نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


دول حائرة امام تعقيد أزمة التخلص من نفايات البلاستيك




كوالالمبور - للوهلة الأولى، تبدو الصور الموجودة على صفحة ليديا أونج، البالغة من العمر 54 عاما، عادية، بل ومملة. هناك صور لأصدقاء وأفراد من العائلة وقد علت الابتسامة وجوههم، ألبوم غريب لرحلات السفر، بالإضافة إلى لقطات فوتوغرافية لأطباق الطعام.


البلاستيك مشكلة في مختلف انحاء العالم - ارشيف
البلاستيك مشكلة في مختلف انحاء العالم - ارشيف

 

ولكن، بداية من شهر آذار/مارس، صارت الصور مؤلمة بشكل متزايد. وتفسح لقطات صور لحفلات أعياد الميلاد وملتقى العائلة، المجال أمام حقيقة قاتمة، وهي الضباب الكثيف الخانق الذي غطى بلدة سانجي بيتاني، مسقط رأس أونج، في ولاية كيدا، شرقي ماليزيا.
وفي بعض الصور، يكون الدخان كثيفا لدرجة أن الرؤية تصبح ضعيفة، حيث تُحجب السماء ويمتلئ الهواء بأبخرة داكنة.
وتقول أونج، وهي عضو سابق في مجلس الولاية: "كان كثير من سكان القرية يعتقدون أنه ضباب مصدره إندونيسيا". وتتذكر أونج كيف كان الناس يستيقظون في الليل، مصابين بالدهشة بسبب ما يعتقدون أنه حريق كهربائي أو أسلاك اشتعلت فيها النيران.
ولكن سكان سانجي بيتاني اكتشفوا شيئا غير متوقع: أكوام من النفايات البلاستيكية المكدسة في مواقع مصانع قديمة حول البلدة.
وكشف تسرب محتويات الأكياس الممتلئة عن آخرها، عن زجاجات منظفات مستعملة، وعبوات خاصة بسلسلة مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة "ماكدونالدز"، وزجاجات مياه معدنية فارغة، وأغلفة أوقية ذكرية، جاءت من أماكن مثل كندا وباكستان والولايات المتحدة.
واكتشف السكان انتشار شبكة مصانع غير قانونية في بلدتهم لإعادة تدوير نفايات البلاستيك، حيث تقوم بحرق أطنان من النفايات لتطلق في الهواء أعمدة سوداء من الغازات السامة، وهي عادة ما تعمل في وقت متأخر من الليل، في سرية تامة تحت جنح الظلام.
ويقول بوا لاي بينج، وهو كيميائي يعيش في بلدة جينجاروم المتضررة: "إنه تكتيك يلجأون إليه لمنع السكان القريبين من معرفة مصدر (الغازات السامة).".
وتزامنت مشكلة التلوث مع صدور قرار تاريخي من الصين أواخر عام 2017، بإغلاق حدودها أمام النفايات البلاستيكية العالمية القابلة لإعادة التدوير، بسبب المخاوف الصحية والبيئية المتزايدة. وقد أدى القرار إلى أن تعمل الدول المتقدمة جاهدة للعثور على مواقع بديلة ترسل إليها نفاياتها من البلاستيك.
وبين عشية وضحاها، بدأ مشغلو المصانع غير المرخصة التي تعمل في إعادة تدور البلاستيك، في الظهور بمناطق مثل جينجاروم، بالقرب من ميناء كلانج – وهو أحد أكثر موانئ الشحن ازدحاما في ماليزيا - حيث تم تصدير شحنات بلاستيك إلى هناك بطريقة غير مشروعة.
والمشكلة حجمها مذهل. وقدر تقرير لمنظمة "جرينبيس" (السلام الأخضر) المعنية بالحفاظ على البيئة، في عام 2018، حجم النفايات البلاستيكية التي تم إرسالها إلى ماليزيا من أكبر عشر دول مصدرة لهذه القمامة، والتي تشمل ألمانيا والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا، بنحو 626 ألف طن، أي ملء أكثر من 15 ألف و600 حاوية شحن طول الواحدة 12 مترا.
وزاد حجم نفايات البلاستيك القادمة من الولايات المتحدة إلى مثلين تقريبا، من 97 ألف و500 طن إلى 195 ألف و400 طن، بعد فرض الحظر من قبل الصين.
ومن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى من ذلك، لأن القائمين على تشغيل المصانع عادة ما يخفون الشحنات لكي لا يكتشفها موظفو الجمارك. وقد تم في نيسان/أبريل الماضي، تم إحباط محاولة تهريب 24 حاوية من البلاستيك القذر القادم من إسبانيا، بموجب إعلان كاذب بأن ما تحويه الحاويات كان من بلاستيك النظيف.
وللتخلص من هذه النفايات بأكبر قدر من السرعة، وأقل قدر من التكلفة، يتم إحراق جبال من مخلفات البلاستيك بدون مرشحات هواء صناعية، مما يؤدي إلى إطلاق مواد ومركبات قد تسبب السرطان، مثل حمض الهيدروكلوريك، والديوكسينات والمعادن الثقيلة.
ويقول السكان إن هؤلاء المشغلين وجدوا في ماليزيا ملاذا آمنا لنشاطهم غير القانوني، حيث شجعهم على ذلك عدم وجود إشراف مناسب أو تنفيذ للقانون من جانب السلطات المحلية.
وتقول أونج وبوا إن الضغط على الحكومة من أجل إغلاق المصانع غير القانونية، كان بمثابة تدريب على الإحباط، لأن سلطة إصدار التراخيص والموافقة عليها وإغلاق المصانع غير القانونية، تتحملها إدارات منفصلة. وتظل مسؤولية ذلك محصورة بين المجلس المحلي ووزارة البيئة وإدارة الجمارك.
ونجحت وزارة البيئة الماليزية منذ أواخر عام 2018 في إغلاق 40 مصنعا في جينجاروم، كما تعهدت مؤخرا بإعادة 3000 طن من النفايات البلاستيكية غير القانونية الموجودة في ميناء كلانج إلى بلدانها الأصلية

زبيدة جليل
الاحد 22 نونبر 2020