نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


رغم المتاعب والمصاعب ... ماينمار تسير على طريق التغيير سعياً لجذب السياح




يانجون - أنجيلا لوك - إن أول إشارة تدل على بداية التغيير إلى حد ما في ماينمار تأتي من سفارة هذه الدولة قبل أي مكان آخر.


رغم المتاعب والمصاعب ... ماينمار تسير على طريق التغيير سعياً لجذب السياح
فيستلم موظف بالسفارة جوازات السفر ولكن تبدو عليه ِإمارات الدهشة عندما يطلب منه مقدم طلب التأشيرة بعد أن يدفع مبلغ 25 يورو كرسوم للحصول على تأشيرة سياحية أن يعطيه إيصالا بالمبلغ، ويسأل الموظف لماذا ؟. ولا يكتب الموظف الإيصال إلا بعد عدة مطالبات.
 
ويعد السفر إلى ماينمار أمرا شاقا إلى حد ما، فلا توجد رحلات جوية مباشرة إلى هذه الدولة من أوروبا، وتعد بانكوك أسرع محطة ترانزيت إليها، غير أن سوق السفر آخذة في التغير وأصبحت شركة طيران كوندور أول شركة أوروبية للرحلات الجوية تنظم رحلات بدون توقف إلى العاصمة يانجون.
 
وعند الوصول إلى مطار يانجون الدولي يأتي مبنى المطار الحديث كمفاجأة للزائر، وسرعان ما تنتهي طوابير الركاب الواقفين أمام بوابة الدخول.
 
وبعكس ما هو متوقع من التعامل مع بعض المسئولين في المطار ذوي الوجوه الصارمة التابعين للحكومة العسكرية يجد الزائر نساء يرتدين الزي الرسمي ويتبادلن الضحكات، وهن يشعرن بسرور كبير عندما يرين العيون الملونة للزائرين التي تظهر على شاشة آلة تصوير حديثة للتعرف على الوجوه.
 
 ويأخذ معظم المسافرين مبالغ نقدية كبيرة معهم حيث أنه يمكن للمسافر أن يبحث بلا جدوى في ماينمار عن آلة للصرف الآلي، وهذا أيضا من المفترض أن يتغير خلال الأشهر القادمة، وثمة إمكانية أيضا لقبول العديد من بطاقات الائتمان في القريب وهو أمر ليس ممكنا حتى الآن بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على حكومة هذه الدولة والتي تمنع دفع نفقات السفر عن طريق بطاقات الائتمان، ولا تقبل هذه البطاقات سوى مجموعة صغيرة من الفنادق بفضل حيلة تلجأ إليها عن طريق حجز المبلغ من خلال فرع في دولة أخرى.
 
وبالتالي تصبح النقود هي سيدة الموقف، ويصل الزوار إلى يانجون وهم يحملون رزما سميكة من أوراق النقد مربوطة حول بطونهم، ولكن يجب أن ننصح بتوخي الحذر : فلا يجب عليك أن تطبق الورقة النقدية، ويقوم الموظفون في مكاتب الصرافة بالمطار بفحص كل ورقة على حدة بعناية ويقلبونها على الناحيتين بل وحتى يتشاورون مع زميل لهم بشأن سلامتها.
 
ولكن الموظفين يتخذون إجراءات أكثر تسامحا مع أوراق اليورو على الرغم من أنهم يكونون أكثر حرصا عند التعامل مع الدولار الأمريكي، وهم لا يقبلون سوى أوراق النقد الجديدة التي ليس بها تلف والتي تم إصدارها حديثا ولم يستخدمها أحد من قبل.
 
والآن حان موعد التوجه إلى الفندق، وينصح توماس هنسلر مدير فندق جافارنر بالاس أي قصر الحاكم الأشخاص الذين يريدون النزول في غرفة ذات معايير دولية معروفة خاصة خلال فترة السفر المفضلة وهي تقع بين تشرين أول/أكتوبر وآذار/مارس بأن يقوموا بالحجز المسبق.
 
 ويشير إلى أن معدلات الحجز في فنادق ماينمار زادت بدرجة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة وبالتالي فقد ارتفعت الأسعار أيضا، ويذكر أن هناك زيادة تتراوح بين 200 إلى 300 في المئة، ومع ذلك فلم تتحسن نوعية الفنادق لتتماشى مع ارتفاع الأسعار في مختلف المناطق.
 
 فحول معبد سولي البوذي وليس بعيدا عن النهر تبدأ كتلة من الخليط المربك من الشوارع والمتاجر، وهناك أيضا مقهى حديث للإنترنت تجلس أمامه سيدة مسنة لتبيع قطع الصابون.
 
ويلي هذا المقهى مباشرة كشك بداخله هاتف مصنوع من البلاستيك ولكنه ليس متصلا بأوروبا، ولا توجد أكشاك تقليدية للهواتف في المدينة كما أن الاتصالات الهاتفية بالدول الأجنبية التي تجرى من الفندق تعد غالية السعر نسبيا.
كما أن الزائر سيمر بتجربة نادرة أخرى في ماينمار وهو تمضية فترة الزيارة بدون الهاتف المحمول، وقد يترك الزائرون الأجانب هواتفهم المحمولة في بلادهم لأنها لن تعمل في ماينمار، وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستغنون عنها لضرورتها فيمكنهم استئجار هاتف محمول من المطار بداخله كارت مدفوع القيمة مسبقا.
 
 وللوصول إلى مدينتي ماندلاي وباجان اللتين لهما تاريخ مع العهد الاستعماري السابق وتتمتعان بمعالم للجذب السياحي فإن أفضل طرق المواصلات هي الطائرة، والبديل هي القطارات القديمة التي تسير ببطء وهي تقرقع على طول خطوط السكك الحديدية ذات المقياس الضيق، أما الحافلات العامة ذات المدى الطويل فهي شديدة الزحام وغير مريحة.
 
كما أن حالة الطرق يرثى لها باستثناء واحد وهو الطريق السريع الجديد الذي يربط بين يانجون وماندلاي، ويقف فلاح بالقرب من الطريق السريع مباشرة ليحرث حقلا خلف مجموعة من الثيران، وهنا يلتقي القرن الواحد والعشرين بتراث قديم للزراعة يعود لألف عام هذه هي ماينمار اليوم. وغدا سيكون مآل الأمور إلى التغيير.

أنجيلا لوك
الاحد 24 فبراير 2013