نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


رغم مرور 98 عاماً الأرمن اللبنانيون لا يفارقهم الحنين ويحلمون بالعودة إلى بلادهم




بيروت - فاديا عازار - ثمانية وتسعون عاماً مرت ، ولا زال الأرمن اللبنانيون ، وغير اللبنانيين ، يحلمون بالعودة إلى ديارهم ، ويطالبون باستعادة كامل حقوقهم في بلدهم الأم أرمينيا ، وسلاحهم الصبر والمثابرة .


رغم مرور 98 عاماً الأرمن اللبنانيون لا يفارقهم الحنين ويحلمون بالعودة إلى بلادهم
ففي الرابع والعشرين من نيسان/أبريل  كلّ عام ، يتذكر الأرمن المجازر التي ارتكبها الأتراك بحقهم ، وبحق آلاف المسيحيين غيرهم عام 1915 ، ويطالبون تركيا بالاعتراف بها وبالتعويض عنها ، كما يطالبونها باستعادة أراضيهم التي لا تزال بين أيدي الأتراك . 
ولهذه الغاية يتم تنظيم المسيرات ، التي تنتهي إلى مكان يتم تعيينه من قبل المنظمين ، بحيث يكون له معنى ورمزية مرتبطة بطبيعة الحدث ، ففي العام الماضي تمّ التوجه إلى السفارة التركية في لبنان ، فيما تمّ التوجه هذا العام إلى ساحة الشهداء في بيروت .
 يشارك في هذه المناسبة جميع الأرمن اللبنانيين ، باختلاف انتماءاتهم الطائفية أو  المذهبية أو الحزبية أو السياسية .
 
وقالت شوهي تشجيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ""منذ 98 سنة ونحن نكرر هذا الاحتفال ففي مساء الثالث والعشرين من نيسان/أبريل  من كل عام نقيم القداديس عن أرواح المليون ونصف المليون من الشهداء الأرمن الذين قتلوا على يد الأتراك ، وفي الرابع والعشرين منه نبدأ بالمسيرات للمطالبة بالاعتراف بالمجزرة التي ارتكبها الأتراك بحق أجدادنا والتعويض عنها ".
ويعتبر يوم 24 نيسان/أبريل  من كل عام ذكرى مذابح الأرمن ، والإبادة الجماعية التي حصلت بحقهم من قبل العثمانيين ، في 1915- 1916، وهو نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية ، وفي مثل هذا اليوم من عام 1915  تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول.
 وتشير مراجع تاريخية إلى أن العوائل الأرمنية ، والمسيحية الأخرى في الأناضول أجبرت بعد المجازر،  على ترك ممتلكاتها وهجّرت ، فتشكلت قوافل من مئات الآلاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة ، حيث مات خلال حملات التهجير هذه ، حوالي 75% من المهجّرين . فيما تشرد من استطاع البقاء على قيد الحياة .
 وتابعت تشجيان " إن هذا التحرك يهدف إلى تسليط الضوء على الحقوق الأرمنية ، والتشديد على ضرورة أن يطالب أطفالنا بحق أجدادهم ، من خلال مشاركتهم بهذا الاحتفال ، وترسيخ  هذه الفكرة لديهم ".
 وتنفي جمهورية تركيا ، وقوع هذه المجازر ، التي أكدتها الأمم المتحدة عام 1985 ، في نص الفقرة 24 من تقرير اللجنة الفرعية للأمم المتحدة المعنية بمنع التمييز وحماية الأقليات (التابعة للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان) .
 وفي السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بأن ما قام به العثمانيون تجاه الأرمن وغيرهم من المسيحيين عام 1915 ، هو إبادة جماعية ، ولكن تركيا لا تزال ترفض الاعتراف بذلك .
 وقال الأب مكرديش كششيان خوري رعية بيروت للأرمن الأرثوذكس لوكالة الأنباء الألمانية " منذ 98 سنة، يرتفع الصوت الأرمني في كل العالم في الرابع والعشرين من نيسان/إبريل ، من أرمينيا إلى كل المهجر ، وفي كل أماكن الانتشار الأرمني  لمطالبة العالم المتحضر ، الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية ، بالاعتراف بالحقوق الأرمنية ".
وتابع " نتوجه في مثل هذا اليوم إلى الأتراك ، أبناء العثمانيين ، ، ونقول لهم إن عليهم أن يعترفوا بالمجازر التي ارتكبوها بحق الشعب الأرمني وبقية المسيحيين الذين كانوا يتواجدون في أرمينيا التاريخية ، أو الأناضول ، أو ما يعرف اليوم بتركيا ".
 
 وأضاف  " كذلك تطالب دولة أرمينيا عبر القنوات الدبلوماسية باستعادة حقوق الأرمن ، وتنشط العديد من المكاتب الأرمنية في العديد من دول العالم للمطالبة بالحقوق الأرمنية ، وأعتقد أن هذه المطالبة سوف تفضي إلى استرجاع الحقوق المسلوبة من قبل ورثة العثمانيين ، فأطفالنا يرفضون الاستسلام ".
 
