نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


خيارات أميركا في ايران محدودة واستخباراتها لاتملك نفوذا للتأثير على الأحداث




واشنطن - ستيفن كولينسون -أعلنت دايان فنستاين رئيسة لجنة الاستخبارات بالكونجرس الاميركي ان قدرة المخابرات الاميركية للعمل داخل ايران محدودة للغاية فهي لا تملك نفوذا كبيرا في طهران و مع استخدام القوات الايرانية العنف لقمع التظاهرات الجارية، اضطر الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تشديد لهجته حيال السلطات الايرانية، ما حد في الوقت نفسه من الخيارات الاستراتيجية المتاحة له.
وحافظ اوباما طوال الاسبوع على توازن دقيق، فعبر عن تعاطفه مع المتظاهرين المحتجين على صحة اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو، مع ابداء حرصه في الوقت نفسه على عدم اعطاء حكومة طهران فرصة لتصوير المعارضين على انهم عملاء تحركهم قوة اجنبية عدوة.


الكونغرس الاميركي
الكونغرس الاميركي
لكن مع ورود مشاهد العنف ضد المتظاهرين السبت والتي تناقلتها وسائل الاعلام الاميركية، توجه اوباما مباشرة الى القادة الايرانيين.
وقال "ندعو الحكومة الايرانية الى وضع حد لجميع اعمال العنف والظلم ضد شعبها".
واضاف انه "ينبغي احترام الحق العالمي في التجمع وحرية التعبير، والولايات المتحدة تقف الى جانب اولئك الذين يسعون لممارسة هذا الحق".
وكانت هذه التصريحات الاكثر حزما التي صدرت عن اوباما منذ اندلاع الازمة في ايران، غير انه حرص في المقابل على الاستمرار على خطه الرافض "التدخل" في الشؤون الداخلية الايرانية على الرغم من تزايد ضغوط المنتقدين في الولايات المتحدة والذين يطالبونه بابداء المزيد من الحزم.
وتضع الازمة الايرانية الرئيس الاميركي في موقف دقيق وحرج. فالولايات المتحدة لا يسعها من جهة القيام بالكثير سوى مراقبة تطور الوضع، وهو ما يشدد عليه عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية، فيما ترتفع من جهة اخرى اصوات منتقدة ترى ان تصريحات اوباما المعتدلة قد تضعه في الجانب الخاطئ من التاريخ.
واعتبر المجلس الوطني الاميركي الايراني، الهيئة الرئيسية للايرانيين في الولايات المتحدة، ان قرار اوباما عدم التدخل لصالح فريق بعد الانتخابات، هو قرار صائب "خصوصا وان ايا من المرشحين لم يطالبه بذلك".
ورأت المنظمة في بيان ان "على البيت الابيض ان يعبر في الوقت نفسه عن استنكاره حيال حمام الدم الذي يجري امام انظارنا"، وقد افاد التلفزيون الرسمي الايراني عن سقوط عشرة قتلى في "اعمال الشغب" التي وقعت السبت.
وعلى صعيد اخر، فان فريق اوباما يسعى للاحتفاظ بجميع اوراقه من اجل التفاوض مع ايران على برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس "اعتقد ان الرئيس كان واضحا بذكره اعمال العنف وابداء اسفه عليها، لكن (..) الولايات المتحدة ما زال لديها مصالح في العديد من المواضيع بما في ذلك الاسلحة النووية".
وابدى اوباما منذ انتخابه رغبة في التحاور مع السلطات الايرانية، ممتنعا عن الدعوة الى اعادة النظر في النظام. لكن بعد اعمال العنف الاخيرة، فقد يجد نفسه امام سلطة ايرانية اسقط عنها شعبها نفسه صفة الشرعية ولم تعد قائمة سوى بالقوة.
ويعمل مستشاروه ليل نهار سعيا لقراءة الاحداث، غير ان جهودهم لتحليلها تزداد صعوبة مع انحسار كمية المعلومات الموثوقة الواردة، ولا سيما بسبب غياب التمثيل الدبلوماسي الاميركي في ايران والعلاقات الاقتصادية مع هذا البلد.
ولا تزال تصريحات اوباما حتى الان اكثر اعتدالا من تصريحات بعض حلفائه الاوروبيين مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصف الانتخابات الايرانية بانها "مزورة".
وبرر مصدر في البيت الابيض طلب عدم كشف اسمه هذا التباين في اللهجة بكون الاوروبيين يملكون هامش تحرك اوسع من الاميركيين مع ايران بسبب علاقات اقل اضطرابا تاريخيا.

وقد اعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي الديموقراطية دايان فينستاين الاحد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية لا تملك نفوذا كبيرا على ما يجري في ايران وان قدرتها على "تغيير مجرى الاحداث ضعيفة جدا".
وقالت متحدثة لشبكة "سي ان ان" ان اللجنة استجوبت هذا الاسبوع المسؤولين الاميركيين الضالعين في عمليات سرية.
واضافت "يمكنني القول انه على حد علمي، لم يحصل اي تدخل في الانتخابات" الرئاسية الايرانية التي جرت في 12 حزيران/يونيو واثارت نتائجها حركة التظاهرات والاحتجاجات الجارية في هذا البلد.
وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اتهم بريطانيا بانها "تآمرت على الانتخابات الرئاسية منذ اكثر من سنتين".
وقالت فينستاين انه "بالتعرض للولايات المتحدة وبريطانيا، فانهم (القادة الايرانيون) يحاولون التهرب من مسؤولياتهم" في الازمة المستمرة منذ الانتخابات والتي تعرض خلالها المتظاهرون لقمع شديد.
واقرت فينستاين عضو مجلس النواب عن كاليفورنيا ان المعلومات التي جمعتها الاستخبارات الاميركية في ايران ليست ذي قيمة.
وتابعت "اعتقد انه من الصعب للغاية حاليا الحصول على معلومات في هذا البلد. وارى بالتالي بكل صراحة ان قدرتنا على الذهاب الى هناك وتغيير مجرى الاحداث محدودة للغاية".



ستيف كولينسون
الاثنين 22 يونيو 2009