نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


دبلوماسية الميزان ...مع إنسداد الأفق الفلسطيني أسرائيل تتجه الى مفاوضات مع سوريا




القدس - تشارلي فيغمان -دمشق - رويدا مباردي - اعلنت اسرائيل استعدادها للدخول في مفاوضات سلام بلا شروط مسبقة مع سوريا في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات على المسار الفلسطيني الى طريق مسدود.
وقال نير حيفيتز مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ان بنيامين "نتانياهو موافق على اجراء مفاوضات فورية مع سوريا في اي مكان في العالم ودون شروط مسبقة".


نتانياهو وايهود باراك متفقان على المسار السوري
نتانياهو وايهود باراك متفقان على المسار السوري
وكان مسؤول اسرائيلي قال ان نتانياهو طلب الاربعاء في مقر الرئاسة الفرنسية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ابلاغ رسالة بهذا المعنى للرئيس السوري بشار الاسد الذي سيستقبله الجمعة في باريس.
وتعمد اسرائيل بذلك الى استخدام "اسلوب الميزان" الذي يتمثل في تفضيل مخاطب آخر حين تنسد آفاق الحوار مع الشريك الرئيسي كما هي الحال اليوم مع الفلسطينيين، على ما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء "يجب عدم التعاطي بازدراء مع اشارات السلام الصادرة في الاونة الاخيرة من دمشق".
وكان الرئيس السوري حث في الاونة الاخيرة تركيا على تحسين علاقاتها مع اسرائيل، الحليف الاستراتيجي لانقرة، وذلك حتى يمكنها القيام بدور الوسيط في المباحثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي بدأت في ايار/مايو 2008 وتم تعليقها اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الشتاء الماضي.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يبدو فيه ان المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة منذ نحو عام، وصلت الى طريق مسدود رغم جهود الرئيس الاميركي باراك اوباما لاعادة اطلاقها.
واكد الرئيس الفلسطيني الاربعاء مجددا انه لن يعود الى المفاوضات مع اسرائيل الا اذا اوقفت بشكل تام الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية.

وقال المحلل جيرالد شتينبيرغ استاذ العلوم السياسية في جامعة بار الين بتل ابيب ان "توقف المسار الفلسطيني يشجع على اعادة اطلاق (المفاوضات) مع السوريين"
واضاف "ان اوباما فتح الباب مع دمشق" و"فرنسا يمكنها ايضا القيام بدور بالنظر الى تأثيرها التاريخي في لبنان".

واوضح "ان اوباما اعتقد دائما ان اجراء مفاوضات سلام مع دمشق سيعزل حتما ايران وحليفيها حزب الله (اللبناني) وحماس (الفلسطينية)".
واشار شتينبيرغ في تصريحات لوكالة فرانس برس الى انه "بالنسبة لنتانياهو يمكن ان يكون ايجابيا من الناحية التكتيكية، استئناف المفاوضات مع دمشق خاصة وانه لن يكون عليه دفع ثمن السلام مع السوريين على الفور".
وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمتها في 1981.

وقال موشي ماعوز المتخصص في الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية بالقدس "منذ 1992 عزم رؤساء حكومات اسرائيل كافة، باستثناء ارييل شارون، على اخلاء الجولان في مقابل اتفاقية سلام وكان ايهود اولمرت (سلف بنيامين نتانياهو) نفسه مستعدا لذلك".
غير انه اعتبر انه "لا تركيا ولا فرنسا يمكنهما تعويض الاميركيين في مستوى الوساطة لانهم (الاميركيون) في نهاية المطاف سيكونون الجهة الضامنة لهذا الاتفاق وهم يرغبون في اعادة سوريا الى محورهم للحفاظ على مصالحهم في العراق ولبنان".

وتشير استطلاعات الرأي حاليا الى ان اغلبية ساحقة من الرأي العام الاسرائيلي تعارض انسحاب اسرائيل من الجولان.
وقال ماعوز "ان الملف الاسرائيلي السوري يمكن ان ينتظر. في المقابل على اسرائيل الا تضيع الفرصة مع الفلسطينيين لان عزلتها تتزايد على الساحة الدولية وخطر انفجار جديد للعنف قائم".

وفي دمشق ابدت سوريا التي يقوم رئيسها بشار الاسد بزيارة الى باريس الخميس، استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل، والتي تبدو معقدة بسبب عدم استجابة الدولة العبرية للمطلب السوري المتعلق بالانسحاب الكامل من الجولان المحتل.
وكان الاسد اكد الاربعاء انه "لا يوجد لدينا شروط لتحقيق السلام بل حقوق لن نتنازل عنها"، في تلميح واضح الى هضبة الجولان الاستراتيجية التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمتها في 1981.

