• تعنت النظام وغياب بوادر لحدوث تغيير بالرغم من الضغوط الشعبية والمطالب الإقليمية.
  • عنف النظام وسعيه لدفع معارضيه لحمل السلاح رغبة منه في تحويل الثورة الشعبية إلى حرب تبرر عنفه.
  • رغبة العديد من التنظيمات الإسلامية في تحويل الانتفاضة الشعبية إلى مواجهة مسلحة مع النظام، وتأطير الحراك دينيًا، وتسهيل عمليات الحشد والتجنيد.
  • تزايد الأثمان المدفوعة من أموال وأنفس واعتقالات، وصعوبة توقف الحراك الثوري، أو العودة للخلف نتيجة تراكم الأحقاد والخوف من انتقام النظام.
  • عفوية الحراك وغياب التنظيم والتخطيط ومركزية القرار.
  • المناخ الثوري العام الذي انتشر من مغرب الوطن العربي إلى شرقه، والنجاح الظاهري السريع لبعض ثورات الربيع العربي، وتدخل “الناتو” بشكل حاسم في ليبيا.  
      عوامل الشرذمة
عرّف البحث الشرذمة العسكرية بأنها تعدد الفصائل المحسوبة على المعارضة، وتنوع مشاريعها الأيديولوجية، ومصادر تمويلها وتكتيكاتها القتالية وأهدافها المرحلية، وعجز تلك الفصائل عن تنسيق جهودها العسكرية، والعمل المنظم، وتوحيد أو ربط جبهات القتال، وعمليًا لم ينشأ جيش سوري معارض أو تنظيم عسكري موحد في مواجهة الجيش السوري.
 
وجاء في البحث عدة عوامل كانت سببًا للشرذمة العسكرية، وتشمل عوامل ذاتية، كضعف التنسيق والتواصل، والتناقضات الداخلية واختلاف أهداف وأساليب وخلفيات الفصائل، وقلة الخبرة العسكرية والتنظيمية، والتنافس على الموارد والصدارة بين الفصائل.
وأشار إلى عوامل موضوعية منها المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي المغلق الذي أفرزته عقود من “قتل السياسة”، ومصادرة الحريات العامة في التنظيم والتعبير، والغياب المزمن لحياة حزبية وتنظيمات مدنية فعالة، ما أدى إلى استمرار حالة من الشك والعجز عن الشروع بمشاريع منظمة وأعمال جماعية فعالة، امتدت وألقت بظلالها أيضًا على مجال العمل العسكري المعارض، ودخول مقاتلين أجانب وجماعات مسلحة عابرة للحدود على خط الصراع المحلي.
وتزايد لاحقًا الطابع الأيديولوجي الإسلامي للحراك العسكري، وظهرت تنظيمات مسلحة متطرفة تتشارك مع النظام بإفراطها بتوظيف العنف، إضافة إلى تزايد اعتماد الفصائل على الدعم الخارجي، وتنوع مصادر الدعم، وتنوع أجندات الداعمين وأساليبهم، وتعارض رؤاهم ومساعيهم، وفق البحث.

خلاصة

خلص البحث إلى أن للشرذمة أسبابًا مرتبطة بالفصائل نفسها، وبالسياق السوري المتميز، وبتدخلات الأطراف الإقليمية والدولية التي سعت علانية لدعم المعارضة، لكنها في الواقع عززت شرذمة الفصائل.
واتضح تدريجيًا تماسك النواة الصلبة للنظام، واستعداده للمضي في العنف واستخدام ما لديه من أسلحة حتى الكيماوية منها.
وكذلك، اتسمت تدخلات الدول الداعمة للمعارضة بغياب استراتيجية محددة وموحدة لدعم الحراك المسلح وزيادة فاعليته، وكانت الأولوية لتمتين التحكم بالفصائل عبر حلق تنافس بينها، ودعم قادة فصائل ومنافسيهم في وقت واحد، واتباع تكتيكات أخرى تستهدف موازنة قوة قادة الفصائل وزيادة اعتماديتهم على الداعم. 
إثر ذلك، كانت النتيجة تضخيم أثر العوامل الذاتية للشرذمة، وتوسيع المسافة الفاصلة بين الفصائل وزيادة التنافس بين القادة، وهو ما انعكس في الواقع فشلًا في محاولات بناء الثقة، ومشاريع العمل المشترك، وترتيب صفوف المعارضة المسلحة.
------------
البحث من اعداد
عزام القصير، والباحثة المساعدة نجاح عبد الحليم