نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


خبير أزمات نادر ...أوباما يقطع أجازته لتمديد مهمة الرجل الذي لا يريد تكرار أخطاء التاريخ




اوك بلافس - ستيفن كولينسون - يعلن الرئيس باراك اوباما اليوم الثلاثاء الابقاء على بن برنانكي على رأس الاحتياطي الفدرالي الاميركي لولاية ثانية بعدما امضيا اشهرا في معالجة الازمة المالية.
واعلن مسؤول حكومي اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان الرئيس اوباما سيقطع اجازة يمضيها في جزيرة مارتاس فاينيارد (ماساتشوسيتس، شمال شرق) ليعلن عن اعادة تعيين برنانكي في هذا المنصب لولاية ثانية تبدأ في كانون الثاني/يناير.
واضاف هذا المسؤول ان اعلان اوباما سيصدر قبل فتح الاسواق.


خبير أزمات نادر ...أوباما يقطع أجازته لتمديد مهمة الرجل الذي لا يريد تكرار أخطاء التاريخ
واوضح كبير موظفي البيت الابيض رام ايمانويل لصحيفة وول ستريت جورنال ان اوباما سيبقي برنانكي في منصبه لانه ساهم في تعزيز مصداقيته "بابعاد الاقتصاد من جديد عن الانكماش".
وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عين برنانكي في شباط/فبراير 2006 على رأس المصرف المركزي الاميركي خلفا لآلن غرينسبان الذي بقي في هذا المنصب 18 عاما في مرحلة من الازدهار الاقتصادي.

وفي نهاية ولاية بوش الثانية وبداية ولاية اوباما لعب برنانكي دورا اساسيا في ضمان استقرار الاسواق وتحديد اساليب مواجهة اسوأ ازمة منذ الركود الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
وقد لقي برنانكي تأييدا واسعا من وول ستريت بسبب ليونته واساليبه غير المتشددة في انقاذ القطاع المصرفي واعادة تحديد قواعد صناعة المال ومنع الانكماش من التحول الى ركود.

لكن اوباما يمكن ان يواجه بعض المعارضة في الكونغرس لقراره اعادة تعيين برنانكي.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال ان اوباما عرض على برنانكي البقاء في المنصب الذي يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، في اجتماع في البيت الابيض الاسبوع الماضي.
ويمكن اعتبار قرار اوباما اشارة الى الاستمرارية وطمأنة اسواق المال التي ما زالت ضعيفة على الرغم من المؤشرات على عودة الاقتصاد الشامل الى نمو بطىء ولا سيما خارج الولايات المتحدة.


وكان يمكن لتغيير برنانكي ان يؤدي الى اثارة قلق المستثمرين ويعد تغييرا كبيرا في السياسة بما ان برنانكي كان لاعبا اساسيا في مكافحة الازمة.
وقد عمل برنانكي الذي سيبلغ السادسة والخمسين من العمر اليوم، بشكل وثيق مع وزارة الخزانة والبيت الابيض في التخطيط لوقف الانكماش واصلاح القطاع المصرفي.
وهو يواجه اليوم القرار الصعب المتعلق بطريقة تخفيف الجهد الحكومي في ضخ السيولة في النظام المالي.

وقال الاحتياطي الفدرالي مطلع الشهر الجاري انه سيبدأ بالتراجع عن شراء سندات الخزينة وسندات الرهون العقارية في خطوة قال محللون انها تراجع عن الدعم الاستثنائي للاقتصاد.
وفي الوقت نفسه، اكد برنانكي الاسبوع الماضي ان آفاق الانتعاش في العالم تبدو جيدة على الرغم من وضع اسواق المال، لكنه حذر من ان اي نمو اقتصادي سيكون بطيئا في البداية.
وصرح في اجتماع للمصارف المركزية في جاكسون هول في ولاية وايومينغ "بعد انكماشه بحدة العام الماضي، يبدو ان النشاط الاقتصادي بدأ يتحسن في الولايات المتحدة والخارج على حد سواء وآفاق العودة الى النمو في وقت قريب تبدو جيدة".

وبرنانكي استاذ اقتصاد سابق اصبح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في عهد بوش.
وهو مولود في اوغوستا في ولاية جورجيا لاب صيدلانية وام مدرسة في 13 كانون الاول/ديسمبر 1953.
وقد تخرج من جامعة هارفرد في 1975 بدرجة الشرف وحصل على دكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا ثم عمل في جامعة برنستون قبل ان يلتحق بالاحتياطي الفدرالي في 2002.

