رغم تهديدات طالبان : برنامج " أيدول " يلقى إقبالا واسعا في باكستان

وبدأت الاختبارات لهواة الفن الشباب في إطار البرنامج الجديد " أيدول باكستان " أو " نجم باكستان "، واصطفت مجموعات كبيرة من الشباب للاشتراك في هذا العرض الموسيقي والغنائي الذي يتم الاحتفاء به على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يجذب العرض ملايين المشاهدين في باكستان .

وتقول مريم إن هذا البرنامج الاستعراضي سيساعد على الترويج لهواة الموسيقى والغناء كما هو الحال في دول أخرى مثل الولايات المتحدة والهند، كما سيتيح الفرصة للشباب لعرض مواهبهم. ويمكن لأي شخص يتراوح عمره بين 15و 30عاما دخول الاختيارات بالبرنامج وفقا لما يقوله المنظمون، مادام لم يتراجع أمام عدم موافقة المنتمين للجمعيات الديني المتشددة والتهديد المحتمل بالقيام بعمل عنيف ضده.

وتصف صفحة " باكستان أيدول " على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك هذا العرض الفني بأنه " البرنامج الذي يجعل البلد كلها تغني "، وحصل هذا الشعار على 19ألف إعجاب.

ومن المقرر إذاعة البرنامج في كانون أول/ديسمبر المقبل حيث تذيعه قناة جيو تلفجن الباكستانية بالتعاون مع شركة فريمانتل ميديا العالمية لإنتاج المواد الإذاعية والتليفزيونية التي تمتلك الاسم التجاري " أيدول" مع مجموعة " 19إنترتينمنت" الأمريكية لبرامج المنوعات ويمثل تدشين هذا البرنامج تحديا في مجتمع إسلامي محافظ.
وأعلن العالم الديني الباكستاني مفتي منيب الرحمن أن البرنامج يتنافى مع تعاليم الإسلام والقيم المحلية.

وقال " إن اختلاط الفتيان والفتيات الصغار بحرية في إطار ما يروج له هذا البرنامج ليس مسموحا به في الإسلام أو في الثقافة الباكستانية، كما أن ترديد أغان مبتذلة هو أمر محظور تماما في ديننا ". وأضاف منيب الرحمن " إن الموسيقى والأغاني المبتذلة تشيع الانحلال في المجتمع وتشجع على الانحراف الجنسي ".

ولا ينفرد منيب الرحمن بهذه الآراء، فقد قام المنتمون إلى حركة طالبان التي قتلت أكثر من 40ألف شخص في باكستان بتفجير متاجر بيع أسطوانات وشرائط الموسيقى أكثر من مرة في المناطق التي تخضع لسيطرتهم.

كما يحظر المنتمون لطالبان تعليم البنات ولا يسمحون للنساء بالخروج من منازلهن بدون مرافق من الرجال، ولم تصدر طالبان بعد أي تحذير ضد البرنامج الغنائي الاستعراضي، غير أن المواطنين الذين يقيمون في الأماكن التي تسيطر عليها لا يتحمسون لتسجيل أسمائهم لدخول المسابقة والاختبارات الفنية.

وتقول سيدة تبلغ من العمر عشرين عاما طلبت عدم ذكر اسمها وتقيم في مدينة بيشاور التي تقع في الشمال الغربي من باكستان " إنني أتمتع بصوت جميل وأحب أن أشارك في باكستان أيدول، غير أنني لم أستطع المشاركة بسبب خوفي من طالبان التي يمكن أن تقتفي أثري حيث أنها تراقب وسائل الإعلام بشكل منتظم ".

وتم قتل العديد من المغنين والفنانين في إقليم خيبر باختونخوا التي تعد بيشاور عاصمته، ومن بين القتلى غزالة جواد وهي مغنية شهيرة تغني بلغة الباشتو المحلية التي تعرضت لإطلاق الرصاص عليها بالعاصمة عام 2012. وكانت غزالة قد تلقت تهديدات بالقتل من طالبان ولكنها رفضت التخلي عن الغناء.
وأعرب عاصف رضا مير مدير قناة " جيو " للمنوعات عن ثقته بأن يتمكن مخرجو ومنتجو البرنامج من التغلب على جميع المشكلات بالتدريج.

وقال رضا مير " إننا سنوفر رجال أمن لحماية المتسابقين والحكام وأعضاء الأطقم الفنية، كما إننا بالتأكيد سنتيح الفرصة للفائز للغناء في أفلام السينما الباكستانية التي تنمو بمرور الأيام ".

بينما وصف أمير محمود مخرج برنامج " باكستان أيدول " إعداد البرنامج بأنه تجربة مدهشة فيما يتعلق برؤية الباكستانيين وهم ينتظرون بالساعات أثناء الاختبارات الأولى التي أجريت في العاصمة إسلام أباد الأسبوع الماضي.

وقال " إنني لا أستطيع أن أقدم الرقم الدقيق، ولكن هناك مئات من الشباب من بينهم فتيات وفتيان جاءوا للاشتراك الاختبارات ".
وأضاف أن ثمة باحثين عن المواهب سيزورون جميع المدن الكبرى لاستكشاف أفضل المواهب الجديدة.
كما أن نجاح البرنامج في دولة الهند المجاورة طوال ستة مواسم بعد أن تم تدشينه عام 2004شجع المنظمين في باكستان على المضي قدما.

وقد جذب برنامج " أيدول " 460مليون متفرج في جميع أنحاء العالم منذ أن أذيع لأول مرة في بريطانيا عام 2001تحت إسم " بوب أيدول " وذلك وفقا للمعلومات التي نشرها الموقع الإليكتروني لشركة فريمانتل ميديا.

ويوضح عمران إسلام رئيس شبكة تلفاز " جيو " أن برنامج أيدول سيكون منبرا للأشخاص الذين يقومون بالغناء في حالة من الخصوصية سواء في الحمام أو أمام تجمع عائلي صغير.

ويقول عمران " إننا سنجلب هؤلاء الأشخاص ونجمعهم ونتيح لهم الفرصة لإظهار مواهبهم المدفونة ".