نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


رواج كبير للسيارات الأمريكية التي تعود لأربعينيات القرن الماضي في كوبا




هافانا - إيزاك ريسكو - في هافانا بالقرب من الكاتدرائية القديمة، أكثر مناطق الجذب بالنسبة للسائحين الأمريكيين، تتعالي أصوات السائقين "سيارات أمريكية، سيارات أمريكية " حيث ينتشر في هافانا تأجير السيارات الأمريكية القديمة من موديلات الأربعينيات والخمسينيات. ويطلق الكوبيون عليها "Los Almendros" أو "سيارات اللوز" وهي العبارة نفسها التي تطلق في بلدان أخرى إشارة إلى سيارات الأيام الخوالي أو الزمن الجميل.


رواج كبير للسيارات الأمريكية التي تعود لأربعينيات القرن الماضي في كوبا
وتنتشر السيارات الأمريكية القديمة من ماركة "بليموث" و"شيفروليه" و"اولدزموبيل" علاوة على السيارات "الدودج" و"الكاديلاك" الضخمة الفخمة وبحالة جيدة في شوارع العاصمة الكوبية لدرجة أن السائح وخاصة الأمريكي يشعر وكأنه في متحف العصر الذهبي لصناعة السيارات الأمريكية والتي انتشرت في كوبا في الأيام التي سبقت ثورة فيدل كاسترو عام 1959.
 
 وعلى الرغم من أن هذه الموديلات من السيارات الأمريكية القديمة لم تعد تصنع منذ عقود، إلا أنها لا زالت جزءا أصيلا ويكاد يكون فلكلورياً من الحياة اليومية في كوبا وكأنها لم تمر عليها كل هذه السنوات التي تصل إلى أكثر من نصف قرن وكأن الزمن لم يمر عليها.
 
 من المعروف أن الولايات المتحدة تواصل فرض حصارا اقتصاديا خانقا على كوبا منذ نجاح ثورة كاسترو بمساعدة المناضل الثوري تشي جيفارا في الإطاحة بالنظام الموالي لواشنطن. وبالرغم من قرارات الأمم المتحدة التي تدين الحصار، والخسائر الضخمة التي تكبدتها كوبا طوال هذه السنوات، والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، إلا أن الحصار لا يزال مستمرا.
 
 تذكر السيارات الأمريكية القديمة المنتشرة في شوار هافانا السائحين والسكان المحليين على حد سواء باستمرار الحصار الاقتصادي الجائر  بسبب ثورة كاسترو، مما يدفع السائحين لركوبها كنوع من التعويض للشعب الكوبي عن سياسة حكومتهم، مثلما كان الشباب الأمريكي يصر ولا يزال حتى الآن على العبور إلى كوبا للمشاركة في جني محصول قصب السكر الاستراتيجي بالنسب للجزيرة، وأحيانا من دون مقابل، كنوع من الاحتجاج على سياسات الإدارة الأمريكية.    
يقول بدرو وهو كوبي من هافانا يبلغ من العمر 50 عاما إن هذه السيارات تستخدم في العمل حيث يتم تأجيرها وإن لديه سيارة شيفروليه فاخرة موديل 1952 يقوم بتأجيرها على الرغم من أنها في حالة يرثى لها حيث تكلفه أعمال صيانتها سنويا ما لا يقل عن ستة آلاف دولار.
وتشكل سيارات الأيام الخوالي في كوبا وسيلة نقل أساسية على الرغم من كونها غير رسمية، إلا أنه يوجد أعداد كبيرة منها وهي أرخص بحوالي نصف دولار من الانتقال بالسيارة الأجرة.
 
يعترف بيتر، الذي اشترى عربة شيفروليه مؤخرا ليستثمرها في العمل للنقل في حديقة الإخاء بالقرب من مبنى الكابيتول أو في بعض شوارع وسط  هافانا، بأنه كان يوجد دوماً صف طويل من السيارات الأمريكية.
 
 في التسعينيات، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية وجدت كوبا في السيارات الأمريكية ملاذا للجذب السياحي حيث تمثل هذه السيارات لمحة رومانسية من التاريخ الأمريكي استغلتها كوبا لجذب السائحين كمفارقة تاريخية في زمن يسير بسرعة متلاحقة .
 
يحكي ارتورو سائق (23 عاما) ويقف  بسيارته أمام فندق ناشيونال كوبا أن جولة لمدة ساعة بسيارته الفورد فيكتوريا موديل 52 لا تكلف سوى 30 بيزو أي ما يعادل دولار واحد فقط ومع ذلك فهو يعاني مثل كثيرين غيره من عدم توافر قطع غيار الموتور الأصلي بعد مرور كل تلك السنوات على السيارة العتيقة.
 
ولكن أرتورو يؤكد أن الكوبيين دائما لديهم طاقة إبداعية استثنائية وقدرة على الاختراع وهو ما دفع سائق آخر من قبل إلى استبدال موتور سيارته القديمة بموتور تويوتا مقابل 3000 دولار ومع ذلك فإنه على الرغم من عدم وجود وكلاء لهذه السيارات اليابانية الصنع في كوبا إلا أن الناس يسافرون دائما من أجل البحث عن قطع الغيار ويحرصون دائما على توافرها.
 
كما يرى أرتورو أن الفضل في استمرارية وجود هذا النوع من السيارات وبهذه الحالة الجيدة، يرجع بصورة كبيرة إلى مهارة الكوبيين في إيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم في سياراتهم، بالرغم من أن المألوف في كوبا هو عدم توافر الحلول، وهو ما دفع الناس دائما إلى الإبداع .
ويتجلى إبداع الكوبيين ومهارتهم في موقع (ريفوليكو دوت كوم) Revolico.comوهو موقع كوبي لبيع السيارات القديمة حيث يجد المتصفح العديد من الإعلانات التي تعرض سيارات أمريكية موديل 52 تدور بموتور فولجا روسي إنها العبقرية الكوبية.
 
حتى وقت قريب لم تكن تجوب شوارع كوبا سوى السيارات الأمريكية القديمة  وسيارات روسية من ماركة (لادا موسكوفيتش) ولم تظهر أنواع أخرى إلا بعد الإصلاحات التي قام بها راؤول كاسترو والتي سمحت بمرونة أكثر خاصة في هذا القطاع الحيوي بالنسبة لحركة النقل السياحي، فبدأت تظهر سيارات كيا الكورية وسيارات أخرى صينية الصنع.
 
وتعد تجربة استئجار سيارات أمريكية في كوبا جزءا من جاذبيتها الفريدة فلا يخلو برنامج سياحي منها حتى أنه أضحى من المعروف أن من لا يركب الكاديلاك الأمريكية ويجوب كورنيش هافانا فإنه لم يستمتع سياحيا بكوبا التروبيكالية جنة الأيام الخوالي الأمريكية.

إيزاك ريسكو
الاحد 5 ماي 2013