نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


سعدي ياسف ل"الهدهد": لم أخن لابوانت لكن أسألوا بن بلة ماذا فعل بأساور زوجاتنا وحلي جداتنا




الجزائر - انشراح سعدي - اتهام خطير يسوقه المجاهد الجزائري الكبير سعدي ياسف في يوم الذكرى 55 للثورة حين يعلن في حواره مع "صحيفة الهدهد الدولية " أن بن بلة خان الثفة وتصرف بحلي ومجوهرات تبرعت بها نساء الجزائر لبناء الدولة بعد الاستقلال والامر لا يقف عند هذا الحد فسعدي ياسف الذي كان قائدا للمنطقة المستقلة التي سهلت للثوار دخول العاصمة يشكك بجزائرية بن بلة وباسمه فهو حسب قوله من اصول مغربية واسمه مزياني وليس بن بلة أما عن خيانته لعلي لابوانت فينكرؤها بقصة جديرة بالتأمل


سعدي ياسف قائد المنطقة المستقلة اثناء الثورة الجزائرية مع كلوديا أثناء تصوير فيلم معركة الجزائر
سعدي ياسف قائد المنطقة المستقلة اثناء الثورة الجزائرية مع كلوديا أثناء تصوير فيلم معركة الجزائر

* خطّطتُ لاختطاف زوجة الجنرال ماسو بعد القبض على العربي بن مهيدي
*اسألوا بن بلّة عن حليّ أمهاتنا وجداتنا ...بن بلّة خان ثقتنا جميعا
*بن مهيدي كان يثق بي وتفاجأ كغيره بالعمليات التفجيرية في العاصمة خصوصا قنابل الجميلات في 1957
*بقيت على علاقة طيبة بجيرمان نيريون وحضرت جنازتها جنبا إلى جنب مع الرئيس نيكولا ساركوزي
-----------------------------------
ببساطة لم أتوقعها من مجاهد الثورة التحريرية الكبرى في الجزائر،صانع الانتصارات التاريخية في العاصمة ،طلبت لحظات لحوار تجريه معه "صحيفة الهدهد الدولية"فأعطاني دقائق مطولة، رغم أنه كان في يوم تكريمه محاط بعشرات الشخصيات السياسية وعشرات الصحفيين،جلس وقال ابدئي من حيث شئتي فذاكرتي كلها بين يديك.
*وأنا قلت سأخربش في هذه الذاكرة بسؤال شائك ومحرج بالنسبة لك ،هل يعقل أن تكون خنت علي لابوانت بعد القبض عليك إبان الثورة الكبرى؟
املك تسجيلا مع الجنرال الفرنسي، ''دولابوردوني'' الذي تجاوز الثمانين من عمره، وهو شهد القبض علي أنا شخصيا واغتيال علي لابوانت ورفقائه ، يقول فيه الجنرال المتقاعد ''عند اعتقال ياسف سعدي، كان ثابتا وراضيا، لم يكن مرتبكا أبدا''،ويجيب فيه وبشكل صريح عن سؤال المصوّر حول ما إذا كان ياسف قد كشف عن مكان اختباء رفقائه ''الفلاّقة'' أي المجاهدين كما كانت تسميهم فرنسا خلال الحرب التحريرية الكبرى، ومنهم علي لابوانت، فيجيب دولابوردوني، دون أدنى تفكير '' لا أبدا...''، ويضيف الذي اتّهمني بـ''البيعة'' أي –الخيانة باللهجة الجزائرية -هو جنرال سفّاح اسمه أوساريس، فماذا تنتظرون منه غير التلفيق والكذب؟أما أنا فضميري مرتاح وفي هذه النقطة بالذات لا أخشى من سؤال الله لي لاني لم أخن وطني ،كيف افعل وابن أختي ''عمر الصغير'' استشهد مع '' علي لابوانت''، فهل بلّغت على ابن أختي صاحب الـ 12 ربيعا...؟
*لماذا أقحمت عمر ابن أختك في مسؤوليات فدائية اكبر منه؟
كان يحضر كل الاجتماعات ونرسله لشراء حاجيات المجاهدين الذين كانوا يأتون عندي، ومن ثمة أعجبه حديثهم فخرج من المدرسة، أراد أن يصبح رجلا صغيرا، فأصبح ''سيد الرجال''.

