نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


سوق المباركية تراث عريق يلبي الرغبات وخلطات سحرية يعشقها الكويتيون




الكويت - أحمد المصري - أم فهد سيدة كويتية أصيلة اعتادت منذ سنين طويلة الذهاب إلى منطقة القبلة في الكويت العاصمة، حيث أقدم سوق في الكويت، وهو الشهير بالمباركية ، فيه كانت تتسوق هي وزوجها وتعود إلى أبنائها الصغار بالفاكهة والخضار واللحوم والأسماك وكل ما تحتاجه من متطلبات .


سوق المباركية تراث عريق يلبي الرغبات وخلطات سحرية يعشقها الكويتيون
ولم تنس أم فهد أبداً أن تقول لزوجها "وديني الحين أظبط نفسي عند العم أبو كندر العطار الإيراني" ، ذلك العطار صاحب الخلطات السحرية لتشتري خلطة حنة الشعر وأخرى لتلميع البشرة، كما أنه يبيع خلطات يعشقها الكويتيون تداوي آلام الظهر وتنفع للرقبة وتعالج المعدة وتريح تقلصات البطن، ناهيك عن خلطة آلام الأسنان العجيبة.
 
 تصمت أم فهد دقائق وتعود لتلتفت يميناً ويساراً في سوق المباركية بعدما تجاوزت التاسعة والثمانين من عمرها وهي تتكئ على حفيدها وتقول له "وديني عند العم أبوكندر الإيراني لأظبط نفسي" فيقول الحفيد: من هذا الإيراني يا جدتي؟ فترد عليه: "عطار يبيع  خلطة حنة الشعر وتفتيح البشرة، فيقول لها الحفيد "يا جدتي وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر!" . 
 
 لم تكن أم فهد الوحيدة المولعة بسوق المباركية الذي يلبي احتياجاتها، فهي والكثير من الكويتيين القدامى يضعون سوق المباركية في مكانة خاصة لديهم، فهو من معالم الكويت التراثية التي تعبر عن ماضيهم، وهو من الأسواق القديمة التي كان يزورها أجدادهم ويقع السوق في العاصمة بمنطقة القبلة، وعندما تزور المباركية تشعر بأنك عدت إلى الزمن الجميل حيث البساطة في تصاميم المحلات التجارية وعرض البضائع.
 
ويضم سوق المباركية كل ما يحتاجه الكويتيون من اللحوم والأسماك والمواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور والعسل ومحلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية، إضافة إلى مجموعة من محلات الإكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات. 
 
 ويقول الخبير الأثري طلال الساعي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ ) إن سوق المباركية  سمي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الراحل مبارك الصباح وهو الحاكم السابع لدولة الكويت. ويحتل السوق مكانة كبيرة لدينا ككويتيين حيث يعتبر تراثاً ومعلماً له خصوصيته؛ ففيه كل ما تحتاجه الأسرة من طعام وملبس وأوانٍ بالإضافة الى محلات العطور والمحلات التراثية التي تبيع الملابس التراثية القديمة. 
 
وأضاف الساعي أن "السوق صمم بشكل معماري رائع حيث إن أسقفه الخشبية عالية جداً بحيث لا يشعر المتسوق بحرارة الشمس خصوصاً في فصل الصيف، بالإضافة إلى الشكل الجمالي الذي تتسم به جدران السوق".
 
وأكد أن سوق المباركية له شعبية خاصة ويزوره عدد كبير من الناس على الرغم من ظهور الأسواق والمولات الحديثة وذلك لأن السوق يعتبر مكاناً سياحياً حيث إنه يلبي رغبات الأسرة بالكامل، فالأطفال يلعبون في الملاهي الموجودة بالمباركية بينما باقي الأسرة تتسوق، وفي نهاية اليوم يتناولون العشاء في أحد مطاعم السوق وهناك مطاعم كويتية ومصرية وإيرانية وتركية وأغلب الأكلات الشهيرة .  
 
 ويقول أبو ضاري: "أفضل أن أصطحب أسرتي نهاية كل أسبوع لزيارة المباركية لتناول العشاء في أحد المطاعم الإيرانية" ، مضيفاً أنها فرصة لكي يلعب الأطفال بعد أسبوع من الدراسة والالتزام بالمذاكرة. 
 
أما حمد الهاجري فيقول "أتمتع وأنا أجلس في المقاهي الشعبية بالسوق وأنظر إلى المناظر الرائعة والفن الجميل الذي صمم به هذا السوق حيث ارتفاع الأسقف الخشبية بهذه الطريقة التي تجعل الهواء لا ينقطع من السوق وأحياناً يكون الجو رطباً أكثر من المولات المكيفة.
 
 ويؤكد فلاح العلي الذي يزور المباركية أسبوعياً هو وأبناؤه أن السوق يحاكي فترة تاريخية مهمة عاشها الأجداد، لذلك يحرص على أن يتعرف الأبناء على ماضي الكويت. 
 
 ويقول العم خليل صاحب أحد محال التمور في المباركية إن الكويتيين تعلقوا بالسوق بشكل روحاني فهو تراث قديم جداً اعتادوا  الذهاب إليه منذ زمن بعيد ولي زبائن منذ أكثر من أربعين عاما
 
 
ويقول حمد العازمي  إنه يداوم على زيارة المباركية باستمرار لوجود العديد من المطاعم تقدم أكلات من مختلف البلدان، بالإضافة إلى محال الملابس التي يفضل الأبناء التسوق فيها .
 ويشتهر سوق المباركية بمحلات البشوت (العباءات) حيث به أفخر أنواع البشوت ذات الخامات الجيدة.
 
وقال محمد حسن أحد مديري المطاعم في المباركية إن شارع المطاعم في المباركية من الشوارع الحية التي تزدحم بالزوار الكويتيين والوافدين ، مضيفاً أن السبب في هذا الزحام هو تنوع ما تقدمه المطاعم من أكلات شهيرة لدول متعددة.
 
 ومع اقتراب شهر رمضان يفضل الكويتيون الاستمتاع بليالي رمضان في السوق، ويحرص الشبان على الجلوس في المقاهي الكويتية الشعبية ويسهرون  حتى صلاة الفجر ، بينما تتجول  العائلات في السوق لشراء الملابس التراثية من مختلف بلدان العالم خاصة الباكستانية والهندية والإيرانية وغيرها .
 
ويجذب سوق المباركية الأسر الكبيرة في الكويت ويفضلون  الالتقاء وتبادل الحوارات العائلية في السوق الذي يعتبر معلماً تراثياً يحاكي فترة ما قبل اكتشاف النفط حيث الحياة البسيطة التي يعشقها الكويتيون.

أحمد المصري
الاحد 7 يوليوز 2013