دولة بدأت من كتاب ....قرن ونصف من تيودور هرتزل اول من دعا الى وطن لليهود في فلسطين

ففي 1896 نشر تيودور هرتزل في فيينا حيث درس وعمل صحافيا في الجريدة النمساوية اليومية "نويه فرايه بريسي"، كتابه الذي وضع فيه رؤيته للدولة اليهودية المقبلة "الدولة اليهودية، البحث عن حل حديث للمسألة اليهودية".

وهذا الكتاب شكل الاساس الثقافي لدولة اسرائيل المقبلة التي يفترض ان تكون ملجأ ووطنا ليهود اوروبا المضطهدين والتي لم تر النور سوى في 1948.

ومنذ 2005 تحيي اسرائيل كل سنة ذكرى ولادة تيودور هرتزل (في 24 نيسان/ابريل حسب التقويم العبري).

وفي جلسة استثنائية في الكنيست في 25 نيسان/ابريل، قال بنيامين نتانياهو ان هرتزل "قام لوحده تقريبا بانقاذ الشعب اليهودي من التصفية".

ورأى نتانياهو "لولا هرتزل لما قامت اسرائيل"، لانه لم يكتف بالتحذير من خطر تصفية اليهود فقط بل "قدم اقتراحا ثوريا لاعادة تأسيس دولة يهودية تتمتع بالسيادة".

وخلال دراسته في فيينا، واجه هرتزل معاداة اليهود في مجموعة "البيا" الطلابية التي كان عضوا فيها لكنه انسحب منها بسرعة.

وعندما كان مراسلا في باريس لصحيفة "نويه فرايه بريسي" صدمته في 1894 "قضية دريفوس" الضابط الفرنسي اليهودي الذي طرد بتهمة التجسس ونفي الى قاعدة غويانا على اساس اتهامات كاذبة وجهتها له القيادة العسكرية.

وفي تلك الفترة بدأت تختمر لديه فكرة ضرورة هجرة اليهود من اوروبا واقامة دولة خاصة بهم. وقد اوضح هذه الفكرة فيما بعد في كتابه "الدولة اليهودية" التي يفترض ان تكون برأيه دولة نموذجية للبلدان الاخرى، متعددة الثقافات.

وبعد عام واحد اي في 1897 اسس هرتزل في بال في سويسرا المؤتمر الصهيوني العالمي الاول الذي ترأسه واشار فيه للمرة الاولى الى ارض فلسطين التي كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية لتكون "وطنا" لليهود.

وفي 1899 اسس "الصندوق الاستعماري اليهودي" لشراء اراض في فلسطين قبل ان يعرض في 1902 في روايته "البلد القديم الجديد" (التنويلاند) فكرة دولة يهودية تتمتع ببنية سياسة واجتماعية تقدمية.

لكن محاولته لاقناع "كبار" قادة العالم بهذه الفكرة حينذاك فشلت خصوصا خلال لقاءاته مع امبراطور المانيا غليوم الثاني والسلطان التركي عبد الحميد الثاني او البابا بيوس العاشر.
وتوفي تيودور هرتزل في الثالث من تموز/يوليو 1904 قرب فيينا بدون ان يحقق هدفه، بسبب قصور في القلب.

ولم تتوفر ظروف انشاء دولة يهودية في فلسطين اثر تصويت في الامم المتحدة في 1948، الا بعد انهيار الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى (1914-1918) ومحرقة اليهود التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وبعد عام على اعلان اسرائيل، نقلت رفات تيودور هرتزل في 1949 من فيينا الى اسرائيل حيث دفن على تلة تحمل اليوم اسمه قرب القدس. كما انشأ مستوطنون يهود في 1924 مدينة تحمل اسمه هي هرتسليا.