ريكاردو الفارس البرازيلي الذي ربح أكثر من 12000 سباق خيل

قبل ذلك التاريخ كان الرقم القياسي العالمي مسجلا باسم الكندي راسيل باز، بإجمالي اثنتي عشر ألف و484 فوزا في سباقات الخيل، إلا أن ريكاردو نجح في تحطيم هذا الرقم بإجمالي اثنتي عشر ألف و486 فوزا، ليصبح بذلك أكثر جوكي فاز ببطولات سباقات الخيل على مر العصور.

"أشعر أنني حققت ذاتي، سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، لذا أنا أسعد انسان في الكون"، يقول الفارس البرازيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، مؤكدا "بالنسبة لي أكون قد حققت أحلامي بعد هذا الإنجاز، وهو هدف لطالما سعيت خلفه لسنوات، باذلا في ذلك كل الجهد والحب لهذه المهنة، وهكذا أصبحت الفارس رقم واحد في رياضة سباقات الخيل".

حقق ريكاردو أول فوز له في هذه الرياضة في تشرين ثان/ نوفمبر عام 1976، على ملعب "الجافية" بمدينة ريو دي جانيرو، مسقط رأسه.
كانت هذه المرة الأولى للفارس الشاب على الفرس "تيم"، الذي أشرف على تدريبه والده أنطونيو، والذي ورث عنه الولع بهذه الرياضة النبيلة. بالرغم من مرور 42 عاما من هذا الفوز وتحقيق أكثر من اثنتي عشر ألف فوزا أخرى، لا يزال ريكاردو يتذكر ذلك اليوم "من المستحيل على نسيان تلك التجربة. شعرت بسعادة غامرة، وحالفني الحظ بعدها في تحقيق المزيد من النجاحات".
على مدار ثلاثة عقود، ظل "ريكاريدنيو" كما يطلقون عليه في بلاده، يخوض السباقات ويفوز بها في البرازيل على الرغم من أن صيته فاق حدود القارة بالكامل، حيث خاض عدة منافسات في أكثر من بلد في أمريكا الجنوبية، وفي 1991 فاز بسباق الجائزة الكبرى الدولي بأمريكا اللاتينية، وتتوالى بعد ذلك انتصاراته، حيث حقق هذا اللقب أربع مرات بعد ذلك.

عام 2006، قرر الفارس البرازيلي الهجرة والاستقرار في الأرجنتين، ليواصل إنجازاته في عالم سباقات الخيل، محطما كل الأرقام، وفي 2008 حطم الرقم القياسي على المستوى المحلي بإجمالي 467 فوزا في عام واحد. "الحياة علمتني أن كل شيء ممكن"، يقول الفارس البرازيلي متذكرا بعض المواقف الصعبة التي مرت عليه. "في 2009 أصبت بسرطان الغدد الليمفاوية، ولكني تعافيت منه.
وقعت أكثر من مرة من على ظهر الفرس، خلال مشواري الطويل، وكسرت عظام فخذي، ولوح الكتف والأضلاع والعضد والترقوة، ومع ذلك كنت أقوم من جديد بفضل العزيمة والإرادة"، يؤكد ريكاردو الذي خاض أيضا سباقات دولية في أوروبا والولايات المتحدة، وفاز ببطولات كبرى في جميع دول الأمريكتين، ومع ذلك لا يرغب في أن يخوض أي من أبنائه الأربعة مجاله.
 
بخصوص عائلته يحكي ريكاردو لـ(د.ب.أ) "ابني الأكبر جورجي أنطونيو أصبح مهندسا ميكانيكيا، أما بناتي الثلاثة، فمع حبهن للخيل لا يخضن السباقات بل يقمن بتربية الخيل وتدريبها. في الحقيقة لا أحب أن يمارس أي منهم الفروسية ويصبح جوكي مثلي، إنه مجال شاق وينطوي على مخاطرة كبيرة. أن أخوض بنفسي كل هذا وأتعرض لما تعرضت له، شيء وأن يتعرض له أحد أبنائي شيء آخر".

وفيما يتعلق بالتفكير في الأهداف الأخرى، يقول الفارس صاحب الرقم القياسي العالمي "بدون أدنى شك أود الاستمرار في خوض السباقات لكي أرفع الرقم القياسي العالمي لكي يصبح ثلاثة عشر ألفا، أو أكثر من ذلك قليلا". يؤكد ريكاردو أنه على مدار مشواره في عالم الفروسية، خاض سبعين ألف سباقا، موضحا أنه لطالما تنافس مع باز على اللقب، إلى أن قرر الكندي الاعتزال عام 2016 عن عمر يناهز 57 عاما. "أمارس هذه الرياضة باحترافية عالية، لذا أحرص على الاعتناء بنفسي جيدا، والاحتفاظ بلياقتي وجهوزيتي دائما"، يوضح الفارس البرازيلي، مؤكدا أن "سر النجاح يكمن في العمل، الحب، الإيمان، المثابرة، واليقين الدائم أن كل شيء ممكن".