نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


سليمان وبري سحبا ممثليهما من مهرجان القوات لتهجم المتحدثين على سوريا




بيروت - حسن عبّاس - اطلق رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع سلسلة من المواقف خلال مهرجان اقيم في "البيال" في الذكرى السادسة عشرة لحل حزب القوات اللبنانية في 23 اذار 1993 تحت شعار "التاريخ لا يهمل والغد لا ينتظر". واعتبر جعجع ان "اكبر خدمة نقدّمها لأعداء لبنان، وفي مقدمهم اسرائيل، هي تغييب الدولة". وقد شهد الاحتفال سحب ممثلي كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وقيادة الجيش بسبب مواقف بعض المتحدثين التي اعتبرت تهجماً على سياسات دولة شقيقة.


ستريدا جعجع ...حديث عن المعاناة خلال سجن الزوج
ستريدا جعجع ...حديث عن المعاناة خلال سجن الزوج
شهد الاحتفال بذكرى حلّ القوات اللبنانية سحب كلّ من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ممثله وزير العدل ابراهيم نجار من المهرجان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثله النائب روبير فاضل. كما سحبت قيادة الجيش اللبناني تمثيلها بسبب اطلاق مواقف هاجمت السياسة السورية في لبنان.
وقد القى رئيس الهيئة التنفيذسة في القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة اختتام الحفل، دافع فيها عن حيادية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، معتبراً أنه "إذا كانت أدلة وقرائن ووقائع المحكمة، غير مقنعة أو مسيسة أو مزورة، فسيتبين ذلك فوراً، لأن أعمال المحكمة ليست سرية، وسيكون كل الناس، ونحن في طليعتهم ، كلنا أعين وآذان، لتفحص أدق تفاصيل الإدعاء".
واعتبر جعجع أنه "منذ اللحظة الأولى لثورة الأرز، والمحاولات حثيثة، للعودة بالوضع الى ما كان عليه قبلها. لكن الهجمة اليوم، أكبر من اي وقت مضى، لذلك نحن لها بالمرصاد، وبكل ما أوتينا من جرأة وعزم وايمان".

كما تطرق الى قضية استقرار الدولة اللبنانية مشيراً الى "ان الدولة والحرية في لبنان في خطر، ولا يمكن درء هذا الخطر، إلا بالمؤسسات الدستورية، وسيادة القانون". وشدد على انه "لا عودة للعبودية، لا عودة للنظام الامني، لا عودة لشبه الدولة، لا عودة لاستباحة لبنان، ان التاريخ لم يعد يوماً الى الوراء، ولن يعود".
جعجع حذر من خطر يتهدد لبنان وقراره والحريات فيه، وهو خطر أن يُقدّم لبنان "ذبيحة على مذبح ازمات المنطقة المعقدة"، كاشفاً ان "هذا ما استدعى انعقاد المؤتمر الأخير لحركة 14 آذار، تحت عنوان "حماية لبنان"..
واكد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية على أنه "لا حماية للبنان، ولا استراتيجية دفاعية، من دون دولة. ولا دولة من دون وجود القرار كل القرار، فيها ولها"، ليستنتج أن "اكبر خدمة نقدّمها لأعداء لبنان، وفي مقدمهم اسرائيل، هي تغييب الدولة. والدولة، بالفعل اليوم، مغيبة عن كثير، مما يجري حالياً على اراضيها، في المجالات العسكرية والأمنية".
وحذر جعجع من تقديم خدمة لأعداء لبنان، وفي مقدمهم اسرائيل، من خلال "شرذمة الصف الداخلي اللبناني"، مؤكداً أنه "ليس من عامل، اشد فعلا، في شرذمة الصف الداخلي، اكثر من نكران حق الآخرين، في المناقشة وإبداء الرأي، واتخاذ الموقف، إن كان الموضوع، موضوع سلاح حزب الله، ام جنس الملائكة، ام سواه،. والبعض يقوم كل يوم، بنكران حق الآخرين، بإبداء الرأي، من خلال تخوينهم، كلما ابدوا رأياً لا يعجبه، والتهجم الشخصي عليهم، وافتعال المشكلات لهم".
وتطرق جعجع الى مسألة الاستراتيجية الدفاعية التي يبحث مؤتمر الحوار اللبناني عن اتفاق حولها، معتبراً أن "المرتكزات الأولية الجوهرية المطلوبة، لنجاح اي استراتيجية دفاعية هي وحدة القرار في الدولة ووحدة الشعب".
ورأى "ان الأمر الواقع، العسكري والأمني الحالي في لبنان، موروث من ايام الوصاية، وليس نتيجة مناقشات، هادئة، رصينة، جديّة، بين اللبنانيين. لذلك فهو لا يشكل استراتيجية دفاعية، بالمعنى الفعلي للكلمة، عدا عن أنه ليس موضع إجماع".
وخلص الى "ان حماية لبنان، لا تقوم،على مصادرة فريق من اللبنانيين، لقرار الدفاع عن لبنان، واستبعاد الدولة اللبنانية، وكل الآخرين عنه". واشار الى أن "شعارنا كقوات لبنانية وكقوى 14 آذار هو "لبنان اولاً"، والكل يعرف مدى ايماننا وتعلقنا بهذا الشعار. لكن "لبنان اولاً"، لا يعني، بأي حال من الأحوال، لا تقوقعاً، ولا انعزالاً، خصوصاً عن عالمنا العربي الأوسع".
كما تطرق جعجع الى القضية الفلسطينية معتبراً أنه "ليس مقبولا في القرن الحادي والعشرين، ان يعيش شعبٌ بأكمله مشتتاً، بعيداً عن أرضه، ومن دون دولة"، مشيراً الى أن "بقاء القضية الفلسطينية من دون حل، يفتح الباب على مصراعيه، للتطرف في كل الإتجاهات، كما يفتح المجال واسعاً، امام الأنظمة اللاديمقراطية في المنطقة، للحد اكثر فأكثر من الحريات، تحت حجة، ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