وسيجري الاسد الجمعة في باريس محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استقبل الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وصرح نتانياهو انه "مستعد للقاء الرئيس السوري (بشار الاسد) في اي وقت واي مكان لاستئناف مفاوضات السلام بدون اي شرط مسبقة".

وتطالب سوريا باستعادة الجولان بالكامل حتى حدود ضفة بحيرة طبريا التي تعد احتياط الماء العذب الرئيسي لاسرائيل التي ترفض اعادتها. وتطلب اسرائيل من دمشق ايضا انتهاج "تصرف مسؤول" حيال حزب الله الشيعي اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطيية (حماس) اللذين تعتبرهما اسرائيل منظمتين ارهابيتين.
واكد المدير العام ورئيس هيئة التحرير في صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث الحاكم عبد اللطيف عمران لوكالة فرانس برس "ان الاحتلال والسلام لا يتفقان، الحقوق لا سيما الارض هي اساس السلام".
واضاف "الجهود الدولية تصطدم دائما بالتعنت الاسرائيلي. نتمنى لاي جهد اوروبي وفرنسي ان يثمر في ايجاد سلام حقيقي في المنطقة لكن ارادة السلام غير متوفرة لدى اسرائيل".
واسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ 1948 لكنهما وقعتا اتفاقات هدنة ووقف اطلاق نار.
وتوقفت مفاوضات السلام السورية-الاسرائيلية التي كانت ترعاها الولايات المتحدة في العام 2000 بعد ان تعثرت بسبب الجولان.
وان كانت سوريا ترفض التفاوض على الجولان، فانها تبدي استعدادها للتفاوض مع اسرائيل بشأن مواضيع اخرى مثل المياه وتطبيع العلاقات والترتيبات الامنية.

وكانت محادثات غير مباشرة بدأت بين اسرائيل وسوريا برعاية تركيا في ايار/مايو 2008 غير انها توقفت اثر الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة بين اواخر كانون الاول/ديسمبر 2008 ومطلع كانون الثاني/يناير 2009 مما اثار فتورا في العلاقات بين تركيا واسرائيل.
وحض الرئيس السوري في تصريحات لصحيفة حرييت التركية نشرت الاحد، تركيا على تحسين علاقاتها مع حليفها الاسرائيلي لتضمن مجددا القيام بدور الوساطة بين سوريا واسرائيل.
وقال الاسد للصحيفة التركية "اذا رغبت تركيا في مساعدتنا في موضوع اسرائيل، فينبغي ان تكون لديها علاقات جيدة مع هذه الدولة".

ويحاول نيكولا ساركوزي منذ توليه الرئاسة في فرنسا ان يبرز دوره على الساحة الدبلوماسية في الشرق الاوسط الى جانب الولايات المتحدة. واطلق في تموز/يوليو 2008 الاتحاد من اجل المتوسط بحضور اربعين رئيس دولة وحكومة وخاصة الرئيس السوري ورئيس الوزراء الاسرائيلي حينها ايهود اولمرت.
وقال ساركوزي لصحيفة الوطن السورية الصادرة الخميس "يمكننا مع الاتحاد الاوروبي وبالتنسيق مع تركيا ان ندفع نحو استئناف المحادثات بصيغة او باخرى، وان نظهر للاسرائيليين وللسوريين مع ما يتطلبه ذلك من المصداقية ان التوصل الى حل في نهاية المطاف هو في مصلحتيهما".

وكتبت الوطن "اكتسبت العلاقات السورية الفرنسية في عهد نيكولا ساركوزي دينامية جديدة ساهمت في ايجاد اجواء ايجابية في المنطقة ولا سيما تجاه الملف اللبناني الذي شكل ملفا اساسيا في العلاقات بين البلدين".
واضافت "الا ان العلاقة بين دمشق وباريس تجاوزت هذا الملف الى التعاون في معظم الملفات الاقليمية كالملف الفلسطيني وتحقيق السلام في المنطقة والعلاقة مع ايران اذ تشكل هذه الملفات وغيرها عناوين مهمة في زيارة الرئيس الاسد الى باريس ومباحثاته مع المسؤولين الفرنسيين".



تشارلي فيغمان
الخميس 12 نونبر 2009