نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


ستون عامًا على الوحدة بين مصر وسوريا






قبل ستين عامًا من الآن، إلتقت وفود عربية من مصر وسوريا، لتوقع أكبر وحدة في تاريخ العرب، باسم الجمهورية العربية المتحدة، نفذ من خلالها الرئيس جمال عبدالناصر إحدى الأحلام التي ظلت تراوده منذ أن كان ضابطًا في الجيش، لكنها سرعان ما تبخرت وتم الانفصال بعد ثلاث سنوات من التوقيع.



جمال عبد الناصر وشكري القوتلي
جمال عبد الناصر وشكري القوتلي
*الوحدة بين مصر وسوريا
تم توقيع الوحدة بين مصر وسوريا التي تمر ذكراها الـ59، خلال عام 1958، وعُرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة، بدأت لتوحيد الدول العربية، بتوقيع ميثاقها من قبل الرئيسين السوري "شكري القوتلي" والمصري "جمال عبدالناصر"، واختيرت القاهرة عاصمة لها، وتم خلالها توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة
*أسباب الوحدة
جاءت الوحدة نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين بها، في وقت كان فيه قادة حزب البعث السوري الاشتراكي قد قاموا بحملة من أجل الاتحاد مع مصر، باعتبار أنهما البلدان الأكثر تحررًا من البلدان الأخرى، فضلًا عن تقديم مصر نموذجًا للثورة تطلع له كل العرب في ذلك الوقت، وأصبح هناك نوعًا من الاستقطاب للزعامة الناصرية
وفي ذلك العام، جاء وفد عسكري سوري إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالبًا بالوحدة الفورية، وفاوض عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر لأيام طويلة، حتى تم الإتفاق على الوحدة، بوصول وزير الخارجية السوري "صلاح البيطار" للتوقيع بالحروف الأولى على ميثاق الوحدة بين سوريا ومصر
واتفقت مصر وسوريا على إنشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها في دمشق، وكانت العوامل الخارجية لعبت دورها الأول في تعزيز هذا التقارب، حيث بدأ الاتحاد السوفيتي عام 1956، بحملة دبلوماسية واسعة لاكتساب دول الشرق الأوسط، وقبلت سوريا ومصر صفقات السلاح السوفيتي
وفي عام 1957،واجتمع مجلس النواب السوري ومجلس النواب المصري في جلسة مشتركة وأصدرا بالإجماع بيانًا وجها فيه دعوة إلى حكومتي البلدين للاجتماع وتقرير الاتحاد بين الدولتين، واجتمع رئيسا البلدين وأركان حكومتيهما وأصدروا بيانًا آخر أعلنوا فيه توحيد القطرين في دولة واحدة تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة"
قررا أن يكون نظامها رئاسيًا ديموقراطيًا، وبالفعل جرى استفتاء شعبي على الوحدة وتم انتخاب عبدالناصر رئيسًا، ووضع دستورًا جديدًا لها، وحكومة مركزية، ومجلسان تنفيذيان إقليميان، المجلس التنفيذي المصري، والمجلس التنفيذي السوري اللذان يرأس كل منهما وزير مركزي
أما السلطة التشريعية فقد تولاها مجلس الأمة المكون من نواب يعين نصفهم رئيس الجمهورية والنصف الآخر يختاره من بين أعضاء مجلس النواب السابقين في سوريا ومصر، وقد منح مجلس الأمة حق طرح الثقة بالوزراء
ويرى كثيرون أن الدعوة جاءت تلبي
لرغبات الشعبين المصري والسوري، في إطار الجو الدولي الضاغط، والأحداث التي شهدها الوطن العربي من تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، والحشود التركية على الحدود السورية وصولًا إلى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس *خطاب عبدالناصر
وعقب توقيع ميثاق الاتحاد، ألقى "عبدالناصر" خطابًا شهيرًا له قال فيه: "أيها المواطنون، السلام عليكم ورحمة الله.. إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتي، فقد كنت دائمًا أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه، والنهارده، أزور سوريا قلب العروبة النابض"
وتابع: "سوريا اللي حملت دائمًا راية القومية العربية، سوريا اللي كانت دائمًا تنادي بالقومية العربية، سوريا اللي كانت دائمًا تتفاعل من عميق القلب مع العرب في كل مكان، واليوم أيها الإخوة المواطنون حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة"
*الانفصال وأسبابه
وسريعًا ما أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق عام 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971، عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية
وأرجع كثيرون أسباب الانفصال، إلى قيام الرئيس المصري بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى، واختلال توازن قوى العمل، وفرض سياسات استبدادية من قبل الحكومة ساهمت في توليد انزعاج لدى السوريين، الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التي اشترط عبدالناصر إلغائها لقبول الوحدة، فضلًا عن توتر المنطقة
*نتائج الانفصال
يرى البعض أن الانفصال كان سببًا في نكسة عام 67، لكن آخرين يرون بأن الانفصال هو الذي حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، فربما كان سوء التنظيم الإداري الذي غلب على مرحلة الوحدة أن يتسبب في استغلال أكبر من قبل إسرائيل للظروف السيئة واحتلال مزيد من المساحات على الجبهتين
ويشيد الكثير من الأدباء والمفكرون بتجربة الوحدة، بسبب المنجزات الاقتصادية التي تم إنجازها في عهدها وعلى رأسها بداية مشروع سد الفرات، والذي كان في نظر عبدالناصر موازيًا لمشروع السد العالي في أسوان، إضافة لحماية سوريا من تهديدات الأحلاف التي كانت تتربص بها والتي كانت السبب الأساسي وراء قيام دولة الوحدة بهذا الشكل
أما آخرون فيرون أن قرار الوحدة كان خطأ من البداية، لأن إلغاء الأحزاب بقرار من "عبدالناصر" أدى إلى جمود في الحركة السياسية السورية، كما أن حركة التأميمات طالت بعضًا من أفراد الطبقة الوسطى الذين كافحوا طوال سنين لبناء ثرواتهم الصغيرة الشخصية، لكن تم هضم الكثير من حقوقهم أثناء حركة التأميم الواسعة.
--------
الوفد

سمر مدحت
الخميس 15 فبراير 2018