نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


رسالة الثورة للانتخابات الأمريكية.. لا أسفاً على من رحل




على مدار قرابة الست سنوات والشعب السوري الحر قد أصابته التخمة من تصريحات أمريكية, تارة تتحدث عن خطوط حمراء, وتارة عن قرب انتهاء عهد الظلم, ومرة أخرى عن أيام معدودة لبشار الأسد في سدة السلطة التي اغتصبها من السوريين عبر توريث غير شرعي يخالف فيه كل قوانين ودساتير سورية, وعبر سياسة قتل وتدمير ممنهج اتبعها من يٌفترض به أن يحمي الشعب, لكنه بدل ذلك استقدم كل ميليشيات المرتزقة ومن كافة أصقاع الأرض لقتل شعب كان جلَ ذنبه أنه خرج بثورة ليتخلص من عهد استبدادي وظلم أبدي عاناه على مدى عقود أربعة وكان يظن أن العالم الحر وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ستنصره وتقف بجانبه, فما حصدت من تصريحاتهم إلا مزيداً من القتل ومزيداً من التهجير إلى كل أنحاء العالم وفقط بقي في البلاد من قتل أهلها وشرد شعبها واستباح كراماتها.


 

على مدار سنوات الثورة كان المسؤولين الأمريكيين يتسابقون لإتحافنا بتصريحات نارية تزيد من لهيب النيران المشتعلة داخل الوطن دون أن تحمل في طياتها أي أفق لحل, وتخطى خلالها “بشار الأسد” كل الخطوط بألوانها الحمراء والزرقاء والصفراء, حتى خط الرئيس الأمريكي “أوباما” الذي حذر فيه “الأسد” من استخدام الأسلحة الكيميائية تجاوزه “أزعر” قصر المهاجرين وتم تخطي تلك الجريمة المشهودة أمريكياً بمهزلة وفضيحة عندما صادرت “واشنطن” سلاح الجريمة وتركت القاتل “بشار” حراً طليقاً يعيث فساداً وقتلاً دون حسيب أو رقيب, بل زادت شهيته للدم السوري عبر كل وسائل الدمار المتوفرة بما فيها الكيميائية التي عاد لاستخدامها بعد أن أخفاها عن عيون مفتشي وكالة الطاقة الذرية الذين كانوا بضيافته بعيداً عن أي التزام بتطبيق سحب كامل الأسلحة, وفقط أخرجوا ما اعترف به النظام دون أي تحقق أو تأكيد أو تفتيش, حتى أنهم تركوا له مادة “الكلورين” القاتلة وصنفوها على أنها مادة طبية وتستخدم للمخابر والمعامل وهم يعلمون علم اليقين أنها ستكون وسيلة القتل القادمة التي ستفتك بالشعب السوري وهذا ما فعله “الأسد” لاحقاً.

كل ثوابت الإدارة الأمريكية وكل الخطوط تلاشت وتغيرت وتبدلت وتمت الإطاحة بها على يد نظام الأسد وخامنئي إيران ورئيس عصابة الضاحية الجنوبية, إلا اللاءات الثلاث لـ”روبيرت فورد” السفير الأمريكي الأسبق في سورية والتي قالها مع بداية الثورة (لا سلاح نوعي, لا تدخل عسكري, لا حظر جوي) فقط تلك اللاءات لم تتحطم ولم تتبدل لأنها تصب في مصلحة الأسد وعصاباته ومرتزقته وميليشياته الطائفية التي استقدمها من كل حدب وصوب فقط لقتل الشعب السوري الثائر وحفاظه منه على “خازوق السلطة”.

عندما لاحت إمكانية سقط نظام الأسد في مطلع عام 2012 زجت إيران بذراعها الخبيثة في المنطقة عبر “حزب الله” لتساند النظام وتمنعه من السقوط وهي مخالفة وإرهاب عابر للحدود ولا يحق لبشار الأسد استدعاؤها “كرئيس شرعي” كما يدعي طالما أن أكثر من 120 دولة اعترفت بالمعارضة السورية كممثل للشعب السوري وسحبت سفرائها من دمشق, لكن أمريكا تجاوزت عن الموضوع ولم تٌحرك ساكناً.

مع فشل حزب الله عادت إيران للزج بذراعها الخبيثة الثانية المتمثلة بالميليشيات الطائفية العراقية التي تتبع لها وتمولها وتدربها, وأيضاً دخولها لسورية وعبورها الحدود كانت مخالفة صريحة للقانون الدولي, وعادت الولايات المتحدة الأمريكية لتمارس سياسة الصمت حيال كل هذا الإرهاب العابر للحدود والقادم لقتل الشعب الثائر على طغمة ديكتاتورية طائفية.

