نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


رئيس أورجواي الزاهد خوسيه موخيكا من النضال الثوري للعدالة الاجتماعية




مونتفيديو - إسماعيل جراو - خوسيه موخيكا، رئيس أوروجواي.. تلك الشخصية الفريدة التي أثارت إعجاب الكثير من الشباب على المستويين الإقليمي والدولي بسبب حياته الزاهدة التي تبتعد كل البعد عن مظاهر البهرجة والبروتوكولات التقليدية، قد يظن البعض أنه محبوب من الجميع، إلا أن هذا الأمر ليس حقيقة


رئيس أورجواي الزاهد خوسيه موخيكا من النضال الثوري للعدالة الاجتماعية
فذلك الرجل الذي أصبح رمزا للكفاح الثوري وصولا لتحقيق العدالة الاجتماعية يواجه أعداء وانتقادات لسياساته من قبل رجال الأعمال والمحامين وخبراء الاقتصاد والبيروقراطيين.

موخيكا، ذلك الرجل ذي الـ77 ربيعا والذي يحيا الآن بين حب معجبيه وكره معارضيه، كان قد أسس في منتصف عقد الستينيات حركة (توباماروس) للتحرير الوطني وناضل معها، وهو الأمر الذي جعله يعاني مرارة الحبس طيلة 14 عاما، في الوقت الذي كانت خلاله أوروجواي تعاني من الديكتاتورية ( 1973- 1985 ).

وبصفته عضوا في الائتلاف اليساري المعروف باسم "الجبهة الموسعة" تولى رئاسة البلاد في 2010 ، ومنذ ذلك الحين لم يتخل عن العيش في مزرعته الصغيرة الواقعة بضواحي مونتفيديو والتي تخلو من أي مظهر من مظاهر الرفاهية، حيث لا يزال يقود سيارته الفولكس فاجن طراز "البيتلز" العتيقة أو عن ارتداء ملابسه المتواضعة، وفوق كل هذا يتبرع بجزء كبير من راتبه للبرامج الاجتماعية.هذا الأسلوب الحياتي واهتمامه بتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية أمر يقدره عامة الشعب في أوروجواي، حيث تبدو مظاهر الحب والود تجاهه حينما يزور المدارس والأحياء الفقيرة، فضلا عن أن هذا الأمر جذب الانتباه إليه في أنحاء أخرى بالعالم.

وأظهر استطلاع رأي مؤخرا أن حب الأوروجوائيين لرئيسهم زاد من 50% إلى 53% في تشرين ثان /نوفمبر ، وإن كان أقل من النسبة التي بدأ فيها ولايته حينما كانت 66%.على الرغم من هذا، تلقى موخيكا على الصعيد السياسي انتقادات حادة، حيث أن الرئيس السابق لويس لاكايي ( 1990- 1995 ) الذي يتمتع حاليا بعضوية مجلس الشيوخ في الحزب الوطني المعارض وصف مؤخرا حكومة موخيكا بـ"الأسوأ" في تاريخ البلاد، هذا فضلا عن ظهور بعض الانتقادات الداخلية له.وأكسبت تصريحات موخيكا الجريئة وغير المحسوبة أحيانا، الرئيس أعداء متنوعين، حيث أنه بعد توليه الرئاسة بفترة قليلة، وصف الموظفين الحكوميين بالـ"مهملين" وذلك في إطار مساعي لإجراء إصلاحات مهمة في الدولة.وعلى الرغم من أن موخيكا لا يبخل بإجراء لقاءات مع صحفيين، إلا أنه وجه في بعض الأحيان انتقادات حادة لوسائل الإعلام، حيث يرى أن "أوروجواي انتقلت من حرية الصحافة إلى عالم التحرر السلبي، بنشر حقائق منقوصة وإخراج الأخبار من إطارها وغياب الدقة في التحقق من الأخبار".
 
وتتسع قائمة "خصوم الرئيس" لأخرين من مهن أخرى، حيث أن الأخير في إحدى زياراته لمقاطعة سوريانو أجاب ساخرا على سؤال لأحد الصحفيين بخصوص تحذيرات الخبير الاقتصادي جابرييل أودوني من وضع البلاد بقوله "نحن نعاني من وباء الخبراء الاقتصاديين والمحللين والمحامين، ما أعرفه عن أودوني أنه لم يسكر يوما في حياته، ولكن ربما يكون من الهام إعطاءه بعض الاهتمام".

ولم تلق هذه التصريحات استحسان كل من نالتهم حيث رد بعض الخبراء الاقتصاديين على موخيكا، ومنهم من قام بهذا بسخرية مثل مدير شركة (فيكسيون) الاستشارية المحلية، ألدو ليما، الذي كتب تغريدة على شبكة (تويتر) الاجتماعية قال خلالها "خبراء الاقتصاد المدنيين، أنظم دورة سريعة عن الحياة والأنشطة الريفية مع زيارات للحقول مع فرصة الحصول على دبلومة"، وذلك للسخرية من طابع حياة الرئيس الريفي في مزرعته.من ناحيتها أخذت نقابة المحامين في أوروجواي الوضع بجدية أكبر حيث قال رئيسها، برناردينو ريال لجريدة (الباييس) المحلية "الأمر أشبه بمحاولة إعطاء صورة عن أن المحامين هم رجال يسيرون ببزات أنيقة مكلفة وبحقائب وأوعية مليئة بالنقود، نحن المحامون ندافع عن حقوق الناس وأغلبيتنا أشخاص يتميزون بالتواضع".

ومن ناحيتهم يهاجم المنتجون الزراعيون الرئيس بسبب إدارتهوليس بسبب أسلوبه الحياتي، حيث يقول رئيس الاتحاد الزراعي الريفي ميجل سانجينيتي، لنفس الجريدة "هذه هي أكثر الأمور التي تصيبنا بالإحباط، وتصيب أغلب أهل الريف والكثير من الأوروجوائيين بالتعاسة، وهو عدم إصلاح الدولة بالصورة الملائمة ومحاولة تحميل أصحاب الأراضي الكبيرة المزيد من الضرائب"، حيث يرى أيضا أن العلاقة بين موخيكا وهذا القطاع قد قاربت على الانهيار على الرغم من تبقي حوالي عامين على نهاية ولايته.

من ناحية أخرى يرى مؤيدو موخيكا أن كل الخطوات التي يتخذها تأتي دائما في صالح المواطن البسيط وأنه ليس عليه الالتفات لانتقادات الطبقات الأخرى والاستمرار في عمله، وبين هذا وذاك يظل هذا الرجل خامة جيدة لإثارة الجدل.

إسماعيل جراو
الاحد 7 أبريل 2013