد تعصف ببنياننا ، وإلا فما الدافع لأن يمثل ترك الفتاة لأسرتها خلاصها في حين نعتبر الأسرة حصننا المنيع الذي نباهي به الغربيين
هبة مدونة تكتب في مدونتها التي أسمتها منحدرات خواطر إنسانية تعبر عن غربة واغتراب داخلي تعيشه في مكان لم تنسجم مع مفرداته كما تحكي بالكلمات عن حنين مركب إلى الحياة في مصر بلدها وتنتقد كذلك أساليب التربية المتشددة خصوصا للنساء الأمر الذي يلفت انتباهنا إلى أساليب التربية التي تتبعها المجتمعات المتشددة والتي تُختزل في مجموعة من الأوامر والنواهي دون إدراك حقيقة مهمة أن التربية والدينية منها تقوم على الحب والإقناع بعيدا عن روح التعصب والتزمت
أخيرا يجدر التنويه أن حالة هبة وإن كانت فردية إلا أنها يمكن أن تعبر عن كثير من الحالات المماثلة التي تعيش في الظل ولا يجرؤ أصحابها على طرح قضاياهم في مجتمع شبه مغلق ، ونستذكر قول الله تعالى : "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "
فمن وجد عنده القدرة والجرأة فليساعدها بالطريقة التي يجدها مناسبة أو ليقترح بعض الحلول القانونية ويرسم لها الطريق الذي تستطيع أن تسلكه ويمكن لأصحاب الفكر الإسلامي المعتدل توضيح الرأي الشرعي لمثل هذه المسائل المعاصرة الشائكة التي يطرحها تطور المجتمعات وأساليب الحياة الجديدة
وكل مانحاول عمله هو لفت الانتباه وتسليط الضوء على قصة معاناة تحمل في طياتها الكثير من مشكلات مجتمعاتنا المعقدة والمتراكمة ونرغب أن يتم حل المشكلة بمواجهتها لا بتجاهلها كما يحدث غالبا
هبة تحاول منذ 3 سنوات تمكينها من حقها ذاك وقد سعت بطرق ودية ورسمية وقانونية ومطالبات مختلفة لكنها عانت إما من الإهانة و التجاهل أو فتور حماس المنظمات الحقوقية والإعلام متلكئ أيضا في تناول مشكلتها
والموقف الآن وبعد جهد كبير قامت به هبة ووساطات أن السلطات السعودية قالت أنها ستتجاوز شروط النظام السعودي لشرط موافقة الأب إذا طالبت القنصلية المصرية بحقها في العودة لبلدها ولا تزال هبة تدور في تلك الحلقة المفرغة دون جدوى.
إذا أردنا أن نفهم الدوافع وراء رغبة هبة في الانفصال عن أسرتها والعودة إلى مصر بخلاف العرف السائد في مجتمعاتنا ،فلا بد أن نتعرف على بداية مشكلتها مع والد متشدد يبدو أنه فهم قوامة الرجل بشكل متطرف واستبدل الرعاية بالتضييق وتشديد الخناق عليها حتى ضاقت روحها بهذا السجن الذي يضاف إلى سجون كثيرة ترافق حياة النساء في السعودية ، وهبة الفتاة الحالمة المفعمة بالحياة ليست من ذلك النوع المهووس بالغرب وثقافته فكل ما فعلته أنها ارتدت بدلا من الخمار حجابا عاديا مثل الذي ترتديه المصريات، وتحب الاستمتاع للموسيقى وتعبر في مدونتها عن إعجابها بالأوبرا كما ترفض طريقة معاملة النساء في السعودية وتنتقد خطاب الشيوخ السعوديين وبالطبع ثارت ثائرة والدها على هذه التصرفات وجعلته يحكم عليها بالردة وبأنها تريد إسلاما كإسلام محمد عبده وكأن لكل إسلامه المنسجم مع شخصيته يريد فرضه على الآخرين وهو ما يقودنا إلى مشكلة تلعب دورا هاما في تخلفنا كعرب ومسلمين مشكلة ذات جذور فكرية تكاد تعصف ببنياننا ، وإلا فما الدافع لأن يمثل ترك الفتاة لأسرتها خلاصها في حين نعتبر الأسرة حصننا المنيع الذي نباهي به الغربيين
هبة مدونة تكتب في مدونتها التي أسمتها منحدرات خواطر إنسانية تعبر عن غربة واغتراب داخلي تعيشه في مكان لم تنسجم مع مفرداته كما تحكي بالكلمات عن حنين مركب إلى الحياة في مصر بلدها وتنتقد كذلك أساليب التربية المتشددة خصوصا للنساء الأمر الذي يلفت انتباهنا إلى أساليب التربية التي تتبعها المجتمعات المتشددة والتي تُختزل في مجموعة من الأوامر والنواهي دون إدراك حقيقة مهمة أن التربية والدينية منها تقوم على الحب والإقناع بعيدا عن روح التعصب والتزمت
أخيرا يجدر التنويه أن حالة هبة وإن كانت فردية إلا أنها يمكن أن تعبر عن كثير من الحالات المماثلة التي تعيش في الظل ولا يجرؤ أصحابها على طرح قضاياهم في مجتمع شبه مغلق ، ونستذكر قول الله تعالى : "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "
فمن وجد عنده القدرة والجرأة فليساعدها بالطريقة التي يجدها مناسبة أو ليقترح بعض الحلول القانونية ويرسم لها الطريق الذي تستطيع أن تسلكه ويمكن لأصحاب الفكر الإسلامي المعتدل توضيح الرأي الشرعي لمثل هذه المسائل المعاصرة الشائكة التي يطرحها تطور المجتمعات وأساليب الحياة الجديدة
وكل مانحاول عمله هو لفت الانتباه وتسليط الضوء على قصة معاناة تحمل في طياتها الكثير من مشكلات مجتمعاتنا المعقدة والمتراكمة ونرغب أن يتم حل المشكلة بمواجهتها لا بتجاهلها كما يحدث غالبا