مع تباشير الثورة بالقضاء والانتصار على كل المرتزقة التي تم الزج بها من قبل “الأسد” في سورية, تقدمت إيران لتطلق آخر ما لديها وهو الزج بميليشياتها عبر مرحلتين الأولى: شملت الدفع بعصابات “فيلق القدس” و”الحرس الثوري”, والثانية: تضمنت الزج بالجيش الإيراني بعد الفشل الذريع وأعداد القتلى التي تلقتها تلك العصابات بمعركة “خان طومان” الأخيرة, ورغم أن إيران تخضع لقرار صادر عن مجلس الأمن يحظر عليها أي و تصدير أي عتاد عسكري أو فني ويمنعها من إخراج قواتها أو خبراتها العسكرية خارج حدودها, إلا أن بلاد العام سام مارست سياسة النعامة بدفن رأسها بال….., وصمتت وغضت الطرف عن كل ما تعرض له الشعب السوري من قتل ومجازر على أيدي الإيرانيين ومرتزقتهم وحلفائهم.

آخر فصول الخذلان الأمريكي للثورة السورية كان بتغاضيها المخزي عن دخول الاحتلال الروسي إلى الأراضي السورية والزج بقدراته العسكرية الجوية والبرية والبحرية, وفيها اكتفت “واشنطن” بلعب دور وكالة إعلام لتنقل لنا تحركات الجيش الروسي وجرائمه ومجازره في سورية والتشهير به دون أي تحرك فعلي أو ضغط سياسي أو عسكري حقيقي يوقف التغول “البوتيني” على حساب الدماء السورية.

مع بدء مسلسل السباق الانتخابي الأمريكي كان الملف السوري أحد أبرز النقاط التي تم تداولها خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية, فالمواقف التي أطلقتها “هيلاري كلينتون” مرشحة الحزب الديموقراطي لم تكن أكثر من صدىً واستمرار لسياسة سلفها “أوباما”, وبالتالي فالثورة السورية لم تكن لتٌعقد عليها الآمال.

فالراحل “أوباما” وخليلته “كلينتون” خبرناهم عبر سنوات ست وما أخذنا منهم غير الوعود الكاذبة علناً وفي المخفي كانت الرئاسة الأمريكية تمارس كل الضغوط الممكنة لوقف زخم الثورة السورية إن كان عبر تقليص وقطع صنابير الإمداد, أو عبر الضغط على أصدقاء الثورة الحقيقيين لمنعهم من دعم الثورة وتقوية عضدها, وعملت تلك الإدارة على إبقاء حالة الاستنزاف بين طرفي الصراع وبما يخدم مصالح “واشنطن” باستنزاف كل أعدائها داخل الجدران السورية رغم علمها أن فاتورة حساب الجميع ستٌدفع من دماء أبناء سورية الباحثين عن الحرية والعيش بكرامة.

أما القادم للرئاسة “ترامب” نتمنى ان يكون أفضل حالاً من منافسيه, خصوصاً بعدما توعد إيران بنقض الاتفاق النووي الأمر الذي لا يٌقدم ولا يٌؤخر شيء بالنسبة للثورة السورية.

مع هذا العقم الأمريكي ومع تلك المواقف المتوقعة والمستقبل غير المبشر الذي ينتظر الثورة السورية تقدم  المرشح “ترامب” ليتصدر نتيجة فرز الأصوات ويٌصبح الرئيس رقم “45” للولايات المتحدة الأمريكية دون ابتسامة على وجوه السوريين, وكانت رسالة الشعب الواضحة تقول: لا أسفاً على من رحل وخذل الشعب السوري .

ختاماً يجب القول:

بهيلاري كلينتون أو بأوباما, بترامب أو بغيره, الثورة السورية ماضية في طريقها, تشق عباب بحر الموت لتصل بر الأمان, وعندما خرجت لم تستأذن من العم سام ولا من أبناء عمومتنا ولا من الأخوة ولا الأصدقاء, بل خرجت ثورة شعبية عفوية تعبر عن حالة الغضب التي يحملها أكثر من 22 مليون سوري كابد ما يكفي على يد سلطة إجرامية استباحت البلاد والعباد ورهنت مقدرات الوطن لعصابات إيران حتى كدنا نصبح المحافظة “35” لها.

ثورة خرجت بصيحة أطفالها وزند شبابها وعزيمة رجالها ودعوات كهولها وتضحية نسائها, هي ثورة منتصرة, فلا تيأسوا ولا تحزنوا … دعوها إنها مأمورة.

 -----------
كلنا شركاء

 


العميد الركن أحمد رحال
الخميس 10 نونبر 2016