نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


حماس تدخل "المقاومة" في مناهج المدارس وتقيم معسكرات "الفتوة" للطلبة





غزة - عماد الدريملي - تخطط حكومة حركة حماس المقالة في قطاع غزة إلى تغييرات واسعة على المناهج الدراسية لإدخال "المقاومة وأشكالها" ضمن إحدى موادها بالتزامن مع إقامتها معسكرات تدريب تحمل اسم "الفتوة" للطلبة من الجنسين.


حماس تدخل "المقاومة" في مناهج المدارس وتقيم معسكرات "الفتوة" للطلبة
ويقول حقوقيون ومعارضون لحكم حماس إن الحركة ماضية في إجراءات واسعة النطاق لفرض قيود إسلامية على قطاع غزة الذي تسيطر عليه بالقوة منذ منتصف العام 2007 وفرض رؤيتها "الدينية" فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل.
 
وأكد مسئولون في وزارة التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة أنها شرعت بإعداد كتب لمبحث (التربية الوطنية) للصفوف من الثامن حتى العاشر الأساسي، تتضمن التطرق إلى تاريخ فلسطين ومشروع تحريرها، والحديث عن "المقاومة ومشروعيتها وأشكالها".
 
وبهذا الصدد يقول جمال أبو هاشم مستشار وزير التربية والتعليم العالي المقال, إن إعداد النسخ الجديدة من الكتب يستهدف تهيئة جيل فلسطيني مقاوم لتدعيم المنهاج الفلسطيني وتنمية اتجاهات وطنية لدى الطلبة.
 
وذكر أبو هاشم، أن حكومته تحرص على أهمية التوافق على الأهداف والأنشطة والمفردات التي يتضمنها كل كتاب من أجل إنجازها قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد في أيلول/سبتمبرالمقبل.
وحسب أبو هاشم، تسعى وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة إلى أن تشمل الكتب الجديدة موقع فلسطين التاريخية جغرافيا ودينيا لجميع المدن الفلسطينية بما فيها تلك التي تقوم عليها إسرائيل منذ العام 1948.
وأضف أن الكتب الجديدة ستعمل على إحياء مكانة المقاومة بمختلف أشكالها والتركيز على إحياء البطولات الفلسطينية في المعارك التاريخية إلى جانب تناول "المشروع الصهيوني"، والهجرة اليهودية لفلسطين والأطماع الصهيونية فيها والثوابت الفلسطينية الرئيسية.
ويأتي الإعلان عن هذا التوجه بعد إقرار الكتلة البرلمانية لحركة حماس قانونا يقضي بمنع الاختلاط بين التلاميذ من الجنسين بعد سن التاسعة في مدارس قطاع غزة والفصل بين الجنسين في صفوف العاملين في المدارس بشكل تام.
 
ويسرى هذا القانون منذ بداية العام الدراسي الجديد على أن يشكل كافة المدارس الحكومية والخاصة وتلك التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
 
وتتزامن هذه الخطوات مع بدء وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية في حكومة حماس هذا العام بتنفيذ برنامج تطلق عليه اسم (الفتوة طلائع التحرير).
ويقول مسؤولون في وزارة التربية والتعليم المقالة، إن برنامج الفتوة يأتي في إطار تعزيز القدرات العسكرية الفردية للطلبة، والسعى عبره إلى تأهيل طلاب المرحلة الثانوية في المدارس الخاضعة للإدارة الحكومية استعداداً لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل.
 
واحتفلت حكومة حماس في كانون ثان/يناير الماضي بتخريج أول فوج من معسكرات الفتوة بمشاركة عشرة آلاف طالب من سن 15 عاما وحتى 18 عاما، وتضمن تقديمهم تدريبات عسكرية بعد انخراطهم في معسكرات تدريب لمدة أسبوع.
 
وشملت هذه التدريبات  35 مركزا في جميع مدارس قطاع غزة كتتويج لفعاليات (عام التعليم) الذي خصصته حكومة حماس بداية العام 2012.
 
وارتدى الطلبة خلال حفل التخرج بدلات عسكرية وامسك بعضهم بمجسم خشبي لسلاح (كلاشينكوف) وأدوا عروضا مثل القفز بحبل من علو عدة أمتار والنزال اليدوي وأخرى تحاكي المواجهة في ساحة معركة.
 
وشملت التدريبات الخاصة التي تلقاها الطلبة خلال مشروع (الفتوة) على المشي العسكري ومحاضرات أمنية لمكافحة التخابر لصالح إسرائيل إلى جانب تدريبات على السلاح وتفكيكه وكيفية إطلاق الرصاص.
 
ويعتبر وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة حماس أسامة المزيني، أن الهدف الرئيس لبرنامج الفتوة هو "كنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين".
 
