نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


زيارة عون لجنبلاط .... هل بدأت تتشكل معالم الصورة الكاملة للتحالف اللبناني الموالي لسوريا؟




بيروت - حسن عبّاس – شكلت زيارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النيابي الجنرال ميشال عون الى دارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، على رأس وفد نيابي وحزبي ضم شخصيات عونية عدّة، محور الحياة السياسية في لبنان وقد اعتبر كل من عون وجنبلاط أن هذه الزيارة تنهي حقبة خلافية وتفتح أخرى على أسس جديدة من التعاون. بينما اعتبر خصومهما أن الزيارة ترتبط بحسابات سياسية خارجية سورية.


عون وجنبلاط يتحدثان عما هو ابعد من المصالحة والمصارحة
عون وجنبلاط يتحدثان عما هو ابعد من المصالحة والمصارحة
وقد زار الجنرال عون الشوف على رأس وفد ضمّ نواب التكتل: إبراهيم كنعان، آلان عون، ناجي غاريوس، حكمت ديب، فادي الأعور، بلال فرحات، زياد أسود، عصام صوايا، ميشال الحلو، عباس هاشم ونعمة الله أبي نصر، ومرشّحي عون الخاسرين في الشوف وعاليه.
بدأ عون جولته على منطقة الشوف بمحطة في دير القمر حيث وضع ثلاثة أكاليل من الزهر في ساحة البلدة وفاء للرئيس كميل شمعون والشهيد داني شمعون وعائلته وشهداء 1860، بعدما منعه جمهور "حزب الوطنيين الأحرار" من زيارة مدافن عائلة شمعون في البلدة.
وعلّق "حزب الوطنيين الأحرار على منع عون في بيان قال فيه: "في تحرك عفوي ومنعاً لتدنيس تراب من سقط شهيداً في الدفاع عن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، تجمع المئات من أبناء الشوف الشمعونيين منذ الصباح أمام مدافن العائلة في دير القمر احتجاجاً على الزيارة الاستفزازية التي يعتزم النائب ميشال عون القيام بها لضريح الرئيس كميل شمعون والقائد الشهيد داني شمعون".

ثم توجه عون الى كنيسة سيدة التلة حيث اعتبر ان الهدف من الزيارة هو "انهاء حقبة تاريخية والبدء بأخرى، ونحن لدينا القدرة على تنفيذ ما نريد لأننا اذا لم نقتلع الأشياء السيئة من جذورها، وفكرنا بعلاقات جديدة ونهج جديد يميزنا عن الذين سبقونا فلا بقاء للوطن ولا بناء للوطن". واعتبر "ان المهرجان اليوم ليس سياسياً ولا انتخابياً، وأن الزيارة الى الشوف هي لاعادة وحدة الجبل، لان وحدته لن تكون بالمسيحيين وحدهم ولا بالدروز وحدهم انما وحدته تعني وحدة المسيحيين والدروز".
بعدها وصل الجنرال الى قصر المختارة، حيث كان النائب جنبلاط ونجله تيمور في مقدمة المستقبلين، فتوجّه عون وجنبلاط الى ضريح الشهيد كمال جنبلاط ووضعا عليه اكليلاً من الزهر.

بعد الزيارة، تحدث العماد عون الى الصحافيين، واعتبر أن لقاءه جنبلاط هو "لقاء استثنائي لأننا لا نستطيع القول أنه لقاء مصالحة لأن المصالحة بدأت منذ زمن، ولا لقاء مصارحة لأن المصارحة تمت، لقاء اليوم هو لاقامة السلام في الجبل، التي تتخطى المصالحة والمصارحة، ونحن في بداية مرحلة جديدة من حياتنا الوطنية التي ستؤسس الى قرون من السلام، وليس لسنوات أو لعشرات السنوات، بل لقرون، لأننا أدركنا جميعاً عبثية الحروب وأن المدفع لا يبني الاوطان، وان ما يبني الوطن هو العلاقة السليمة بين مكونات المجتمع والتناغم بينها".

من ناحيته، اعتبر جنبلاط أنه "كما قال النائب عون المصالحة تمت وكذلك المصارحة، هذا اللقاء من أجل تثبيت خط المصالحة والمصارحة والسلام، مرت علينا ومر على هذا الجبل مآسي، علينا سوياً نحن والتيار الوطني الحر والجميع ان نورّث الاجيال اللاحقة سلاماً ومحبة وعيشاً مشتركاً، وطبعاً ضمن التنوع المعروف في الوطن اللبناني".

بعد لقاء المختارة، توجه النائبان الى دار المطرانية في بيت الدين حيث ألقى جنبلاط كلمة دعا فيها لأن "لا نقع في فخ لعبة الأمم التي كادت أن تدمر وحدة الجبل". واعتبر أنه "اليوم وحدة الجبل تتكلل بحضور العماد عون".
وتحدث عون مجدداً عن زيارته معتبراً أن "لقاؤنا اليوم تاريخي لمعالجة موضوع تاريخي من خلال احياء الذاكرة، ومواجهة الواقع بكل مكوناته ومنطلقاته ونتائجه، فالحروب الأهلية لا تمحى إلا بعمل جريء يتخطى المعالجات التقليدية التي تمارس في مثل هذه المناسبات". وأشار الى ان "الشعوب التي تفتقد الذاكرة تكرر أخطاءها بشكل متقطع لذا واجب علينا أن نحيي ذاكرتنا دائماً".