و بن برنانكي الذي يعلن الرئيس باراك اوباما الثلاثاء ابقاءه على رأس الاحتياطي الفدرالي الاميركي لولاية ثانية، خبير كبير في ازمة الركود الكبير يلاحقه هاجس تجنب تكرار سيناريو مماثل.
وكان الرئيس الاميركي اشاد في حزيران/يونيو ب"العمل الاستثنائي" لهذا الرجل الذي يبلغ من العمر 55 عاما والذي ادخل الاحتياطي الفدرالي في تدخل لا سابق له لدعم الاقتصاد، نظرا لقناعته بان ازمة الركود الكبير عام 1929 تفاقمت بسبب اخطاء المصرف المركزي.
ويبدو ان عمله بلا هوادة لانقاذ الاقتصاد الاميركي في ما وصفه بانه "اسوأ ازمة مالية منذ الثلاثينات" هو الذي سمح له بكسب ثقة الرئيس الذي كان نسب له في البداية انه ينوي التخلص من هذا الجامعي الذي عينه في هذا المنصب جورج بوش.

وتولى برنانكي رئاسة الاحتياطي الفدرالي في شباط/فبراير 2006 خلفا لآلن غرينسبان الذي تولى هذا المنصب 18 عاما وغادره في اوج مجده.
وافضل مثال على "ثورته" في الاحتياطي الفدرالي هو سياسة انقاذ المؤسسات المالية وانعاش القطاع النقدي غير المسبوقة التي طبقها في اوج الازمة.

وغير هذا الرجل المتحفظ الذي يختلف في كل شىء تقريبا عن سلفه، وبهدوء عادات المصرف المركزي الاميركي ورفض الانجرار الى مبدأ "عبادة" الشخصية الذي كان يعتمده غرينسبان الذي كانت تصريحاته تهز الاسواق.
وبن شالوم برنانكي المولود لصيدلاني ومدرسة والذي عاش في ديون المدينة الصغيرة في كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق الولايات المتحدة)، نجا من مصير كان مرسوما له بعدما اقنع احد رفاقه في مدرسة للاميركيين من اصل افريقي والديه بالسماح له بالالتحاق بجامعة هارفرد معه.

وبعد دراسات لامعة في هذه الجامعة العريقة حصل على الدكتوراه من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في 1979، ثم سنوات تدريس الاقتصاد في جامعة برنستون اعتبارا من 1985 قبل ان يتولى رئاسة قسم الاقتصاد بين 1996 و2002.
وفي 2002، عين حاكما في الاحتياطي الفدرالي ثم غادر هذا المنصب في 2005 ليترأس مجموعة المستشارين الاقتصاديين لجورج بوش الذي عينه بعد ذلك رئيسا للاحتياطي الفدرالي لولاية مدتها اربع سنوات.

ولقب برنانكي الذي روى مؤخرا انه التقى زوجته آنا خلال لقاء لم يخطط له، "بالهيلكوبتر بن" (المروحية بن) بعد خطاب القاه في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 بعيد وصوله الى مجلس حكام الاحتياطي الفدرالي.
ففي هذا الخطاب الذي يحمل عنوان "الانكماش: التأكد من الا يحدث هنا"، اشار الى نظرية للاقتصادي ميلتون فريدمان الذي يرى ان السلطات النقدية يمكنها اخراج بلد من ازمة سيولة تكون فيها معدلات الفائدة معدومة ولا يمكنها بذلك تنشيط الاقتصاد، عبر اعطاء الاموال الى المؤسسات والمستهلكين مباشرة.

وبدا برنانكي بصورة رجل من المصرف المركزي يرش الاموال من مروحية. وفي مواجهة تصاعد الازمة، انتقل الاحتياطي الفدرالي برئاسة برنانكي من القول الى الفعل.
وبرنانكي متأثر في عمله على ما يبدو باخطاء الاحتياطي الفدرالي خلال الركود الكبير الذي تحول في 1929 الى ازمة تاريخية كما قال في كتابه "مقالات حول الركود الكبير" الذي نشر في 2004.
وبانتظار معرفة ما سيقوله التاريخ بشأن عمله، اصبح برنانكي وهو اب لولدين، واثقا من ان اسمه لن يمحى. فمدينته ديون كرمته في آذار/مارس الماضي باطلاق اسمه على شارع فيها.



ستيفن كولينسون
الثلاثاء 25 غشت 2009