وقال المزيني خلال جولة تفقدية لعدد من مراكز تدريب برنامج الفتوة مؤخرا، إنه "برنامج أصيل لنا الحق في ممارسته مع طلابنا كباقي دول العالم خاصة وأننا نعيش تحت وطأة الاحتلال".
 
وأضاف المزيني، أن وزارته وضعت شروطا لمن يريد الالتحاق، أهمها حصول الطالب على موافقة خطيه من ولي الأمر للالتحاق بالمخيم.
 
وعادة ما تقيم حركة حماس مخيمات صيفية خلال العطلة المدرسية كل عام تحاول من خلالها استقطاب الطلاب الفلسطينيين وتعتمد في إدارتها على عناصرها وقياداتها ورواد المساجد بهدف نشر الثقافة الإسلامية والترويح عن النفس، لكنها لأول مرة تقيم هذا العام معسكرات للتدريب شبه العسكري.
 
وإلى جانب إلحاق الطلبة بمعسكرات الفتوة، تخطط حكومة حماس إلى أن تشمل بداية من العام الدراسي الجديد مدارس الطالبات لتدريبيهن على "مهارات الميدان والتدريب على السلاح".
 
وقد أثار برنامج الفتوة جدلاً واسعا في غزة لما قد يترتب عليه بحسب معارضيه من آثار سلبية في "إحداث موجة من العنف في صفوف الطلاب، بدلاً من إيجاد حالة تزيد من التسامح المجتمعي، عدا عن أنه يوفر مادة للاستغلال الإعلامي من قبل إسرائيل للتحريض ضد الفلسطينيين ".
 
وبهذا الصدد يقول الناشط الحقوقي والسياسي مصطفى إبراهيم، إنه من المهم توعية طلبة المدارس من الجنسين بالقيم الوطنية والانضباط والتضحية في ظل الصراع المتواصل مع الاحتلال الإسرائيلي على أن يتم ذلك في إطار نظري وليس عملي.
 
ويشدد إبراهيم، على الحاجة الماسة لإيجاد برامج نفسية وترفيهية للطلاب في قطاع غزة، خاصة مع تأثرهم بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فيما يعتبر ما يتم تنفيذه من برنامج عسكري قد يشكل خطرا كبيرا في ظل أن هؤلاء الأطفال اهتماماتهم مختلفة.
 
ويضيف أن تعميم حكومة حماس برنامج الفتوة على جميع المدارس "سيكون خطيرا وخاصةً أن المشرفين على البرنامج ضباط تعودوا على الصرامة وتلقى الأوامر بجدية مما سيؤثر سلباً على نفسيات الطلاب من خلال تدخلاتهم في تربية الطلاب بشكل عنيف".
 
ويطالب إبراهيم   بضرورة إعادة النظر في برنامج "الفتوة" وأن تكون هناك حصص رياضية يتعلم من خلالها الأطفال التمارين الرياضية وتدريس القيم الوطنية والثبات والانتماء للوطن بطريقة أفضل من الطريقة القائمة بعسكرة المدارس.
 
من جهته يتفق أستاذ الصحة النفسية في جامعة الأقصى في غزة، فضل أبو هين، بأن إدخال السلاح ولغة التجييش عملياً في برنامج الفتوة من قبل حكومة حماس، يعني إقحام بعض النقاط التي لا يستطيع الفتى استيعابها في حياته وستؤثر عليه سلبياً.
 
ويقول أبو هين "كفلسطينيين نعيش في مجتمع سياسي وخلق أمور جديدة أكبر من طاقات وإمكانيات الأبناء على التحمل والممارسة سيكون له أثر سلبي كبير، خاصة أن مرحلة المدرسة هي مرحلة لاستيعاب وفتح قنوات عقلية وإدراكية أمام الطلاب والمطلوب مساعدتهم على التركيز وليس التشتت بأمور خارج عن نطاق التحمل".
 
ويضيف "لا بد من خلق وعي جماعي، يشكل هدفاً في كيفية توظيف طاقات الشباب في أمور يستطيعون فيها أن يجدوا المتنفس الذي يمنحهم الإدراك والتركيز بشكل صحيح، أما إدخال السلاح في حياة الطلبة فقد يعني تفجير النقاط الضعيفة داخلهم".
 
وسبق أن تعرضت حكومة حماس لانتقادات من جهات حقوقية وكتل برلمانية بسبب حملات لها بملاحقة الشبان على خلفية مظهرهم العام، وأخرى لنشر الفضيلة في المجتمع وصفت بأنها فرض لقيود دينية على المجتمع في قطاع غزة.

عماد الدريملي
الاربعاء 19 يونيو 2013