نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


حكاية يتيمة مغربية تصنع السجاد لإكمال دراستها





بعدما كانت تطمح ببيعها بـ25 دولارا، استطاعت اليتيمة المغربية سعاد، تحصيل 2000 دولار تمنا لسجادة تقليدية نسجتها، بيعت بمزاد، لتأمين احتياجاتها ومتابعة دراستها.
بدأ الأمر عندما علم جلال عويطا، صاحب تطبيق "يتيمي" الإلكتروني لجمع التبرعات لليتامى من أجل إكمال دراستهم، بقصة سعاد ليقترح عليها عرض السجادة في مزاد علني بمنصات التواصل الاجتماعي.



وبالفعل تمكنت اليتيمة سعاد (15 عاما)، المقيمة شمالي المغرب، من بيع سجادتها بألفي دولار، أضعافا لما كانت تطمح الحصول عليه مقابل بيعها.
عويطا سمع بقصة سعاد، عن طريق رئيس جمعية "سمنيد للتنمية الاجتماعية" بمدينة أزيلال، عمر مجان.
وتخفي هذه المبادرة واقعا صعبا لعدد كبير من اليتامى الذين ينتظرون المساعدة لإكمال دراستهم، والتغلب على مصاعب الحياة، بعدما فقدوا أعز ما يملكون "الأب أو الأم أو كلاهما".
- أنامل حنان تبدع سجادا أنيقا
أبدعت أنامل سعاد سجادا أبيضا ناصعا، تخللته أشكال بألوان مختلفة وأناقة الإبداع، وكل حلمها أن تبيعها في السوق حتى توفر دراهم معدودة.
سعاد تتابع دراستها في مدرسة إعدادية بقرية قريبة من أزيلال (شمال)، حي تقيم بمركز خاص بالفتيات، لبعد المدرسة عن منزلها.
ولا تخلوا متابعة الدراسة بمناطق بعيدة وجبلية من صعوبات بسبب بعد المسافة، خاصة في فصل الشتاء مع البرد وتساقط الثلوج.
وقال عمر مجان، للأناضول، إن "القصة بدأت بعدما أخبرته التلميذة سعاد برغبتها في بيع سجادة بالسوق، ليتزامن ذلك مع زيارة لأعضاء تطبيق يتيمي".
وأضاف أنه أخبر زواره بالفكرة، حيث اقترح عليه عويطا، عرض السجادة بمزاد علني عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأردف: "رحبنا بالفكرة ولكن المفاجأة كانت بعد التفاعل الكبير للداعمين مع المزاد، خصوصا أنه لم يستمر أكثر من 24 ساعة".
وأوضح أن "التفاعل الكبير مع المبادرة، يرجع لرغبة الناس في مساعدة سعاد، ومن خلالها أيتام في حاجة إلى دعم مالي ومعنوي لتجاوز مطبات الحياة".
واستطرد: "ثمن بيع السجادة يدل على الخير المتجذر بالمجتمع والتضامن بين أفراده، وهو ما يرفع من معنويات الأيتام، ومن خلالهم عمل المتطوعون والنشطاء الحقوقيين".
ونسجت سعاد، السجادة في مركز "الاستقبال العائلي للتميز" بالمنطقة، الذي تديره الجمعية.
وأفاد مجان، بأن "الأولوية في المركز هي للقراءة ومتابعة الدراسة فضلا عن الأنشطة الثقافية والتربوية الموازية لفائدة التلميذات (نحو 45 يتيمة)".
واستدرك: "إلا أنه في أوقات العطل ممكن أن يقمن بأمور إنتاجية، وهو ما وقع مع سعاد، حيث قامت بنسج السجادة".
وأكد أن "اليتامى في حاجة إلى دعم معنوي ومالي لمتابعة دراستهم".
- نسج السجاد.. حرفة تتعلمها فتيات الريف في الصغر
رغم ظروفها الصعبة، استطاعت سعاد، أن تتابع دراستها تزامنا مع تعلم حرفة نسج السجاد التقليدية، التي تشتهر بها المنطقة.
وقالت سعاد في حديث للصحفيين، إنها كانت تمشي قرابة الساعتين ونصف الساعة، للتنقل بين المنزل والمدرسة، خلال مرحلة التعليم الابتدائي.
وأوضحت أن هذا جعلها تتغيب عن الدراسة عدة مرات خصوصا في فصل الشتاء بسبب ظروف المناخ الصعبة، لتلجأ إلى المركز، وتستثمر وقت الطريق في الدراسة.
وتتعلم أغلب الفتيات بالمناطق الجبلية حرفة نسج السجاد، ولم تخرج سعاد عن هذه القاعدة، حيث تعلمتها من جدتها، وتمارسها خلال العطل وأوقات الفراغ.
وقال عويطا، للأناضول، إن الزربية (السجادة) التي نسجتها سعاد استطاعت تحقيق 20 ألف درهم (2000 دولار) خلال 24 ساعة من عرضها للبيع.
وأضاف أن هناك العديد من الناس محتاجين للمساعدة، وآخرين يحبون الخير ويسعون إليه، لكن المشكل في قلة مبادرات المجتمع المدني المتعلقة بهذا الصدد.
ولفت الانتباه إلى فئة الأيتام التي يجب دعمها بشكل كبير، موضحا أن أشكال دعمها متعددة وغير مقتصرة على العطاء المادي فقط.
- تفوق دراسي في ظل ظروف صعبة
ظروف سعاد زادتها قوةً وإصرارا، حيث حصلت على معدل 17,99 (من 20) العام الماضي (السنة الثانية من المرحلة الإعدادية)، وهو معدل ممتاز.
وقال مجان، إن "الجمعية تفكر في تطوير مبادرات إبداعية على غرار تجربة سعاد، خصوصا أن التلميذات بحاجة إلى تأمين مستقبلهن الدراسي".
وذكر أن هذه المبادرة تزامنت مع زيارة قام بها أعضاء من المركز الثقافي الفرنسي للمركز، الذين اقترحوا على التلميذات زيارة مدينة مراكش (وسط) والمشاركة بمعرض للسجاد.
وتقدم الحكومة المغربية دعما للأيتام يقدر بنحو 35 دولارا شهريا، لكل يتيم في إطار برنامج "دعم الأرامل"، حيث يشترط عليهم للحصول على الدعم متابعة الدراسة لسن الـ21.
وقالت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية المغربية، جميلة المصلي، خلال جلسة برلمانية سابقة، إن عدد المستفدين من البرنامج بلغ نحو 105 آلاف و535 أرملة، تعيل نحو 178 ألف يتيم.

خالد مجدوب/ الأناضول
الاحد 10 يناير 2021