نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


خبير أمني : الجزائر تقود الحرب على الارهاب بالوكالة عن المخابرات الغربية




تونس : صوفية الهمامي - يقول الخبير الأمني في الشؤون الجزائرية كريم مولاي أن بلاده الجزائر هي الذراع الأمنية للمخابرات الأمريكية والغربية عامة في حربها على الارهاب.
ويؤكد مولاي أن الوساطة الجزائرية بين التونسيين هي الأكثر قدرة على حل الاشكال السياسي بين الحكومة والمعارضة بالنظر الى أنها وساطة بالوكالة عن فرنسا.
ويذهب المعارض كريم مولاي الى أبعد من ذلك ويقول أن الجزائر تريد ان تحول تونس الى ملحقة خلفية لها، اما المخرج التنفيذي لتقارب حركة النهضة ونداء تونس فهو السفير الجزائري المعتمد ... فإلى الحوار


خبير أمني : الجزائر تقود الحرب على الارهاب بالوكالة عن المخابرات الغربية
 
* نقلت بعض مصادر أن اجتماعا ضم قادة أجهزة الاستخبارات الجزائرية والبريطانية والأمريكية يوم 17 سبتمبر الجاري في بني مسوس بالجزائر العاصمة، لتباحث الوضع الامني المتدهور في المنطقة ووضع مخطط  للسيطرة على الحدود مع تونس وليبيا، هل لديك بعض التفاصيل ؟ وما الذي توصل اليه القادة الأمنيين ؟
 
التنسيق الامني بين الجزائر والاستخبارات الامريكية قديم، وتوثق بعد إعلان الحرب الكونية على الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس خافيا على مراقب الزيارات المتعددة لقائد قوات الافريكوم الى الجزائر، ومباحثاته المستمرة مع قادة الاستخبارات الجزائرية، وقد بلغ التنسيق أوجه في غزو مالي، حيث سمحت السلطات الجزائرية للطائرات العسكرية الفرنسية والاستخبارات الامريكية والبريطانية التي توثقت علاقتها بالجزائر عقب أحداث عين أميناس، التي راح ضحيتها عدد من الرعايا البريطانيين من العاملين في الشركات النفطية هناك..
وقد زاد من التنسيق الأمني بين هذه الأطراف التغيّرات الاقليمية الكبيرة التي عصفت بنظامين أساسيين في المغرب العربي وأعني تونس وليبيا وانفلات السلاح لا سيما في ليبيا، وهو أمر أعاد الخطر الارهابي الى الواجهة.
من هنا تم التركيز على الجزائر ليس لأنها الدولة الأقوى اقتصاديا في المنطقة، ولكن لأنها الأكثر قدرة من الناحية الأمنية على التحكم في المفاصل الأساسية للمنطقة من خلال معرفتها بدقائق الأمور في منطقة الساحل والصحراء، وعملها  في السنوات الأخيرة على ترسيخ قيادتها الأمنية لمنطقة الساحل، على الرغم من منافسة المغرب لها في ذلك. وهي الآن تمثل الذراع الأمنية للمخابرات الأمريكية والغربية عامة في حربها على الإرهاب.
 
* هل للوساطة السياسية الجزائرية لحل الأزمة القائمة الآن في تونس علاقة بالوضع الأمني سيما الحدود التونسية الجزائرية؟  
 
- الوساطة الجزائرية بين التونسيين هي الأكثر قدرة على حل الإشكال السياسي بين الحكومة والمعارضة في تونس، بالنظر الى أنها وساطة بالوكالة عن فرنسا، وهي تعمل على تطبيع العلاقات بين أكبر حركتين متناقضتين، وأعني هنا حركة النهضة وحزب نداء تونس، بما لها من علاقات مع الطرفين، فهي من منحت الغنوشي سابقا اللجوء السياسي واليوم ترفع عصاها الأمنية والإقتصادية لإنجاح تجربة تمثل حركة النهضة جزء منها.
أما بالنسبة لنداء تونس وهي الوريث الشرعي لنظام بن علي، فالجزائر ساعدت الباجي قايد السبسي بمائة مليون دولار لتجاوز المرحلة الانتقالية، وهي تسير في ذلك بالتوازي مع ابتزاز تمارسه الفعاليات النقابية والسياسية ذات التوجهات الليبرالية واليسارية في تونس ضد حكم الترويكا بما يضعف النهضة ويسهم في ترويضها وادخالها لبيت الطاعة لتصبح أحد الأدوات الأمنية للجزائر على غرار تجربة حركة مجتمع السلم الجزائرية التي تآكلت وتلاشت.
 
* لكن لماذا تصف دور المنظمة الشغيلة والمعارضة بممارسة الابتزاز في حين انها تمارس دورها الطبيعي ؟ 
 
- هذه هي الحقيقة وهذا رأي الشخصي..    
 
