نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


"رييكا" عاصمة الثقاقة الأوروبية 2020 تترقب أياما أفضل




رييكا - تقف بطول رصيف الميناء رافعات كأنها عظام نخرة، شاهقة تعانق سماء رمادية، وتحيط بها مسارات السكك الحديدية القديمة. وبين الحين والآخر، يسير قطار حاويات في بطء بجوار مصانع قديمة وأحواض مهجورة لبناء السفن، ليحدث ضجيجا. لطالما شهدت مدينة "رييكا" الساحلية، ثالث أكبر مدن كرواتيا، أياما أفضل من هذه.


وهناك آمال في أن تزول الكآبة التي أعقبت الحقبة الصناعية ، بعد اختيار "رييكا" عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2020. ويشير شعار عام الثقافة في "رييكا"، "ميناء التنوع"، إلى حياة جديدة لخليج كفارنير، حيث سيجرى تحويل مناطق صناعية قاحلة إلى مراكز ثقافية. وتم بالفعل تحويل مستودع الأخشاب السابق "اكسبورتدروف"، إلى قاعة حفلات، لتكون مركزا لإقامة معارض وحفلات موسيقية وعرض أفلام على مدار عام 2020. وهناك سفينة تبدو كالشبح، وقد كساها الصدأ، تصعد وتهبط في موقع ليس ببعيد عن المستودع السابق. إنها السفينة "جاليب" التي صارت اليخت الرسمي الأسطوري للراحل جوزيف بروس تيتو، رئيس دولة يوغوسلافيا السابقة. وقالت المؤرخة ومديرة المشروع "ناتاسا بابيتش" وهي تصعد السلم الهش لـ "جاليب": "يجب أن تعيد رييكا اكتشاف نفسها، وأن تدفن صناعة بناء السفن الميتة بالفعل". وتم في عام 1938 بناء "جاليب" كسفينة تجارية تتميز بالسرعة لنقل الموز المعروف بأنه يعطب سريعا، وقد غرقت في عام 1944 عندما كان يتم استخدامها لزرع ألغام، لتظل في قاع البحر لمدة ثلاث سنوات قبل أن يختارها تيتو كسفينة رسمية له في عام 1952 ، بحسب بابيتش. واليوم، تتساقط المياه من السقف وتتناثر آثار طلاء الجدران، وكابلات وحبال، على أرضية السفينة، ولحسن الطالع، كان تم نقل غرفة النوم الفاخرة وأطقم الأرائك والبار، ليحفظ كل ذلك في مكان آمن. ومن المقرر بحلول عام 2020، تحويل هذا الحطام إلى متحف تصل تكلفته إلى 8 ملايين يورو (86ر8مليون دولار)، ومن المقرر أن يسهم فندق يضم مطعما على متن سفينة في تمويل المشروع. وأضافت بابيتش: "سأسر عليكم القصة الحقيقية لتيتو، لتصحيح العبارات المبتذلة مثل الديكتاتور والنهم التي وُصف بها". وعلى بعد مئات قليلة من الأمتار من "جاليب"، يمضي الزوار الفترة بين بين العصر والمساء على كورنيش "كورزو"، الذي تعيد واجهاته الرائعة إلى الأذهان عصر الملكية الامبراطورية. وتعد عبارة "دعونا نلتقي على مدار الساعة" المكتوبة عند برج المدينة، بداية انطلاق نزهة في الهواء الطلق بطول ممشى "رييكا". وفي "كافيه بار فيلودراماتيكا"، يحتسي الشباب القهوة بالحليب على ضوء عشر ثريات بلورية. ويتعجب المرء من مظاهر الرفاهية والثراء، ثم يلاحظ ممرا يعج بأكوام من الكتب، فهنا مكتبة المدينة. وتدخل نساء أكبر سنا تحملن كتب الأدب العالمي، ورغم هذه الفخامة، لا يقتصر المقهى على طبقة أو فئة بعينها، وهو يمثل بشكل مثالي تاريخ كرواتيا الذي يمتد عبر عهود الملكية والفاشية والشيوعية، بين قرون من الهيمنة النمساوية والمجرية والإيطالية واليوغوسلافية. ونادرا ما كان الكروات ينتمون لأنفسهم. وقال رجل مسن وقد بدا غير مبال: " كنا دائما في خدمة الآخرين". وغالبًا ما كان المصنعون الأجانب يستولون على ثروة المدينة الصناعية. ومع ذلك، شهدت "رييكا" ازدهارا خلال القرن التاسع عشر، وأصبحت واحدة من أكبر الموانئ في أوروبا بفضل دلتا ريجسينا، التي تتدفق مياهها إلى البحر الأدرياتيكي هنا. وزادت منشآت الإنتاج على ضفاف النهر مع الاتجاه للتصنيع. وقد بلغ عدد سكان المدينة اليوم 130ألف نسمة . وتصف مورانا ماتكوفيتش، من لجنة عاصمة الثقافة، إعادة اكتشاف المدينة بأنه "حلو ومر"، مشيرة بذلك إلى اختلاق المياه العذبة بالمالحة، لتعيد بذلك إلى ذاكرة سكان الحضر شرايين الحياة القديمة. وعلى طول الممر المائي، ستمتد مسارات الحدائق الخضراء فوق أسطح المباني شاهقة الارتفاع، وسيدعو جناح الزائرين إلى التأمل وسط زحام المرور، وسوف تكون العروض الثقافية رفيعة المستوى هي الشئ الأبرز في قاعة "اكسبورتدرفو" . وتأمل رييكا في إظهار كنوزها الغريبة، والتي تشمل المتحف الوحيد بالمدينة وهو من طراز عالمي ومقام على مساحة 300 متر مربع، ومخصص لأجهزة الكمبيوتر القديمة. وقال سفيتوزار نيلوفيتش، مؤسس المتحف: "انظر إلى الإنترنت" مضيفا: "بيك أند بوك هو عامل الجذب الأول في رييكا". وكان جهاز الكمبيوتر "كومودور 128" الأول ضمن آلاف الاشياء التي بدأ نيلوفيتش في جمعها قبل 12 عامًا. وتشمل هذه الأشياء حاسبات الجيب من الجيل الأول، وقرصا صلبا كبيرا يبدو مشوها تم إنتاجه في عام 1980، إضافة إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بأولمبياد سراييفو 1984. ويتردد أكثر من 7 آلاف زائر من جميع أنحاء العالم على متحف "بيك أند بوك". وأوضح نيلوفيتش: "أردت أن أمارس مرة أخرى ألعاب الكمبيوتر البسيطة التي كنت أمارسها في طفولتي". ويسمح للزائرين بلمس المعروضات وباللعب، حيث يقول نيلوفيتش: "هذا ما يجعلنا متفردين عن المتاحف الأخرى". ويود نيلوفيتش إيجاد مساحة أكبر لعرض المزيد من مقتنياته وإنشاء متجر صغير للهدايا التذكارية، وكذلك في أن يكون قادرًا على القيام بالأمور التي لديه شغف بها في مرحلة ما. وربما يجذب اختيار "رييكا"عاصمة للثقافة الأوروبية 2020، مستثمرين يصنعون من هذا المتحف الصغير قصة نجاح كبيرة.

جابرييل دورويش
الجمعة 20 ديسمبر 2019