نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


سكان لوس آنجليس يستخدمون أحواض النباتات لطرد المشردين




لوس آنجليس - لا للزينة ولا لتجميل الطرق العام، تنتشر أحواض النباتات في شوارع لوس آنجليس. نحو 140 حوضا للنباتات متراصة على الأرصفة، يزن الواحد منها عشرات الكيلوجرامات بما تحويه من نبات وتربة. هذه الأحواض المتواضعة وليدة أفكار بيتر موزجو الذي استخدمها كوسيلة لإثناء مجموعات المشردين من نصب الخيام أمام محل عمله.


طلب موزجو الأحواض خصيصا من شركة في مدينة بيل جاردنز وطلاها باللون الأحمر المشابه لسيارات الإطفاء، قبل أن يتكبد 120 دولارا ثمن كل ياردة مكعبة من التربة، بالإضافة إلى 900 دولار لاستئجار مقطورة لنقل الأحواض إلى الحي الذي يقطنه في الجهة الجنوبية من وسط مدينة لوس آنجليس. وكحال كثير من سكان لوس آنجليس وأصحاب الشركات فيها، فإن موزجو البالغ من العمر 49 عاما يشعر بالإحباط جراء تزايد أزمة المشردين وأسلوب التعامل غير الحاسم من قبل مجلس المدينة في أغلب الأحيان في مواجهة هذه الظاهرة. وبينما تكافح المدينة لإخلاء مخيمات المشردين والسيطرة على المخلفات والفوضى التي تنجم عنهم أحيانا، يتولى موزجو وآخرون معالجة الأمور بأنفسهم عن طريق إقامة الحواجز على المساحات العامة لحماية منازلهم ومحال أعمالهم. وبهذا يشعر الأشخاص المشردون بأنهم ليسوا موضع ترحيب. وفي المقابل، تعاني مدينة لوس آنجليس لتحجيم الأعداد المتزايدة من الحواجز التي يقيمها السكان وأصحاب الشركات أمام المشردين. يبلغ حاليا إجمالي الأشخاص الذين يفتقرون إلى مسكن في لوس آنجليس نحو 59 ألف شخص. تزايد إجمالي السكان داخل مدينة لوس آنجليس 16 بالمائة هذا العام فقط ليبلغ 36 ألف نسمة، غالبيتهم يعيشون بلا مأوى في شوارع المدينة. وفي مناطق بجنوب لوس آنجليس، أقام أصحاب الشركات سياجات شبكية حول البنايات الخاصة بهم. ففي حي فينيس على سبيل المثال، انتشرت أحواض النباتات على الأرصفة. وفي الحي الكوري شاعت سياجات الحماية الشبكية البرتقالية، إلى حد ارتفاع أعداد المتابعين لأحد الحسابات المسجلة على تويتر والخاصة بتوثيق هذه الحواجز. كما لجأ سكان آخرون في لوس آنجليس إلى زراعة شجيرات الزهور والصبار ذات الأشواك في "المنطقة الخدمية"، التي يخصصها مجلس المدينة للمساحة الفاصلة بين الرصيف والشارع، والتي أحيانا ماتكون مرصوفة أو مكسوة بالعشب. ويقول تيد آلين، نائب الهيئة الهندسية للمدينة "إنه بوجه عام، يترك السكان الكثير من المخلفات المخالفة لحقوق استخدام الطرق العامة دون ترخيص". وقد مرر مجلس مدينة لوس آنجليس مؤخرا اقتراحا قدمه رئيس المجلس هيرب ويسون يدعو فيه العديد من وكالات المدينة" للعمل سويا على التحري وإزالة الحواجز غير القانونية في أرجاء المدينة، والتي تقيد المرور الحر المدرج ضمن حق الطريق العام ثم إبلاغ المجلس بهذه الجهود". وفيما يتعلق بموزجو وزوجته ماريا، فقد بدأت فكرة الأحواض منذ عامين، بعدما أسسا الائتلاف الثقافي المجري، وهو مقر ثقافي كانا يخططان لأن يوفر للوافدين أمثالهما مكانا لتلقي الدورات والاستمتاع بالموسيقى