*كيف كانت علاقتك بالرئيس السابق بن أحمد بن بلة، وكيف تقرأ هذه الشخصية المحاطة بالكثير من الجدل إلى حد الآن؟
أنا لا أحب هذا الرجل،'' مازلت اذكر اليوم الذي قمت بإحضاره من تونس قال إنه لن يدخل الجزائر حتى يهدأ كلّ شيء في الوقت الذي تشابكت فيه الأمور وكثرت المطامع على السلطة، بين الولايات المتنازعة أو ما كان يعرف بـ ''أزمة الولايات'' ، مازلت اذكر اليوم الذي ذهبت فيه إلى الحدود التونسية، والتقيت ببومدين وبوتفليقة، وطمّأنتهم على الوضع في العاصمة، ثم أمّنت لهم الدخول إليها، والإقامة في بيت شقيق زوجتي في القصبة،كنت حينها من الذين رأوا في أحمد بن بلّة، رئيسا قادرا على قيادة الجزائر المستقلة، من منطلق الشرعية ''الشبابيّة'' التي اكتسبها، يومها بدأ أحمد بن بلّة، في توزيع المسؤوليات والمناصب على المحيطين به، وكنت منهم، بدأ في توزيع المهام فنصّب عبد العزيز بوتفليقة وزيرا للشباب والرياضة وعندما وصل إليّ نصّبني وزيرا للداخلية، لكنني أوقفته.
*لماذا؟
قلت له إن المسؤولية لا تليق بي ولا أليق بها لا أستطيع ان أكون رجل سياسة وأنا الذي كنت رجل حرب، لم أقبل أن أدخل في وحل السياسة واقترحت ''حميدة عبد الرحمن'' الذي كان مقرّبا مني إبان الثورة للمنصب، كان يتقن اللغة العربية والفرنسية، فعين بعد ذلك أول وزير للتعليم العالي والبحث العلمي، بن بلّة للأسف اغترّ وتجبر، رغم أنه لم يعش ظروف الحرب التي عاشها أبطال الثورة الحقيقيون،أمثال عبّان رمضان الذي قاد ثورة لوحده، عبّان رمضان الذي مكث في السجن أكثر من 5 سنوات عندما كان بن بلة بتمتع في مقاهي تونس ويضع رجلا فوق رجل، في الوقت الذي كان الرصاص يزغرد فوق رؤوسنا في القصبة فلتسألوا أحمد بن بلّة، أين أموال صندوق التضامن وأين هي كل حليّ أمهاتنا وجداتنا اللواتي أفرغن اساورهن وكل ما يملكن في حِجر بن بلّة، بعد الاستقلال، بن بلّة أو دعني أسمّيه ''مزياني'' وهو اسمه الحقيقي الذي يبيّن أصوله المغربية، خان ثقتنا جميعا...
* وعلاقتك بالشهيد العربي بن مهيدي؟
كان العربي بن مهيدي مسؤولي المباشر، لكنني لم أكن أتلقّ منه أي أوامر، ولم أنفّذ عمليّة واحدة تحت إمرته، كل العمليات الفدائية التي شهدتها العاصمة وقتها، كانت من تخطيطي ومن تنفيذ رجال ونساء أحرار، وهبوا روحهم دون أن يطلبوا ثمنا لذلك ، العربي بن مهيدي كان يثق بقراراتي تمام الثقة ولم يتدخّل في قراراتي أبدا، حتى أنه تفاجأ كغيره بالعمليّات التي كان صداها يدوّي العاصمة والولايات الأخرى، خصوصا عمليّة ''قنابل الجميلات'' في 1957، والتي نفّذتها كل من زهرة ظريف وجميلة بوحيرد وسامية لخضاري، حتى أن القيادة المركزية اتّصلت بي لتستفسر عن مصدر العمليات تخوفا منها من أن يكون الحزب الاشتراكي هو عقل العملية.
*العربي بن مهيدي كان قائدا من طراز فريد، ماذا بقي عالقا في ذاكرتك له أو منه؟
اذكر انه قال لي قبل القبض عليه بأيام ''أطلب من الله ألا أحيا بعد الاستقلال لكي لا أشهد الصراع الذي سيقع على السلطة''، بن مهيدي تنبّأ بأزمة الولايات عندما قامت سلطات الاحتلال بتوقيف بن مهيدي كنت كالمجنون، وفكرت حينها في اختطاف زوجة الجنرال ماسو، لكن للأسف لم يكن لدي رجالا وعدة كافية، خاصة أن العاصمة في تلك الفترة كانت تحت وطأة أكثر من 80 ألف جندي تم استقدامهم من الجبال المجاورة للمنطقة.