ولم تمر هذه الزيارة التاريخية دون ردود فعل سياسية. فقد اعتبر عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي، في حديث تلفزيوني، "أن الطابع الأساسي لزيارة النائب ميشال عون الى الشوف هو خارجي يرتبط بحسابات سياسية سورية ، ويأتي الطابع المحلّي السياسي في الدرجة الثانية". وأشار الى "ان عجز عون عن وضع اكليل على ضريح كميل وداني شمعون كان بسبب الهوّة العميقة التي باتت تفصله عن مواقفهما الوطنية السيادية، وبات في غربة تامة عن جوهر نضالهما ومعنى شهادة داني وعائلته".
ودافع أمين سر تكتل الإصلاح والتغيير النائب إبراهيم كنعان عن الزيارة آملاً "أن تكون أحدى نتائج هذه الزيارة إقفال ملف المهجرين، لا بل انه العنوان الأساسي الذي جرى الاتفاق عليه والذي عبر عنه أيضاً النائب وليد جنبلاط. ولكن أيضاً الهدف تنقية الذاكرة وخلق أجواء مريحة ومناخ يؤسس لمستقبل أفضل بين الشركاء في الوطن".

واعتبر كنعان أنه "لا يجب الربط بين الزيارة وما يحصل من علاقات مع الخارج، فاللبنانيون قادرون على اللقاء مع بعضهم البعض ودائماً يجدون مساحة مشتركة للوقوف فيها لتحصين وضعنا الداخلي وسيادتنا وديموقراطيتنا"، مشيراً الى أن "التحدي أمام اللبنانيين في كل مرحلة هو أن يتمكنوا من البرهان على قدرتهم على الالتقاء رغم الصعوبات وليس فقط عندما تكون المناخات الخارجية مؤاتية لتفاهمهم".
من جهة أخرى، رفض عضو كتلة القوّات اللبنانية النائب انطوان زهرا في مداخلة تلفزيونية اعتبار "أن التقارب بين عون وجنبلاط سيكون تحالفياً انتخابياً خصوصاً وأننا لسنا على ابواب انتخابات. ولكن اذا كان المقصود الانتخابات البلدية المقبلة فان التحالفات السياسية لن تؤثر كثيراً لان عدد القرى المشتركة بين الدروز والمسيحيين قليلة العدد". واوضح زهرا ان جنبلاط "وضع نفسه خارج اطار 14 اذار انما ضمن الاغلبية مع تاكيد تحالفه مع رئيس الحكومة سعد الحريري".
من جهته، أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، في مداخلة تلفزيونية ان "القوات اللبنانية"، وهو شخصياً، قررا مقاطعة زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الى الجبل، مشيراً الى "أن لا علاقة لعون بملف المهجرين وان ملف العودة يتعلق بالدولة اللبنانية وهي المشرفة والقائمة عليه".

أما وزير المهجرين أكرم شهيب، فاعتبر أن الزيارة تأتي في إطار استمرار مروحة الانفتاح والتواصل التي بدأها النائب وليد جنبلاط"، لافتاً في مداخلة تلفزيونية الى أن "زيارة عون اليوم الى الجبل ليس لها علاقة بزيارة جنبلاط لسوريا".
واعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أنه "قد تكون زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، اليوم، إلى الشوف بأهمية الزيارة التي كرّس فيها غبطة البطريرك صفير المصالحة التاريخية في الجبل عام 2001". وأضاف أنه "إذا كانت زيارة رأس الكنيسة المارونية قد أعادت الاعتبار إلى الحضور الماروني والمسيحي في قلب المعادلة التاريخية للجبل، فإن زيارة الجنرال عون فرضها توقيت التغيير والتحوّلات الدولية والإقليمية والداخلية لصالح التأكيد السياسي على رفع منسوب التفاؤل في إنضاج وإنجاز ظروف العودة ومستلزماتها المالية المتأخرة".

وبقي الهجوم الأعنف على الزيارة لرئيس "حزب الوطنيين الاحرار"، النائب دوري شمعون، فدعا عون الى ايقاف "المتاجرة"، معتبراً أنه "كان عليه لحظة وصوله من فرنسا أن يزور مدافن آل شمعون".
ورأى في مداخلة تلفزيونية أن "العماد عون ينتهج سياسة الإتجار للوصول إلى مشروع لديه وهو رئاسة الجمهورية كما أنه تاجر في مسألة ذكرى مار مارون"، مشيراً إلى أنه "لدى عون أوامر بألا يتعاون إلا مع حلفاء سوريا في لبنان".
وأعلن شمعون أنّ على عون "الإعتذار من كل الأسرة الشمعونية ومن حزب الوطنيين الأحرار وبعدها نرى ماذا سيحصل"، نافيا "وجود علاقات عظيمة بيني وبينه لكي أستقبله". وعن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، قال: "العلاقة مع جنبلاط ليست مبنيّة على السياسة ولكن على السياسة المحليّة الجبليّة، وإذا قرّر أن يعود إلى مبادئنا السياسية فأهلاً وسهلاً، ولكن إذا أراد أن يرحل عنها فالله معه".


حسن عباس
الاحد 21 فبراير 2010