الدكتور يوسف زعين مناضل حقيقي، ذهب إلى الجزائر أثناء حرب التحرير، واشترك في علاج جرحى حرب التحرير الشهيرة، وارتدى الملابس البدوية وعالج الجروح والإصابات، وحمل نفسه وسلاحه وأدويته. وتنقل من صحراء ليبيا إلى تونس إلى الجزائر، وتجول داخل مخيمات لاجئي حرب التحرير ، وحين عاد إلى دمشق اندفع بقوة الطموح والشباب وحيوية المبادئ إلى قمة هرم السلطة في سوريا، فقد كان بعثياً أيديولوجياً حاداً، ويسارياً متمرداً، لكنه حين صار رئيس وزراء اصطدم بالواقع ..
شاءت الأقدار أن يمضي سنوات من عمره في السجون السورية عقب انقلاب رفاق الأمس، وتولي الرئيس الراحل حافظ الأسد مقاليد الأمور في بداية السبعينات، ولم يشفع له نضاله وعطاؤه، فالسلطة لا ترحم، ولكن القدر تدخل، وأصيب الدكتور يوسف بمرض (خبيث) في رأسه فقال الأطباء أنه سيموت قريباً، هنا تحركت إنسانيات "رفاق الأمس" وأفرجوا عنه وأرسل إلى بريطانيا ثم السويد للعلاج, حيث أجريت له عملية جراحية خطيرة، تماثل على أثرها للشفاء، وانتقل إلى العاصمة المجرية "بودابست".