*كيف انفجر صراع الولايات؟
انفجر ''صراع الولايات'' في الاجتماع الذي عقده المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس، والذي دام من 27 ماي إلى 4 جوان 1962 ،وفي 28 جوان 1962 عقدت الحكومة المؤقتة اجتماعا في تونس، حيث اتخذت قرار على جانب كبير من الخطورة،وكان يقضي بحل هيئة الأركان وعزل قائدها بومدين ومساعديه منجلي وسليمان ولكن فشل امتحان القوة هذا، فقد اصطف ''جيش الحدود'' وراء قائده بومدين، وأعلن ضباطه أنهم لن يأتمروا بأوامر الحكومة المؤقتة وسيواصلون العمل تحت أوامر قائد هيئة الأركان. وتشكلت مجموعتان متنازعتان، مجموعة تيزي وزو، بقيادة كريم بلقاسم ومحمد بوضياف، متحالفة مع الحكومة المؤقتة، وانضمت إليها الولاية الثالثة والرابعة والثانية إلى جانب فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني،الثانية سميت بمجموعة تلمسان، وعلى رأسها أحمد بن بلة وهيئة الأركـان والولايات الأولـى والخـامسة والسادسة، وقـد تمكنت من دعم صفوفها بتحالفات ظرفية مع عباس فرحات وأحمد فرنسيس، وأنا إذ سهّلت لهم مهمة الدخول إلى العاصمة بعد أن أعلن عن الاستقلال في 3 جويلية 1962، دخلت الحكومة المؤقتة واستقرت في الجزائر العاصمة، ووفرت بحكم كوني قائد المنطقة المستقلة بالعاصمة؛ لكل من بن بلة، بومدين، بوتفليقة وبن شريف، الأمان والمأوى في القصبة•• شكل أحمد بن بلة مكتبا سياسيا للجبهة في 22 جويلية، وزحـف ''جيش الحدود'' عـلى العاصمة واحتـلها فـي 4 جويلية 1962.
* لماذا لم يعدمك الفرنسيون كما اعدموا العربي بن مهيدي"؟
لقد سخر الله لنا الفرنسية جيرمان التي تستحق ان يطلق اسمها على أهم شوارع الجزائر ،جيرمان توفّيت قبل أشهر في مستشفى فرنسي بحضوري، ولم تحظ من قبل بأي تكريم جزائري، ساهمت في إنقاذ 350 جزائري من الإعدام، بما فيهم أنا، لقد كانت ناشطة حقوقية، ضد الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، زارت الجزائر في نهاية الخمسينيات، فنصحتني المجاهدة زهرة ظريف، بمقابلتها وعرض ملف التعذيب في السجون الفرنسية الذي كنت قد جمعته ورتّبته سابقا، فلم أمانع الفكرة، اتّصلنا بها وأجّرنا لها شقّة بقلب العاصمة ثم ألبسنا لها ''الحايك''،-وهو زي تقليدي جزائري لا يظهر من المرأة سوى العينان -وأدخلناها القصبة حيث التقيتها وتجادلنا طويلا، قبل أن أقنعها بأننا قادرون على مسك زمام التفجيرات وإدارتها بالعاصمة، وأننا سنكفّ عن قتل الأبرياء إذا كفّ الفرنسيون عن تعذيب المحكوم عليهم بالإعدام في السجون الفرنسية، جيرمان وعدتنا بإبلاغ المسؤولين في باريس، وبالتحديد ''شارل ديغول'' الذي كانت على صلة بابنة أخيه،وعدها ديغول بالتجاوب مع مطالبنا إذا أصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية وبالفعل، عندما تقلّد الحكم، أراد أن يستعرض شعبيته، فأمر بإسقاط عقوبة الإعدام عن 350 جزائريا وكنت - بالصدفة – منهم وبعدها حوّلت إلى سجن الحرّاش، حيث كنت أدير - عبر واسطة في السجن - كلّ العمليات الفدائية في العاصمة، وأنا مستلقي على ظهري بعد الاستقلال ظللت على علاقة طيبة بـ'' جيرمان نيريون'' إلى آخر لحظات حياتها، وحضرت جنازتها جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.


كتاب سعدي ياسف عن معركة الجزائر الذي الفه مع جين مارتن
كتاب سعدي ياسف عن معركة الجزائر الذي الفه مع جين مارتن
سيرة ذاتية
* ياسف سعدي من مواليد 20 جانفي1920 بالقصبة (الجزائر العاصمة)، تلقّى تعليمه الأول بالقصبة حتى سن الرابعة عشر حين احتل الجيش الأمريكي والإنجليزي في 08 نوفمبر 1942 المدرسة واتخذوها مقرا لهم.
*لجأ إلى الحياة العملية بمخبزة العائلة ، بدأ نشاطه السياسي مبكرا إذ شارك في المظاهرات التي نظمها حزب الشعب الجزائري في 01 ماي 1945 ثم مظاهرات الثامن ماي 1945 ، كما قاد الحملة الانتخابية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في المدية والعاصمة.
*بعد هجرة دامت سنتين إلى فرنسا عاد إلى أرض الوطن ليبدأ اتصالاته مع أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل ويتكفل بربط الاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة.
*سنة 1955 أرسل إلى سويسرا للاتصال بممثلي بن بلة هناك و ألقي عليه القبض لكن أطلق سراحه 04 أشهر بعد ذلك.
*بعد عودته واصل نشاطه في سرية إلى غاية 1956 تاريخ بداية معركة الجزائر أين عين قائدا للمنطقة المستقلة للعاصمة ، وساهم رفقة حسيبة بن بوعلي و علي لابوانت وغيرهم من الفدائيين في تكثيف العمل الفدائي للعاصمة ، وكان يتخذ من القصبة ملجأ له و لباقي الفدائيين . واصل نضاله إلى غاية اعتقاله من طرف فرقة المظليين بتاريخ 23 سبتمبر 1957 ، وتعرض للتعذيب وحكم عليه بالإعدام .
*أفرج عنه بعد وقف إطلاق النار.




انشراح سعدي
الاحد 1 نونبر 2009