نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


سجون اسرائيل تنكد حياة أهالي المعتقلين الفلسطينيين وترهقهم






غزة - عماد عبد الجواد- امتنعت والدة المعتقل الفلسطيني لدى إسرائيل من قطاع غزة باسل عريف عن زيارته بطلب منه تفاديا لما تقاسيه من مصاعب وإرهاق بالغ خلال الزيارة التي تقتصر على 45 دقيقة لكنها تستغرق منهم نحو 15 ساعة متواصلة.


 
وقالت "أم باسل" بنبرات حزينة إن نجلها ألح عليها خلال اتصال هاتفي نادر بينهما قبل أسبوعين بالامتناع عن زيارته في سجن "نفحة" الإسرائيلي رغم أنها لم تزره منذ أكثر من عامين.

وأم باسل في منتصف الخمسينات من عمرها وتعاني من عدة أمراض وتقول إن نجلها طلب عدم زيارته خشية من تدهور حالتها الصحية بسبب ما تعانيه خلال الزيارة ذهابا وإيابا. وباسل معتقل منذ 15 عاما ومحكوم بثلاثة مؤبدات في سجون إسرائيل (المؤبد يساوي 25 عاما) وأقنع والدته بالاكتفاء بإمكانية الحديث هاتفيا عوضا عن مشقة رحلة الزيارة رغم أن مثل هذا الاتصالات بينهما تتم بشكل متقطع ونادر.

وتشتكى عائلات معتقلي قطاع غزة لدى إسرائيل من مشقة كبيرة يتكبدونها خلال الزيارة التي تتم مرة تقريبا كل ثلاثة أشهر لمن يتم السماح لهم بصدور تصريح خاص للزيارة.

ويقتصر السماح بالزيارة لوالدي الأسير وزوجته فقط وأبنائه ممن هم دون 16 عاما. وعلى أهمية لزيارة بالنسبة للمعتقلين فإن كثيرا منهم يطلبون من عوائلهم الامتناع عنهم خوفا عليهم.

ولا تتجاوز الزيارة لعوائل المعتقلين سوى 45 دقيقة فقط، فيما يفصل بين المعتقل وزائريه زجاج ويربط بينهما "تلفون" تتحكم فيه إدارة السجون الإسرائيلية.

وتتم زيارات المعتقلين الفلسطينيين من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي بدورها تقوم بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية وترتيب مواعيد زيارات السجون عبر "تصاريح" خاصة.

ويقول والد المعتقل من قطاع غزة مجد عويضة إن "رحلة الزيارة" قد تستمر 15 ساعة يُرافقها إجراءات إسرائيلية مشددة و"تفتيش مُهين"، في سبيل لقاء لا يتجاوز 45 دقيقة.

ويشتكى عويضة من تعرضهم لـ"سوء المعاملة" أثناء الزيارة في مختلف السجون الاسرائيلية بما يشمل التفتيش المهين وطول مدة الانتظار واقتصار الزيارة على الأب والأم.

ويشير عويضة إلى أن كثيرا من أهالي المعتقلين يمتنعون عن الزيارات خصوصا في موسم الشتاء بسبب ما يتكبدونه من مصاعب رغم اشتياقهم الدائم لأبنائهم داخل السجون.

ويقول قدورة فارس رئيس "نادي الأسير الفلسطيني" غير الحكومي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن مئات المعتقلين لدى إسرائيل "ممنوعون من الزيارة العائلية بدعوى الرفض الأمني" والذي قد يطال أطفال وأمهات ويستمر لعدة سنوات.

ويتهم فارس السلطات الإسرائيلية بالتضييق عمدا على عوائل المعتقلين بغرض معاقبتهم وابتزازهم سعيا لتحقيق مكاسب سياسية منافية لأبجديات القوانين والاتفاقات الدولية.

ويشدد مدير "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" في غزة جميل سرحان لـ(د.ب.أ)، على أن ممارسات السلطات الإسرائيلية بشأن زيارات المعتقلين "تخالف القوانين الدولية وحقوق الانسان التي تتمثل بحق الأسرى في الزيارة والاطمئنان عليه من قبل ذويه".

ويقول سرحان إن المعتقلين الفلسطينيين "يتعرضون لإجراءات قمعية وتمتد لمحاكمات تخالف المحاكمات العادلة والنصوص التي يراعي بها حق الأسير الفلسطيني بمعرفة التهم الموجه له وحقه في الزيارة".

ويضيف أن منع تلك الزيارات والتضييق على العوائل خلال الزيارة يمثل "امتهانا لكرامتهم رغم تأكيد المجتمع الدولي في كافة الاتفاقات والمواثيق على ضرورة أن يتصل الأسير بالعالم الخارجي".

ومؤخرا قررت السلطات الإسرائيلية منع معتقلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قطاع غزة من الزيارة كضغط على الحركة لتسليم أربعة جنود إسرائيليين تحتجزهم الحركة في القطاع.

ويقول المختص في قضايا المعتقلين الفلسطينيين عبد الناصر فروانة لـ(د.ب.أ)، إن المنع الإسرائيلي المذكور يطال 113 معتقلا من مجموع 360 معتقلا هم إجمالي معتقلي قطاع غزة.

ويتهم فروانة السلطات الإسرائيلية بتعمد استخدام الزيارة العائلية وسيلة للعقاب الفردي أو الجماعي وورقة للضغط والمساومة والابتزاز أو لإرضاء ذوي جنودها المأسورين.

ويشدد فروانة على أن حرمان المعتقل من رؤية ذويه وأطفاله والحديث إليهم بحرية كإجراء عقابي أو تحت ذريعة المنع الأمني، أو استخدام المنع كوسيلة للعقاب الجماعي وورقة للضغط والمساومة يعتبر من منظور قانوني وإنساني إجراء مخالفا للمواثيق والأعراف الدولية ويشكل معاناة قل نظيرها.

عماد عبد الجواد
الاربعاء 21 مارس 2018