نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


شاب يصور المتشردين في الجزائروالذين لا يأبه لهم أحد




منذ عامين بدأ مهندس جزائري شاب يصور الأشخاص الذين يعيشون في الشارع بالجزائر، وخاصة في العاصمة. ومن خلال صوره التي نشرها عبر فيسبوك يريد أن يلقي الضوء على هؤلاء الأشخاص الذين لا أحد يأبه لهم، وهو يستمع في الوقت نفسه لحكاياتهم.


إسلام الحواتي مهندس عمره 25 سنة، وهو من مدينة البليدة على بعد نحو خمسين كم جنوب غرب الجزائر العاصمة، ويعمل بين هاتين المدينتين. هذا "الشاب الجزائري المدافع عن الفن"، كما يصف نفسه، بدأ الاهتمام بالتصوير عام 2013.

لقد التقط أول صور للمتشردين في بداية 2015 ونشرها عبر صفحته الفيسبوكية , "لاحظت أن هذا الشخص كان هندامه جيدا، ثم رأيت أنه يبحث في القمامة. فقررت تصويره" هذا ما يقوله إسلام الحواتي. الصورة التقطت في الجزائر العاصمة ونشرها على صفحته الفيسبوكية في 20 شباط/فبراير 2015.

ذات يوم اشتريت بيتزا لكنها لم تعجبني. فأعطيتها لزوجين التقيتهما في الشارع ومعهما أطفال وبدأنا بالحديث. فقصا علي حكايتهما، أخبراني بوضعهما، وفي النهاية قررت تصويرهما. كانا مترددين، فقررت ألا أصور سوى خياليهما دون أن أظهر وجهيهما.

وبعد هذا اللقاء، أردت أن أواصل تصوير المتشردين والاستماع لقصصهم لأنني إنساني وأهتم لأمر هؤلاء الأشخاص. ومن ناحية أخرى هذا مشروع يبدو لي وجيها لأننا لا نهتم أبدا لأمرهم، في الوقت الذي هم أناس مثل غيرهم، وأحيانا يكونون مثقفين. أنا شخصيا لم أكن أهتم لأمرهم قبل عام 2015...

أصور كلما كان عندي وقت فراغ، بشكل أساسي في الجزائر العاصمة لأنني أتردد كثيرا على المدينة، وأحيانا أصور المتشردين دون أن ينتبهوا، وأتحدث إليهم بعد ذلك، لكنني لا أحدثهم بالضرورة أو أتحدث معهم أولا لكي أعرف حكايتهم ثم أصورهم.

المتشردون من كل المشارب: هناك المسنون والأزواج والأمهات مع أطفالهن....بعضهم له حكايات غريبة. وهؤلاء يعنيني أمرهم أكثر. مثلا، أخبرني صديق عن رجل درس الفنون الجميلة في باريس وأصبح يبيع لوحات في الشارع. وقابلت أيضا كاتبا متشردا، وهو مسن درس في الولايات المتحدة الأمريكية....هؤلاء الناس يجب أن يحظوا بمكانة في مجتمعنا لأنهم يمكن أن يسهموا فيه. على المدى البعيد، أتمنى أن أنشر كتابا بأبرز الصور والحكايات.

عندما يرى أصدقائي ومستخدمو الإنترنت صوري فهم إما يشجعونني وإما ينتقدونني. بعضهم يقول لي إنه علي أن أحترم خصوصية المتشردين بدل تصويرهم. لكن هؤلاء المتشردين ليس لهم خصوصية حقيقة ما داموا موجودين في المكان عام، وهذا تحديدا ما أريد أن أظهره. البعض الآخر يسألني: "لماذا لا تظهر جمال العاصمة كما هو حري بك؟"، لكن الجميع يعرف أنها مدينة جميلة! لكن ما أقوم به جعل الناس يدركون وجود المتشردين في العاصمة فيما كانوا سابقا لا يهتمون لأمرهم بالضرورة.

كثير من الناس في الشارع حقيقة. ويمكن رؤية العشرات يوميا. في المساء يحتمون بأقواس البنايات وبالأنفاق...لحسن الحظ أن هناك جمعيات توزع عليهم الوجبات والملابس والبطانيات عامة في نهاية الأسبوع.

رغم صعوبة تقدير عدد المتشردين في العاصمة، يقول أحد أفراد الهلال الأحمر الجزائري لفرانس24 إنهم ازدادوا كثيرا "منذ نحو 15 سنة"وأضاف: "سابقا كانت الأواصر العائلية مقدسة أكثر. لكن بعض الأشخاص نبذتهم عائلاتهم لعدة أسباب. وتجدر الإشارة إلى أننا نوزع 400 وجبة كل مساء، لكن جميع المستفيدين منها ليسوا متشردين."

أما وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة فقد قالت لفرانس24 إن 4324 متشردا قد تم التكفل بهم في البلد عام 2016، وإن 31886 وجبة تم توزيعها ففي نفس السنة.

وإلى جانب الهلال الأحمر الجزائري، هناك فرق الإسعاف الاجتماعي أو جمعيات صغيرة أو أفراد يحاولون مساعدة المتشردين في الحياة اليومية.

فرانس 24
الخميس 2 مارس 2017