نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


حوران بنت الشمس و النور





  هي قطعة من القلب، طيبة العروق والأعراق، مروية بالإباء،  تشربت أرضها العزة والكرامة والكبرياء، فأشرقت حضارة وثقافة، وخلدت عبر التاريخ، لأنها عرفت بكرم أهلها وجود أرضها، بحقولها الوادعة المنبسطة، ونقاء ترابها الطاهر كطهر قلوب أهلها، هي للسماء مرفوعة الرأس بأبناء خلدتهم وخلدوها بمنجزاتهم وعطائهم.
إنها محافظة درعا، الواقعة إلي الجنوب من مدينة دمشق على بعد ١٢٠كم وهي بوابة سوريا إلى الجنوب، تمتاز هذه المدينة بقدمها حيث تعود أول إشارة تاريخية لمدينة درعا  بذكرها في رسائل تل العمارنة المكتشفة في مصر بلفظ (أتارعا) لتكون بذلك وثيقة تاريخية وتجارية لدرعا من الألف الثالث قبل الميلاد، لقد كانت مدينة درعا ذات أهمية كبيرة أيام الحضارة الهلستينية والبيزنطية حيث سماها الرومان بأهراء روما (مخازن الحبوب العظيمة)، و حكم الرومان تلك المنطقة في ذلك الوقت وتبعت لهم الدولة الغسانية التي اتخذت مدينة بصرى الشام عاصمة لها.
وتعتبر مدينة بصرى الشام أهم محطة تاريخية في تاريخ حوران فهي مرتبطة بزيارة النبي محمد وتنبؤ الراهب بحيرى له، ويبقى هذا الدير شاهدا إلى الآن كباقي أوابد درعا كالحمامات الرومانية والمدرج والجامع العمري في مركز المحافظة أو المسرح الروماني وسرير بنت الملك وقلعة بصرى وغيرها من الأثار على امتداد المحافطة.
بقيت درعا تحت الحكم الروماني حتى عهد الفتوحات الاسلامية  حيث اصبحت جزءا من الدولة الاسلامية وشهدت معركة اليرموك في ذلك الوقت وقد شرفت هذه المدينة الآبية بزيارة العديد من الصحابى حيث أقام فبها الخليفة عمربن الخطاب ثلاثة اسابيع، وعقد مؤتمر الجابية (نسبة إلى تل الجابية غرب مدينتي نوى وجاسم) والقى فيها خطبته بجيوش الفتح وباشر في ذلك الوقت ببناء الجامع العمري في مدينة درعا.
أما الصحابي سعد بن عبادة فاختار البقاء في درعا تحديدا في قرية الشيخ سعد حيث سميت بأسمه.
وتصدى أهل درعا للاستعمار الفرنسي وأفشلوا مخططاتهم ودلك بقتل رئيس الحكومة العميلة لهم، لتندلع من على أرضها الثورة السورية الكبرى حيث تكبد الجيش الفرنسي اكبر خسائره في معركة المسيفرة هذه هي درعا أم الأبطال ومهد البطولات.
وهي الآن تنهض من جديد  لتبدأ مرحلة كفاح جديدة كانت هي السباقة فيها فكسرت حاجز الصمت والخوف عند جميع السوريين وبدأت بثورتها العظيمة المباركة لكسر القيد ونيل الحرية.
هي درعا مدرسة البطولة  تفخر بأبنائها الأحرار  فهم الأجواد أبناء هذه الأرض اخذوا منها الكرم والجود ورووها بدماء عطرت ارضها، ففاح أريج بطولاتهم  لينتشر في كافة المحافظات السورية  فابوا الموت إلا شهادة، وان يكونوا السباقين لاحتضان  ثورتهم  فها هي درعا بما عرفت تخرج الأبطال كما خرجت الشعراء كابي تمام والذي لطالما أحب بلدته جاسم وحن إليها كما خرجت العلماء كابن كثير، وابن القيم والإمام يحيى النووي والعز بن عبد السلام  وغيرهم ممن يفخر اهل درعا بهم كما يفخروا الان بابنائهم  فمدينة درعا أعلنت في العام ٢٠١٠مدينة خالية من الأمية وتعتبر متقدمة من الناحية التعليمية ويلاحظ ارتفاع عدد المدارس والمعاهد فيها بالاضافة للجامعات الخاصة  معظم كوادرها من سكانها.
ويعمل ثلث أهل درعا بالزراعة فهي ذات سهل خصيب يساعد على العمل بالزراعة والقسم الأكبر منهم مهاجر بسبب سوء الأوضاع المعايشة التي كانت سائدة سابقا، أما نظام الأسد فقد هجر الكثير من أهلها بسبب ارائهم ومواقفهم من جرائمه.
أطلق عليها الأشوريون “حورانو” أي النقرة، أما الرومان فسموها “أورانتيس”، وذكرت في التوراة باسم باشان او باثان  بلد العجول السمينة وسميت في العصر الجاهلي بحوران اي الملجئ أو الكهف ، إنها حوران  الملجئ والمنجى ظهرت منها  قديما وحديثا البشائر، بشائر ميلاد تاريخ جديد  فحوران هي الشمس ضد العتمة، ولأنها بنت الشمس والنور سوف تحظى بالنصر والغد سيكون لنا ولا يمكن ان يكون لغيرنا فنحن من زرع الوطن في قلوب أبنائنا ليطرح سنابلا تثمر من جديد.
----------------------
 الهيئة السورية للإعلام

 


سيرين الحوراني
الجمعة 29 ديسمبر 2017