نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


سقوط مأذنة مكناس يتحول الى حملة محاسبة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب




الرباط - أبوسعيد شكري - في أول ظهور له على شاشة التلفزيون، وجد الدكتور احمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، نفسه في و ضع جد حرج ، و هو يرد على أسئلة الصحافيين، محاولا الدفاع عن وزارته ماأمكن، وذلك من خلال تقديم حدث انهيار مئذنة مسجد البرادعيين كأنه "قضاء وقدر"، وليس ناتجا عن التقصير والإهمال.


احمد التوفيق وزير الاوفاف والشؤن الاسلامية في المغرب
احمد التوفيق وزير الاوفاف والشؤن الاسلامية في المغرب
وقال التوفيق في بداية حديثه لبرنامج " حوار" على القناة التلفزيونية الأولى، إن الحادث وقع بشكل مفاجيء ومباغت،" وكان قضاء مقدرا،" حسب تعبيره، ووقف داعيا جميع الحاضرين في "البلاتو" إلى قراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء تلك الفاجعة الأليمة، التي بلغ عدد الموتى فيها 41 شخصا، فيما قدر عدد الجرحى بحوالي 70 جريحا.

ورغم أن التوفيق كاتب في الأصل، وتسعفه العبارة التي تكون غالبا طوع لسانه، فإنه بدا عاجزا عن الإقناع، وهو يقرأ من أوراق صغيرة أعدها من قبل، لاسيما حينما حاصره الصحافيون بسلسلة من الأسئلة، وكأنها سكاكين ذات نصل حاد، متهمين " أغنى وزارة" في المغرب بعدم قيامها بدورها، كما يجب، في صيانة المساجد، وحماية أمن وسلامة المصلين المترددين عليها.

ونفى التوفيق أن يكون هناك أي ارتباك لدى الحكومة المغربية في التعامل مع الفاجعة، وعندما سئل عمن يتحمل المسؤولية فيما وقع، أجاب ،بأنه لاينبغي استباق نتائج التحقيق القضائي المفتوح حاليا، واصفا "الإجراءات الفورية"، التي تم اتخاذها بعد الفاجعة بأنها " كانت غاية في الصواب والسداد"، في إشارة إلى التدابير العملية التي أمر بها العاهل المغربي الملك محمد الساس، والتي انصبت على "تدبير الكارثة في عين المكان،" واستنفار كل الوسائل الممكنة لانتشال الجثث، ونقل وإسعاف الجرحى، وعلاجهم وتتبع تطور حالتهم الصحية، والتكفل بالجنائز، والإنعام على أسر الضحايا بهبة ملكية من ماله الخاص، إسهاما في مواساتهم على مصابهم.

وتحدث التوفيق عن وضعية المساجد في البلاد التي يبلغ عددها خمسين ألف، مشيرا إلى أن وزارته تتابع حالتها اعتمادا على معطيات حقيقية، واستدل على ذلك بكون 78 مسجدا مغلقا الآن "لتآكل بناياتها" وتقادمها.

وكانت الفرصة سانحة للصحافيين المشاركين في برنامج " حوار" لإثارة الوضعية السيئة التي توجد عليها المساجد، معتبرينها بأنها لا تتماشى والجهود المبذولة لتأهيل الحقل الديني، كما انتقدوا تصريح خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي بإسم الحكومة، الذي كان قد قال، إن الحادث تم بفعل كثرة تساقط الأمطار،" ولادخل للبشر فيه."

كما انتقدوا طريقة تسيير وتدبير أملاك وعقارات وزارة الأوقاف، " التي لاتستثمر بطريقة شفافة، وتتعرض للتخريب والضياع"، حسب تعبيرهم، وحاول الوزير أن يفند كل تلك الأقوال، متحدثا عن الوضعية المادية لوزارته، انطلاقا من الأرقام التي يتوفر عليها.

وقال التوفيق إن 30 في المائة من مداخيل الأوقاف يتم إنفاقها على أوراش البناء وترميم المساجد،ضمن خطة تروم الحفاظ عليها من التآكل، حرصا على بنيانها،حتى لاتكون عرضة للانهيار،مذكرا بما تقوم به مديرية المساجد التي تم إحداثها أخيرا بالوزارة خصيصا لهذا الغرض..

وعلى غير العادة، لوحظ أن الوزراء لم يكونوا حاضرين في " البلاتو" الذي كان ممتلئا عن أخره بعلماء الدين، والمرشدون والمرشدات الدينيات، وهو الأمر الذي كان محط تساؤل الملاحظين والمتتبعين عن سبب غياب أعضاء الحكومة.

وتزامن ظهور التوفيق في التلفزيون مع بدء أعمال الهدم التي طالت الدور القديمة في مدينة مكناس العتيقة، كما حل بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربية، الوصية على الأثار والأسوار، بنفس المدينة للوقوف في عين المكان على المواقع الأثرية المهددة بالاندثار، والنظر في كيفية معالجة وضعها، تفاديا لسقوطها، حتى لاتتكرر فاجعة مئذنة مكناس.



ابو سعيد شكري
الاربعاء 24 فبراير 2010