وختم جعجع كلمته بدعوة المسيحيين الى "أن لا يخافوا او يقلقوا على المستقبل، على رغم كل التحديات". كما دعاهم "الى التمسك بالأرض والوطن، والتصرف بكل جدية وارادة، والانكباب على العمل المنتج، فهذه هي الضمانة، وهذا هو المستقبل"، والى "الانخراط الفعلي في الدولة، ادارة ومؤسسات، لتصحيح الخلل، الذي أوجده عهد الوصاية، ولتعزيز مسيرة الدولة واستمراريتها".
من جهتها استذكرت النائبة ستريدا جعجع في كلمة القتها مرحلة السجن التي قضاها زوجها سمير جعجع، معتبرة أن "تلك الحقبة السوداء وقفت على نضال رجل في زنزانة، في موازاة نضال مجموعة كبيرة خارج الزنزانة وعلى مدى الساحة اللبنانية التي كانت عمليا ً أشبه بسجن كبير".
وتحدثت عن تجربتها كامرأة، فقالت: "تعرضت في تلك الحقبة الى الكثير من المضايقات والاهانات، لا سيما عندما كنت أتوجه الى سجن وزارة الدفاع لزيارة زوجي، كما أن التضييق لم يتوقف طوال تلك الفترة علي ّ في منزلي وحوله، كما في كل تنقلاتي".
واعتبرت "أن ما زاد من قساوة المرحلة أن بعض الناس، بل وأهم الناس في حينه، اعتبر أن القوات اللبنانية قد انتهت، وأن سمير جعجع أصبح خارج السياسة وخارج التاريخ. في تلك الحقبة، كان التحدي الاكبر والاولوية أن تبقى قضية القوات وقضية سمير جعجع حية، على الرغم من بعده القسري عن الناس، وعلى رغم الضغوطات الكبيرة والتنكيل والقمع سياسياً وأمنياً وقضائياً".
ووجهت السيدة جعجع، في ختام كلمتها تحية "الى الكنيسة في لبنان وعلى رأسها غبطة أبينا البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الذي أدرك منذ البدايات الظلم اللاحق بالقوات وبسمير جعجع ، والطابع السياسي لحملة الملاحقة والحظر ومحاولة الالغاء ، ولم يتأخر مرة عن احتضان قضيتنا ومعاناتنا". وخلصت الى ان العبرة من التجربة التي عاشتها هي "أنه لا يمكن بناء الاوطان بالحقد أو بالقمع. ومن المهم بل من الضروري أن نعرف كيف نستفيد من التجربة في الايام الآتية، فلا نكرر أخطاء الاخرين وخطاياهم".
والقى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني كلمة قال فيها: "اليوم طوينا صفحة لكن الثمن كان غالياً جداً بدءاً من استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وصولاً الى تضحيات الشهداء الاحياء مي شدياق ومروان حمادة والياس المر". وأكد انه "وقف في هذا الاحتفال ليشهد 11 عاماً سجن، هي وسام يعلن على صدر سمير جعجع".
وتحدث رئيس جمعية حقوق الانسان والحق الانساني الدكتور وائل خير عن واقعة سجن سمير جعجع، معتبراً انه "وجدنا في معاملات السلطات لهم انتهاكاً جلياً لاحكام المادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، اذ اتسمت معاملته بالاانسانية والوحشية والقاسية، ثم كانت المحكمة حيث طغى على محاكمة الدكتور جعجع عدد من الانتهاكات".
أما الاعلامي ميشال حجي جورجيو، فقد أشار الى أن "الحملة على القوات اللبنانية وعلى رئيسها سمير جعجع جاءت في سياق حملة منهجية هدفها اخضاع لبنان في وقتها الى الاحتلال السوري وضرب الوحدة الاسلامية المسيحية والانقلاب على اتفاق الطائف، لأن هذه الوحدة كانت ولا تزال لليوم صمام امان السيادة والاستقلال. دخل الى السجن لانه كان مع الطائف ولو أيد الشروط السورية لبقي في الخارج. الحملة استفردت كل طائفة لتفكيك النسيج اللبناني ومن بعدها دخلت بكل طائفة لتستفرد المواطنين لتركيع جميع المناهضين للنظام الأمني وللهيمنة السورية وكانت ذروة هذه الهجمة السورية الحدث الزلزال الذي شكله اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
من جهتها، اعتبرت الاعلامية مي الشدياق "ان سوريا لم تغادر سياستها القديمة في التعالي والإستكبار"، وتوجهت اليها بالقول: "35 ألف جندي سوري على دمائنا خرجوا ولن يعودوا ولو كان الثمن الموت والتضحية".
كذلك، القى عضو كتلة لبنان أولا النائب أحمد فتفت كلمة تساءل فيها: "هل كان يمكن أن نخرج من الحرب الأهلية لولا الطائف والوحدة الإسلامية-المسيحية والإقرار بنهائية البلد والمناصفة والانتماء العربي؟".
وكشف فتفت أن السفير الأميركي الأسبق دايفد ساترفيلد "قال لنا في 27 شباط 2005 بعد 13 يوماً من اغتيال الحريري: أنتم لستم على "الأجندة" اذهبوا وتفاهموا مع الحكومة القائمة"، مؤكدا أن "أحداً لم يسمع هذا الكلام". وأضاف إن "14 آذار حاجة وطنية وعربية وانسانية"، لافتاً الى أن الشعب اللبناني هو الذي أوجد 14 آذار.

حسن عباس
الاحد 28 مارس 2010