وربما اتخذ الاحتفال بذكرى المجزرة التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن ، هذا العام ، معنى خاصاً ، في ظل ّ ما يحصل في العالم العربي من ثورات سميت "الربيع العربي "، للمطالبة بحقوق الشعوب التي احتكرها الحكام على مدى سنوات .
 وقال الأب كيششيان "لقد أطلق الأتراك على الثورات الدموية التي تحصل في العالم العربي اسم " الربيع العربي" ، ولكنهم أخطأواالتسمية لأن المضمون غير التسمية ، والأهداف المبطنة غير الأهداف الظاهرة ، فالربيع لا يجلب الدم والخراب والدمار والقتل والتشرد ، بل إنه يجلب الحياة ، وفقط الحياة " .
 
 وتابع " إن الأتراك ليس لديهم ربيع في تاريخهم بل لديهم دم وإبادة وقتل وتدمير وتهجير ، وحيث يمرّ الأتراك يخلفون وراءهم الشتاء ، والويلات ". 
 
ويصرّ الأرمن على إشراك أطفالهم بالاحتفال بذكرى مذابح الأرمن ، فيتشاركون معهم المسير ، الذي قد يطول إلى أكثر من ساعتين ، في محاولة لترسيخ واجب المطالبة باستعادة حقوق الأرمن في وجدانهم ، حتى إذا ما تمكن الجيل الحالي من الحصول على هذه الحقوق ، أوكلوا المهمة إلى الجيل الصاعد.
 ويحمل الأرمن خلال مسيراتهم وأثناء الاحتفال أعلام الدولة الأرمينية ، والأعلام اللبنانية ، كما يحملون اللافتات  التي تطالب تركيا بالاعتراف بالمجزرة ودفع التعويضات وإعادة الأرض إلى أصحابها.
 
 وقال هراتش تشجيان لوكالة الأنباء الألمانية " من واجبنا المشاركة في هذه المسيرة ، وإشراك أولادنا أيضاً ، أما الهدف منها فهو تذكير العالم الغربي وأميركا بما حصل للأرمن على يد الأتراك ، ومطالبة تركيا بالاعتراف بأكبر مجزرة حصلت في التاريخ ". 
وتابع " إن هذا النشاط لا يقتصر على الأرمن اللبنانيين ، بل إن الأرمن في كل بلدان العالم يحتفلون بهذه المناسبة ويطالبون باسترجاع حقوقهم ".
 
 وقالت ستا حدشيان أحدى مسؤولات تنظيم الاحتفال بذكرى المذابح ، الذي حصل هذا العام ، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) " إن ما نقوم به سببه عدم وجود العدالة ، ولذلك علينا المطالبة بها والمجاهدة للحصول عليها ، لأن العدالة لديها سلطة انتزاع الحقوق من مغتصبيها وإعادتها إلى أصحابها".
 وتابعت "إن الدول الأوروبية تعرف جيداً ما حلّ بالأرمن ، وتعرف المجازر التي ارتكبها الأتراك ، وهي تملك كلّ الوثائق بهذا الشأن ولكنها تصمّ أذنيها وتتظاهر بالعمى".
وقالت الطالبة الجامعية سيلا هينيان لوكالة الأنباء الألمانية" لقد تشردّ الأرمن في أصقاع الأرض نتيجة المجازر التركية التي ارتكبت بحقهم ، ويجب أن يدفع الأتراك ثمن ما اقترفته أيديهم " .
 
وتابعت "نحن نحلم بالعودة إلى أراضينا ، بالرغم من أننا نعتبر أن لبنان بلدنا أولاً ، وأعتقد أنه يصعب علينا أن نتركه ولكن في المقابل ، يجب أن نستعيد وطننا الثاني ، الذي له حقّ علينا بالإعمار ، والإنتاج ، فكما ساهمنا ببناء الاقتصاد اللبناني ، علينا أن نساهم ببناء وطننا الأم ، وعلى كلّ الصعد".
وأضافت هينيان " سنبقى نطالب بحقنا بالوسائل الديمقراطية ، وبالمظاهرات السلمية حتى لو تطلب الأمر مئات السنين ، لن نتراجع عن حقوقنا ، ولن نستخدم الأساليب التي استخدمها العثمانيون ، حتى لا تتشوه صورتنا ، وتصبح مماثلة لصورتهم الدموية ". 
وقالت لينا قيصرليان لوكالة الأنباء الألمانية " لدينا حلم ، ولا بدّ أن يتحقق ، وعلينا أن نحافظ على قضيتنا حتى نحقق الانتصار".
 
 وأضافت "من أجل ذلك علينا أن نتمسك بلغتنا وبالزواج الداخلي ( زواج الأرمن من الأرمن) ، لأنه لا يمكن لغيرهم أن يفهموا القضية الأرمنية ، التي علينا الاستمرار في النضال حتى الوصول إلى تحقيق العودة إلى أرمينيا ، وسوف نستمرّ حتى تحقيقها ".
وأشارت قيصرليان إلى أن  " المسلسلات التركية تحتل اليوم الشاشات العربية ومن بينها اللبنانية ، وهي مسلسلات لا تعكس الواقع التركي ولا طبيعة الحياة التركية ، بل تحاول تركيا أن تقدّم نفسها عبر هذه المسلسلات ، كأنها ذات ملمس أوروبي، وديمقراطي ، فيما تخفي حقيقتها الدموية ".
ويأمل الأرمن اللبنانيون انتزاع حقوقهم ، مهما طال الزمن ، وهم يؤمنون أنه ، لا يضيع حق وراءه مطالب .

فاديا عازار
الاربعاء 1 ماي 2013