المجرية والعروض الفردية الكوميدية وأمور أخرى، كما تدير زوجة موزجو مكتبا قانونيا من المقر نفسه. ومن أجل سداد الإيجار، كان يخطط الزوجان لاستضافة حفلات الزفاف وجلسات التصوير، إلا أن المشردين سرعان ما انتشروا في المربع السكني. حيث إن في الجوار يقع مركز سانت فرانسيس الذي يقدم وجبات وخدمات استحمام مجانية عدة مرات أسبوعيا. يقول موزجو "إننا فقدنا الكثير من حفلات الزفاف بعد العزوف عن حجز المكان". حتى بعدما خفض الزوجان تكلفة إيجار المقر، استمرا في تلقي رسائل نصية على غرار: " نعتذر، لقد أعجبنا بالمكان، لكن الشارع غير مقبول". وحتى الآن، أثبتت الحواجز فعاليتها، فشارع ساوث هوب أصبح أكثر نظافة، حسبما يقول الكثيرون. ويقول ديفيد كانوب، الذي كان أحد المشردين في الحي لسبعة أشهر" إنه يمكنه تفهم وجهة نظرهم في الاستغناء عن أي مساحة صالحة للتخييم، لكن ما يغلب على المسألة هو الشعور العارم بأنه يتم دفعنا بعيدا". وفي إحدى المناطق الصناعية شرق جامعة ساوثيرن كاليفورنيا، أقام أًصحاب الشركات سياجا شبكيا بارتفاع أربعة أقدام في منتصف الرصيف المحيط ببناياتهم، كرد فعل يائس على حد تعبيرهم. ويقول أصحاب الشركات إنهم ظلوا لشهور يتصلون بالخط الساخن للمدينة 311 ، طالبين الخلاص من المخيمات المقامة على طول شارعي برودواي وهيل. وقدموا شكاوى حيال قذارة الشكل العام وإشعال المشردين للنيران وتعاطيهم المخدرات وممارستهم الدعارة. يقول دانييل تيننينبلات الذي يمتلك مصنعا لصناعة النسيج في المنطقة " إن الحل الوحيد الذي ساعد قليلا في هذه المسألة هو إقامة هذه السياجات قبالة بناياتنا. بحيث إذا ما أشعل أحدهم نارا، تشتعل على جهة الرصيف لا أسفل البنايات مباشرة". لكن بالنسبة لتيننينبلات وآخرين، فإن هذه السياجات جلبت لهم مخالفات من مكتب خدمات الطرق قد تؤدي إلى غرامات بقيمة 750 دولارا. ويذكر أصحاب الشركات أنه على الرغم من أن إقامة السياجات والأحواض غير قانوني على الأرصفة، إلا أن المدينة نادرا ما تزيلهم. وتقول إلينا ستيرن المتحدثة باسم مكتب خدمات الطرق، أن المكتب التابع لمجلس المدينة يكتفي بتسجيل المخالفات بحق الحواجز بعد رفع شكاوى ضدها. وتضيف أن " المدينة ستواصل رصد السياج والأحواض غير القانونية التي تقيد حقوق الطريق العام". وفي اعتراف واضح بالصعوبات التي تواجه المدينة، شكل مجلس الأشغال العامة مجموعة عمل لدراسة كيفية تطوير عملية إصدار التراخيص بالمدينة للتعامل بشكل أفضل مع تلك المشكلات. وهناك بالفعل ترخيص نوعي قائم لدى مجلس المدينة لإتاحة بعض التجاوزات ضمن حق الطريق العام لكن يتم منحه غالبا لحالات تشابه إقامة امتداد جلسة خارجية لمطعم. أما زراعة شجيرات الزهور والصبار المدبب فهو غير متاح حسبما يقول آلين - مضيفا أن هناك قائمة بشأن النباتات المتاح زراعتها في تلك المساحات بلوس آنجليس. ويؤكد آلين قائلا " هناك رغبة في الموازنة بين إتاحة التحسينات الجميلة على حق الطريق العام وضمان عدم إساءة استخدامها. وأعتقد أننا لسنا مُلمين بعد بكيفية تحقيق هذه المعادلة، لكن هذا هو الهدف".

د ب ا
السبت 14 ديسمبر 2019