نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


رغم الاحتجاجات والتعثر كأس القارات في البرازيل مثّل بروفة للمونديال




ريو دي جانيرو - أولريكي جون وأرني ريختر - على الرغم من المشكلات العديدة التي واجهت إقامة بطولة كأس القارات 2013 بالبرازيل والتي تمثلت في الاحتجاجات الضخمة على ارتفاع تكلفة إقامتها والمطالبة بتحسين الخدمات الاجتماعية، إلا أنه بعيدا عن كل هذه الأجواء، فإن الجانب الرياضي كان مرضيا وكشف عن عدة جوانب قد يشهدها كأس العالم الذي سيستضيفه البلد اللاتيني العام المقبل.


رغم الاحتجاجات والتعثر كأس القارات في البرازيل مثّل بروفة للمونديال
وتميزت البطولة بارتفاع المعدل التهديفي ونسبة الإثارة والمشاعر المتضاربة، فضلا عن مواجهات الفرق الكبرى بمدارسها المختلفة، من متعة الـ"تيكي تاكا" إلى رقص "السامبا" إلى الصلابة الإيطالية.. كلها عوامل تؤكد أن البطولة كانت بمثابة أفضل "بروفة جنرال" لكأس العالم الذي ستحتضنه البرازيل العام المقبل.
هذا الأمر علق عليه بنفسه المدير الفني للمنتخب البرازيلي، لويز فيليبي سكولاري والذي توج باللقب عقب اكتساح إسبانيا في النهائي بثلاثية نظيفة حيث قال "ربما لم يلاحظ الجميع هذا، ولكن هذه كانت أفضل كأس قارات على الإطلاق، البطولة كانت ناجحة بكل المقاييس".
وحول البطولة يقول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جوزيف بلاتر "حينما بدأنا هذه المنافسة كان هنالك نوع من الشك حول ما سيحدث"، مشيرا إلى أنه مع ختامها تبددت كل الشكوك، على الرغم من الاحتجاجات التي كانت تزامنت مع البطولة بسبب ارتفاع تكاليف إقامتها على حساب الخدمات الاجتماعية، والتي كانت في بعض الأحيان تصل أمام الملاعب أو فنادق بعثات الفرق المشاركة.
حول هذا الأمر يقول بلاتر "دائما في مواعيد البطولات الكبرى سواء كانت كأس القارات أو المونديال أو حتى دورة الألعاب الأوليمبية، فإن الجميع لن يكون مسرورا، نحن نحاول إرضاء كل الأطراف بشتى السبل، ذلك لأن الهدف الرئيسي من وراء كرة القدم هو جلب السعادة والأمل للجماهير".
وكرويا جعلت البطولة الآراءتتباين مجددا حول اذا ما كانت أسطورة مدرسة الـ"تيكي تاكا" التي لا تقهر قد انتهت أم لا، فالبعض يرى أن هذا الأسلوب لا يزال هو الأفضل والأمتع، فيما يرى الجانب الأخر أن تعادل إيطاليا مع إسبانيا في نصف النهائي لتنتهي المباراة بركلات الترجيح لصالح الماتادور، ثم خسارة الأخير في النهائي أمام البرازيل بثلاثية نظيفة جاء بعد النجاح في كشف عورات هذا الأسلوب وعيوبه.
ولا يزال النقاش ساريا حول إذا ما كانت سمعة "الإسبان" الكروية باتت آخذة في الانهيار بعد ما حدث لممثليها ريال مدريد وبرشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال أمام الكرة الألمانية ممثلة في بروسيا دورتموند وبايرن ميونخ، أم أنها كانت مجرد كبوة حصان، خاصة وأن شباب الإسبان لم يخيبوا الظن وفازوا بكأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما في إسرائيل.. لذا فإن المونديال سيكون هو المقياس.
والإسبان على دراية بهذا الأمر لذا يقول قائد منتخب "لا روخا" الحارس إيكر كاسياس "بمرور الوقت فإن الفرق المنافسة تدرسنا سواء كانت البرازيل أو إيطاليا".