* لا يخفى على أحد أن العلاقات التونسية الجزائرية اتسمت بالفتور بعد صعود الإسلاميين إلى الحكم، لأن أي توتر يحدث بتونس قد ينتقل إلى الجزائر، كيف تقيم الأداء الدبلوماسي والعلاقات الخارجية مع تونس ومع دول الجوار أنت المعارض الذي طالما وصفت الجزائر "بشرطي المنطقة"؟
 
- العلاقات التونسية الجزائرية ليست علاقات ندية وإن كانت في الظاهر كذلك، فتونس اليوم هشة وهي للاسف الشديد لا تقوى على مواجهة المخططات الجزائرية التي تريد أن تحول تونس الى ملحقة خلفية لها، وهي لذلك ترى أن الرئيس المرزوقي يطمح لأن يلعب دورا أكبر من حجمه، ومن هنا تعمل الحكومة الجزائرية على انهائه من خلال ضرب تحالفه مع النهضة من خلال جر النهضة للتحالف مع نداء تونس، فتتمكن من ضرب عصفورين بحجر واحد، فهي أنهت حلم المرزوقي للعب دور طلائعي في المنطقة وروضت النهضة وإعادتها الى موقعها الطبيعي.
لقد كان توقيع رئيس حركة النهضة على خارطة الطريق او مبادرة اتحاد الشغل ابرز علامات الانصياع او خضوع حركة النهضة للضغوط الاقليمية والدولية ورفض رئيس حزب المؤتمر (حزب رئيس الجمهورية) التوقيع على المبادرة معناه أن جزء من الخطة الامنية لضرب الترويكا وشق صفوفها على الارض.
 
- أول زيارة مغاربية كانت مبرمجة للجزائر ولكن بسبب التوقيت توجه المرزوقي الى المغرب ثم الجزائر، وهناك علاقة ثقة كبيرة وتشاور مستمر، والجزائر تعلم أن المرزوقي لا يمكنه لعب دور اقليمي لان وضع تونس لا يسمح لا اقتصاديا ولا سياسيا ، ثم الا ترى ان النهضة لو كانت فعلا هي المتحكمة في العلاقات مع الجزائر لكانت فعلا سيئة ؟
 
- النظام الجزائري يحتفظ بعلاقات مع الطرفين المرزوقي والنهضة وتستعمل كلاهما عند الحاجة والضرورة وكل ورقة تستعمل في وقتهاالمناسب، فلا تناقض بين تأجيل الزيارة ودعوة الغنوشي والسبسي فكلها تصب في مصب واحد وهو الرؤية الجزائرية والمتمثلة في قيادة المنطقة بالوكالة اقليميا .
 
* ما رأيك فيما تردد من كلام  حول أحداث الشعانبي الدموية التي ذهب ضحيتها ثمانية من الجنود التونسيين نكل بهم أن بصمة جزائزية شاركت في تلك العملية ؟
 
- حقيقة أنا مازلت عند رأيي بأن البصمة الجزائرية في تلك المواجهات واضحة، وهدفها إضعاف الوضع الأمني في تونس وتوجيه رسالة للاطراف الحاكمة في تونس، وقد وصلت الرسالة، وجاء الجواب من خلال زيارة الغنوشي والسبسي وهي زيارة لها ما بعدها.
 
* وماذا بعد الزيارة حسب رأيك ؟
 
- حسب رأيي بعد الزيارة هو الاعداد لصفقة سياسية بين حركة النهضة ونداء تونس وباقي التيارات المتفرعة عن النظام البائد والمخرج التنفيذي لهذا السيناريو هو سفير النظام الجزائري بتونس عبد القادر حجار.
 
* طيب وما مصلحة للجزائر من إضعاف الوضع الأمني التونسي وهي التي استفادت منه لسنوات طويلة في كل المجالات الامنية سيما الاستعلامات والمنظومة الحدودية التي كانت مثالا يحتذى به وقد قلدته الجزائر  فضلا أنها تخاف على انتقال العدوى لها ؟
 
- الجزائر تقوم بهذا الدور بالوكالة عن قوى غربية ودولية رفعت شعار الحرب الكونية على الارهاب وهي حرب مستمرة ولم تهدأ ولا أعتقد أنها ستهدا في المدى القريب أو المتوسط.
 
* برأيك كيف يمكن الحد من نشاط المجموعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة المتركزة في شمال مالي، ومن تقدمها على الحدود بين ليبيا والجزائر ومن ثم تونس ؟ 
 
- بالنسبة للقاعدة في بلاد المغرب العربي هي في معظمها صناعة استخباراتية جزائرية، ربما في الفترة الأخيرة اخترقتها أجهزة استخباراتية اقليمية أخرى بعضها يتصل بالتنافس الجزائري المغربي، وبعضها الآخر يتصل بأهداف دولية لتأسيس قواعد عسكرية اجنبية لإدارة المنطقة والتحكم في اتجاهاتها..
 
* ولكن من أطلق بالونة أن القاعدة هي صناعة الجزائرية تراجع واعترف بحقيقة ارهاب القاعدة في المنطقة ؟ 
 
- يصعب الحسم على محمل الجد واليقين لما تقولينه لكن المؤكد ان التيارات الاسلامية المنسوبة للقاعدة هي في حقيقتها تيارات مخترقة بشهادة كل خبراء المنطقة بما فيها خبراء فرنسا وبريطانيا وامريكا وروسيا وللاسف الشديد فان الحديث هنا قد يكون احيانا وفق المقولة *البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير*.
 
 
 

صوفية الهمامي
الاثنين 7 أكتوبر 2013