نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


دونكيشوت أفغاني من الهزارة يحارب طواحين الفساد في كابول




كابول - ايمانويل دوبارك - رمضان بشاردوست النائب الافغاني ليس ثريا خلافا لجميع الوزراء السابقين في هذا البلد، وليس ايضا متزوجا، خلافا لتمنيات عائلته. انه يعيش في خيمة تسيطر عليه مهمة تكسبه شعبية لكنها كثيرا ما تجعله يبدو مجنونا هي: القضاء على الفساد.


رمضان بشاردوست النائب الافغاني
رمضان بشاردوست النائب الافغاني
هذا المرشح للانتخابات الرئاسية يجوب مرتديا الرداء التقليدي الابيض ويلف حول عنقه وشاحا بالوان العلم الافغاني الاخضر الاحمر والاسود، بازار ماندايي بوسط كابول قبل ايام قليلة من الانتخابات المقررة في 20 اب/اغسطس.

يتوقف بشاردوست المنتمي لاقلية الهزارة الشيعية اثناء جولته لتناول الشاي لدى بائع ملابس ليشن حملة شديدة على الرئيس حميد كرزاي وادارته واصفا اياهم ب"مجموعة من الاميين الفاسدين".
كما يدعو الاسرة الدولية الى التوقف عن "دعم المجرمين ومهربي المخدرات في السلطة الذين تجدر محاكمتهم" معتبرا انه في حال قيام حكومة نظيفة فان "طالبان سوف يسلمون سلاحهم".

ظهر هذا الشخص الغريب على الساحة الافغانية قبل خمس سنوات. بشاردوست وهو ابن موظف يبلغ من العمر 48 عاما ويحمل عدة شهادات بينها شهادة دكتوراه في القانون حصل عليها في فرنسا حيث قضى 19 عاما.
في 2004، ترك منصبه على رأس وزارة التخطيط في حكومة كرزاي وسط ضجة كبرى بعد ان كسب عداء الكثيرين بسبب انتقاداته المتواصلة للفساد المتفشي في البلاد(وهذا ما يجعل بشار الأفغاني مختلفا عن بشار السوري فهو يريد محاربة الفساد ويقرن القول بالعمل )

ارست هذه الحادثة صورته "كدون كيشوت" شعبي في بلد يتساءل اين تتبخر مليارات الدولارات من المساعدات الدولية. وبعد سنة، انتخب نائبا عن كابول متقدما على خصومه بفارق كبير.
عندها قرر الاقامة قبالة البرلمان "لخفض نفقات البنزين" فنصب خيمة بدائية صفراء باهتة يستقبل فيها اي ناخب يطلب مقابلته في مساحة لا تتعدى 15 مترا مربعا، وفي المساء يرقد على سرير ميداني قديم محاطا ببعض الكتب.

واوضح المرشح الذي يتكلم الفرنسية بطلاقة لوكالة فرانس برس انه يعيش وحيدا لانه "حين تكون بشاردوست، لا يمكن ان تكون متزوجا. انت تعرف الوضع، النساء يطلبن المال للذهاب الى المطاعم وشراء الملابس. لكنني لا استطيع ذلك وابناء وطني يتضورون جوعا او بلا سقف يحميهم".

في الشتاء، يبيت في منزل والده، ولو ان التعايش مع عائلته ليس بالامر السهل.
ويقول "عائلتي غير مسرورة. تقول ان عائلة وزير سابق ينبغي ان يكون لها منزل فسيح وحراس شخصيون وان تنعم بوسائل الراحة".

غير انه يؤكد انه راض عن حياته وانه "وصل الى مرحلة السيطرة على رغباته".
ويقول انه يوظف كل قواه في حملته عبر ارجاء البلاد مستعينا بسخاء مساهمين من الافغان المهاجرين.
وفيما يقدم المرشحون الاوفر حظا الطعام لالاف الاشخاص، يبيع بشاردوست صوره واشرطة الدي في دي لانصاره.
وان كان خصومه يعتبرونه مجنونا، فهو يقول "انها الحجة الوحيدة التي يجدونها، اذ لا يمكنهم اتهامي ببيع نفسي".

وعلى خلاف المرشحين الاوفر حظا كرزاي وعبدالله عبدالله، فان بشاردوست يعرض برنامجا مفصلا من 52 نقطة.
غير ان خطابه الذي ينم عن توجهات انسانية وديموقراطية يبدو سابقا لاوانه في بلد تسيطر عليه المجموعات المسلحة وتحكمه التحالفات السياسية والقبلية.

وقال صحافي محلي "الناس يحبونه لكنهم لا ينظرون اليه بجدية. لا يصدقونه حين يعد بوضع حد للفساد، لان الفساد يهيمن على حياتهم كلها، ولان الرئيس في نظرهم يجب ان يكون ملكا لا نبيا ينتعل خفين".

لكن كل ذلك لا ينال من ثقة المرشح في فوزه "من الدورة الاولى".
ويقول المحلل السياسي الافغاني هارون مير "ان خطابة الشعبوي يثير الاعجاب وقد يحصل على 5 او 6% يقتطعها من المرشحين البارزين" ولكن بدون ان يشكل خطرا عليهم.

غير ان كل هذه الاعتبارات لا تؤثر على معنويات بشاردوست ويقول "الناس يكنون كراهية شديدة للطبقة السياسية. انا رجل شديد النظافة وقدمت الكثير من التضحيات. انني الناجي الوحيد".


ايمانويل دوباركا ف ب
السبت 15 غشت 2009