نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


شركات التبغ الأمريكية تكشف عن قلقها من انتشار ظاهرة السيجارة الإليكترونية





ميامي -
دانييل جارثيا ماركو
- تراقب منظمات مكافحة التبغ الأمريكية بقلق الشعبية الزائدة التي بدأت السجائر الإليكترونية في اكتسابها بالولايات المتحدة أمام مخاوف من وضع المدخنين ثقة وإيمانا كبيرا بها كبديل صحي عن التبغ التقليدي


شركات التبغ الأمريكية تكشف عن قلقها من انتشار ظاهرة السيجارة الإليكترونية

وتشبه هذه السجائرة أعمدة التبغ التقليدية وتعمل بالبطارية وهي مصممة لمحاكاة الشعور الناتج عن التدخين وإن كانت بدلا من التبغ فإنها تحتوي على مواد كيميائية من بينها النيكوتين، حيث يقوم الجهاز بتسخين السائل الكيماوي ليتحول إلى بخار يستنشقه المدخن.
وكان أول ظهور للسجائر الإليكترونية، أو "إي سيجاريتس" كما تعرف في الولايات المتحدة، منذ 10 سنوات وهي ابتكار صيني، وأخذت شعبيتها تزداد يوما تلو الأخر فيالأراضيالأمريكية، ومن المتوقع أن تصل مبيعات السجائر الإليكترونية هذا العام إلى مليار دولار وهي زيادة تقترب من 50% من مبيعات العام الماضي التي بلغت 600 مليون دولار، وفقا لبيانات مصرف "ويلز فارجو".
ومنذ عامين فقط كانت مبيعات السجائر الإليكترونية لا تتجاوز 300 مليون دولار، ولكن بسبب عدم اتضاح التوقعات بخصوص هذا الأمر، فإن كبار مصنعي السجائر العادية قرروا دخول هذا السوق والاحتفاظ بنصيب لهم من هذه الكعكة. ومن ثم بدأت مجموعة "التريا" المالكة لشركة "مارلبورو"، في حزيران / يونيو الماضي تنفيذ خطتها بسيجارتها الإليكترونية "ماركتين)"، والتي بدأ توزيعها هذا الشهر في إنديانا.
وعلى الرغم من أن المليار دولار المتوقع أن تحققها مبيعات السجائر الإليكترونية في السوق هذا العام لا تعتبر شيئا يذكر أمام مبيعات السجائر التقليدية في الولايات المتحدة والتي تصل إلى 46 مليار دولار، إلا أن المدير التنفيذي لمجموعة "التريا" مارتي بارينجتون لاحظ أن لها تأثيرا متناميا حيث قال إن "هذا أمر واضح، لأن مستهلكي هذه المنتجات التي تعتمد على البخار، مدخنون بالغون".
ولم تكن مجموعة شركات "التريا" الأولى في اقتحام سوق السجائر الإليكترونية بجانب صناعتها للسجائر التقليدية، حيث أن شركة "أر جيه رينولدز"، التي تصنع سجائر "كاميل" و" كول" و"وينستون"، كانت دخلت هذا المجال العام الماضي بسيجارتها الإليكترونية "فيوز" وإن كان بشكل محدود.
لكن جماعات مكافحة التبغ لديها مشكلة كبيرة مع السجائر الإليكترونية، فهي ترى أنه على الرغم من شكلها ومظهرها الأنيق، إلا أنها لا تزال تحتوي على مواد مسرطنة تقليدية.
هذا كله إلى جانب أنه بعد سنوات من المواجهات والحروب التي خاضتها جماعات مكافحة التبغ لحظر إذاعة إعلانات التبغ في التليفزيون، تواجه الآن تحديا جديدا، حيث أنه لا توجد أي قيود على تدخين السجائر الإليكترونية، بعد 42 عاما من خلو الشاشة الصغيرة من أي إعلانات تشجع على التدخين.