كان من ضمن العوامل الأخرى التي أثرت على إسبانيا في النهائي عامل الإرهاق الناتج عن حرارة الجو والرطوبة، لذا فإن "الماتادور" لم يخسر كل شيء بهزيمته في النهائي وهذه البروفة بكأس القارات حيث أنها جاءت لتجهزه لما سيواجهه العام المقبل في البرازيل اذا ما كان يأمل في الحفاظ على لقب كأس العالم الذي فاز به لأول مرة في تاريخه في 2010 ، فالتحديات لن تكون كروية فقط بل تشمل أيضا المناخ والضغط الناجم عن السفر من مدينة لأخرى.
وأظهرت كأس القارات أن البطولات التي تقام في أمريكا الجنوبية لا تزال تشكل "كابوسا" بالنسبة للأوروبيين، ولقد أظهر التاريخ هذا فالمونديالات السبعة التي أقيمت في القارة الأمريكية فاز بها فقط أبناء هذه المنطقة.
ظهر هذا الأمر في الكثير من التصريحات، حيث يقول مدرب ليفربول الإنجليزي السابق جيرارد هولير عضو مجموعة الدراسات الفنية بالفيفا " أعتقد أن الظروف في البرازيل ستحدد طابع المباريات، لن نشهد الضغط الأوروبي المعتاد في الكثير من المباريات".
فيما قال اللاعب الإيطالي السابق جيوزيبي بيرجومي حول مسألة لعنة أوروبا في أمريكا الجنوبية "يبدو لي صعبا فوز أي فريق أوروبي بمونديال يقام في البرازيل أوالأرجنتين".
ومن ناحيته قال المدير الفني لمنتخب ألمانيا يواكيم لوف الذي حضر بعض مباريات الدور الأول "أعتقد أن أي شرط مسبق للعب هنا سيكون الحالة البدنية للاعبين سيكون أمرا هاما للغاية".
ولوحظ في بداية البطولة وبالأخص المرحلة الأولى ارتفاع المعدل التهديفي بصورة كبيرة، ويعتقد البعض أن هذا الأمر ربما يكون خادعا بسبب وجود منتخب تاهيتي المتواضع الذي تلقى وحده 24 هدفا من أصل 58 في مرحلة المجموعات (رقم قياسي)، إلا أنه حتى ولو تم استبعاد الأهداف التي تلقاها بطل الأوقيانوس فإن معدل التهديف بالدور الأول سيكون ثلاثة أهداف تقريبا في المباراة الواحدة.
وفي نصف النهائي تغير اتجاه المسار التهديفي حيث تعادلت إسبانيا وإيطاليا سلبيا ليحتكما لضربات الترجيح ثم فازت البرازيل على أوروجواي 2-1 ، حتى جاء النهائي الذي تألق خلاله راقصو السامبا ليكتسحوا "لاروخا" بثلاثية نظيفة، في واحدة من أفضل مباريات البطولة.
ومن الناحية التحكيمية، كانت البطولة مثالية، حيث لم تشهد أي حالات مثيرة للجدل، حيث لم يتم اللجوء لتقنية "عين الصقر" لتجنب الأهداف الخاطئة، ولم تشهد سوى طردين الأول لمونتوليفو في مباراة مركزي الثالث والرابع بين إيطاليا وأوروجواي والثاني لجيرارد بيكيه في النهائي بين إسبانيا والبرازيل.
وعلى الرغم من الاحتجاجات والاعتراضات الكثيرة التي صاحبت البطولة، إلا أن كأس القارات في البرازيل احتلت المركز الثاني من حيث النجاح الجماهيري في تاريخ البطولة ببيع 800 ألف تذكرة، حيث لم يتفوق عليها سوى تلك التي أقيمت في المكسيك عام 1999.
من ناحية أخرى سمحت البطولة لبعض اللاعبين إما بتأكيد أسطورتهم مثل الإيطالي أندريا بيرلو والأوروجوائي دييجو فورلان أو ميلادها مثل البرازيلي نيمار الذي افتتح السجل التهديفي للبطولة عقب 172 ثانية فقط على انطلاقها بهدفه في مرمى اليابان.
وعلى الصعيد الجماعي كان البرازيل هو أكثر المنتخبات إقناعا حيث قدم أوراق ترشحه بكل جدارة للفوز بمونديال 2014 الذي ستحتضنه بلاده وهو الأمر الذي دفع مهاجم الفريق فريد الذي قال "يجب على كل المنافسين احترام التاريخ وتدرج المستويات، نحن أبطال العالم خمس مرات، ويجب على من يلعب أمامنا احترامنا".

أولريكي جون وأرني ريختر
الخميس 25 يوليوز 2013