نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


رحيل موفق الخاني صاحب برنامج (من الألف إلى الياء)




"كان واحداً من أبناء الشام البررة المخلصين، عالماً فذا، وطيارا متميزا، وجنديا مخلصا مدافعا ذوّاداً عن حياض الوطن، ومعلماً رشيداً، وإعلاميا مخلصا أعطى كل ما عنده إلى الناس حباً ورضىً وولعاً بالشام وأهلها في كل بقعة منها."



بهذه الكلمات رثت رانيا الخاني جدها الطيار وصاحب أقدم برنامج علمي حول العالم، الإعلامي الشهير موفق الخاني، عن عمر ناهز 99 عاما، قدم من خلالها رحلة علمية محفورة في ذاكرة السوريين عبر برنامجه (من الألف إلى الياء) الذي بدأ بتقديمه عبر شاشة التلفزيون السوري منذ عهد الوحدة بين مصر وسوريا

وكتبت رانيا في جملة رثائها للخاني عبر "فيس بوك": "الشام تبكي فقدك أيها الرجل المخلص، الوفي، العظيم، وكما أحببتها فهي أيضاً تحبك حباً شديداً بكل أطيافها ومن أدناها إلى أقصاها ".

رائد من رواد الوطنية

عقود ثمينة زاخرة بالعمل والاستقامة والمواقف الوطنية والإيمان العميق بأهمية العلم في الحياة، هي إرث موفق الخاني الذي تركه في ذاكرة سوريا والسوريين، قضى تلك العقود الطويلة بين الطيران والإعلام، نال خلالها أوسمة وشهادات عالمية ومحلية، هي شواهد إضافية على كفاءته وعمله ونجاحه، ليشغل حيزا هاما في الذاكرة الثقافية رغم رحيله.
 
 
ولد الخاني في دمشق عام 1922، وبدأ حياته العملية في مجال الطيران، وتخصص بمجال (ميكانيك طيران)، بدخوله الجيش الفرنسي في لبنان عام 1942 ثم انسحب فيما بعد مع رفاقه من سلاح الطيران الفرنسي، لينضم إلى قوات الدرك السوري (الشرطة)، وتصدر بحقه أحكام فرنسية غيابية بسبب انسحابه.

استمر موفق الخاني في الدرك، وسيذكر التاريخ أنه  تسلم  مع رفاقه مطار المزة العسكري من القوات الفرنسية أثناء جلاء القوات الفرنسية عن سوريا في نيسان من عام 1946، وبعد الاستقلال شارك موفق الخاني بطائرته (لمياء) في حرب فلسطين عام 1948 ومنحه الرئيس شكري القوتلي وسام الاستحقاق السوري لمشاركته في حرب فلسطين عام 1948، وحصل على ثناء خاص من رئيس الأركان ورئيس الجمهورية في سوريا عام 1954.

ضابط مسرح بعد انقلاب البعث

بعد انقلاب البعث الطائفي الأسود في الثامن من آذار/ مارس عام 1963 سُرح موفق الخاني مع مئات الضابط السنة في المرحلة التي كان يعد فيها صلاح جديد خطة "تطهير الجيش من الانفصاليين والمتآمرين" كما كان يزعم علنا، فيما كان الجوهر هو علونة الجيش. كان موفق الخاني برتبة عقيد.. فانضرف يقضي أوقاته في نادي الطيران الشراعي، و واظب على عمله الإعلامي الذي سيغدو نقطة فاصلة في مسيرته اللاحقة. 

رحلة الإعلام (من الألف إلى الياء)

في عام 1961 بدأ عمله في التفزيون العربي السوري، عبر برنامج "مجلة العلوم"، ليتحول بعد عامين إلى تقديم البرنامج الشهير "من الألف إلى الياء"، حتى عام 2004، والذي خصصه لتسليط الضوء على كافة علوم الطيران، دخل من خلال ذلك البرنامج بيوت جميع السوريين عبر القناة الأرضية الأولى، فعاصرت برنامجَه أجيال عديدة من السوريين وهو يقدم بصوته الدافئ ومعرفته العلمية الواثقة برنامجه كل يوم خميس قبل نشرة أخبار الثامنة والنصف.. وقد تم ترشيحه فيما بعد للدخول إلى موسوعة غينيس العالمية كأقدم برنامج علمي في العالم.
 

مسيرة الخاني مع الإعلام لا تنحصر في برنامجه الشهير (من الألف إلى الياء) فقد أخرج عددا من الأفلام الوثائقية عن الطيران السوري ومؤسسة مياه عين الفيجة، إلى جانب إخراجه لأفلام أخرى عن صناعة النفط والفوسفات والمعادن والملح الصخري ومجالات علمية أخرى.

مساهمات ريادية وأوسمة دولية

تسلم إدارة مؤسسة الخطوط الجوية السورية عام 1950، وأسس نادي الطيران الشراعي بدمشق عام 1954، كما شغل منصب مستشار وزير السياحة السوري بين عام 1980 وحتى 1985، وبعدها عين مديرا عاما للمؤسسة العامة للسينما لمدة أربع سنوات.

.وفي عام 1985 نال موفق الخاني وسام الوحدة (بين سوريا ومصر) من المشير عبد الحكيم عامر، كما حصل على شهادة قائد الفرقة الجوية للإقليم الجنوبي أثناء الوحدة أيضا في عام 1960، ونال في نفس العام وسام الشرف من ملك كمبوديا، إضافة لحصوله على دبلوم بول (تيسانديه) صادر عن اتحاد الطيران العالمي الرياضي العلمي، على اعتباره رجل الطيران في سوريا في عام 1963. 

انحاز الخاني إلى مدينته دمشق التي مثل دماثة أهلها، بخلقه وسلوكه وعلمه في جميع مراحل حياته الطويلة، وآثرها على كل المدن والبلدان التي زارها في رحلات العمل والعلم، ليختم رحلة "الألف والياء" ويدفن في ترابها رغم الألم الذي يعصف بها.
 

أورينت - أحمد جمال
الاربعاء 27 يناير 2021