وتتولى منظمة الرقابة على الأطعمة والأدوية الأمريكية (إف دي إيه) أيضا مسؤولية تنظيم كل مشتقات التبغ، ولكنها حتى الآن لم تصدر رأيها بخصوص السجائر الإليكترونية.
فوفقا لـ(إف دي إيه) من الضروري دراسة كلا من المنافع الصحية المحتملة للسجائر الإليكترونية بنفس طريقة دراسة أضرارها، في الوقت الذي يشعر فيه أغلب المراقبون بالشك.
يقول الطبيب توماس جلين في منتدى الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان "قول بسيط وواضح: مستخدمو السجائر الإليكترونية ليسوا على ثقة من طبيعة الذي يقومون باستنشاقه، هذه السجائر لم تخضع لفحوص وتحليلات شاملة مستقلة".
وعثرت (إف دي إيه) على مواد مسرطنة في 50% من 18 عينة سجائر إليكترونيةأخذتها من نوعين من أكبر ماركات السوق، فضلا عن تناقضات وتنوع في مستويات النيكوتين التي تستنشق مع كل نفس، وذلك على الرغم من أن البيانات الملحقة بهذه السجائر كانت تتحدث عن نسبة ثابتة وموحدة، كما عثر في إحدى العلب على بقايا مادة الدي إيثيلين جليكول، وهو سائل سام يستخدم كمضاد للتجمد.
تقول إريكا سوارد من الجمعية الرئوية الأمريكية "لا يمكننا القول بأن كل مصنعي السجائر الإليكترونية يستخدمون نفس المواد"، ولكن حتى ولو كانت السجائر الإليكترونية تصنف كمنتجات للتخلي عن التدخين، إلا أن الجمعية تطالب مستخدميها بتوخي الحذر نظرا لاحتمالية وجود مخاطر صحية بسببها.
وتتخذ الجمعية الرئوية الأمريكية نفس موقف الجماعات المناهضة للتبغ فيما يتعلق بالتحديات التي تطرحها هذه السجائر وبالأخص مسألة الدعاية التليفزيونية تخوفا من أن تنجح في جذب صغار السن، خاصة وأن السجائر الإليكترونية تأتي بنكهات متنوعة مثل الشيكولاتة والنعناع، وهو ما قد يشكل أحد العوامل لجذب الشباب، هذا أيضا بخلاف صدور "غليون" إلكترونيليحاكي البايب التقليدي أيضا.
يقول دونا لدينسي /33 عاما/ وهو يستمتع بتدخين غليون الكتروني بطعم البطيخ أثناء راحته من العمل في العاصمة واشنطن العاصمة، أن به "300 نفس"، مبديا سعادة بالغة بأن هذا الجهاز يمنحه حرية التدخين في الأماكن العامة والمطاعم دون أن يقدر أي شخص على منعه أو فرض أي غرامة عليه.
على الرغم من كل ما سبق فإن هذا الأمر نهايته محتومة، لأنه بمرور الوقت يزداد القلق من بقايا النيكوتين في هذه الأجهزة، فوفقا لتقرير في عام 2010 أصدرته جمعية أمريكية لحقوق غير المدخنين، فإنه عند استعمال السجائر الإليكترونية يتم استنشاق دخان غير مرئي من النيكوتين الذي يحتويه البخار، مع العلم بأن النيكوتين مادة تلتصق وقد تبقى لأيام بل وربما أسابيع على الأسطح مما يزيد من فرص تعرض الآخرينلها.
وتري سوارد أن هذا النوع من المخاوف بخصوص بقايا النيكوتين والدعاية ومسألة البيع لصغار السن  يشبه ما كان يتم الحديث عنه سابقا في الحرب ضد السجائر التقليدية وأضافت "أتمنى في النهاية ألا يكون للسجائر الإليكترونية نفس الأثر الرهيب لمشتقات التبغ التقليدية، ولكن في النهاية، الزمن هو من سيقول كلمته بخصوص هذا الشأن".

دانييل جارثيا ماركو
الاربعاء 2 أكتوبر 2013