نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


شواطىء البرازيل تتحدى العنف والأزمة الاقتصادية وتعيش عصرها الذهبي




ريودي جانيرو - آنا ماريا بومي - صمدت شواطىء ريودي جانيرو الجميلة لعدة عقود واستمرت في استقبال الزوار برغم ما عانته البرازيل من أزمات افتصادية ونظم ديكتاتورية غاشمة واضطرابات اجتماعية، ولم يتم إلغاء هذه الشواطىء من قائمة مواقع " الفردوس الأرضي " ولكنها تستعد الآن لعصر ذهبي جديد يبدأ باستضافة ريودي جانيرو لإثنين من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم.


شواطىء البرازيل تتحدى العنف والأزمة الاقتصادية وتعيش عصرها الذهبي
 ريودي جانيرو التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 12 مليون تسعد هذه الايام باستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2014 إلى جانب دورة الألعاب الأوليمبية عام 2016، وبذلك تصبح أول مدينة في أمريكا الجنوبية تحصل على هذا الشرف المزدوج.
 وتقول كلمات أغنية لفريق موسيقى الروك بالمدينة " بارالاماس دو سوسيسو " إن ريودي جانيرو ترحب بالزوار بأذرع مفتوحة في البطاقات البريدية وبقبضة مغلقة في الحياة الواقعية، غير أن المدينة لا تسمح للبؤس والفقر بأن يفسد الاحتفالية الرياضية القادمة. 
ويبدو الظلم الاجتماعي الذي عانت منه البرازيل طوال تاريخها بعيدا عن منتجعات كوباكابانا وإيبانيما وليبلون وبارا دا تويجكا وغيرها من الأماكن السياحية.
وهذه الشواطىء التي تقع بالقرب من مناظر طبيعية تحيطها الجبال والمساحات الخضراء وتفيض بالبهجة والمتع الحسية لم تفقد أي من ملامحها الساحرة.
 غير أنه على الرغم من أن الأجسام التي أضفت عليها أشعة الشمس لونا ذهبيا والشواطىء ذات الرمال الدافئة ورقصات السامبا وشراب كايبيرينها الذي يعد الكوكتيل الوطني للبرازيل هي كلها صور وكلمات ترد على الذهن على الفور عند التفكير في ريودي جانيرو، إلا أن الأحياء العشوائية الفقيرة التي تعرف في البرازيل باسم " فافيلا " إلى جانب عمليات العنف بالمدن  تسود الأخبار الواردة من ريو.
ومن المصطلحات الشائعة التي يسارع البرازيليون إلى ترديدها" كوماندو فيرملهو " وهي أكبر عصابة للجريمة المنظمة في البرازيل، و" الفرقة الخاصة " وهي قوة لمكافحة الجريمة تابعة للشرطة دار حولها فيلم سينمائي.
وظل الجانب المظلم من ريودي جانيرو العاصمة الثانية للبرازيل ( حيث كانت العاصمة الأولى لها هي سالفادور دي باهيا أما العاصمة الحالية فهي برازيليا) محورا تدور حوله الأفلام السينمائية والروايات والأعمال والتغطية الإعلامية.
 
وتم إقامة بعض أكثر المنازل فخامة في جنوب أمريكا على مسافة قصيرة فقط من الأحياء العشوائية التي يحيط بها الفقر.
 ويضع الزوار الأجانب والمحليون في جولاتهم زيارة هذه المناطق الثرية والفقيرة، ويبدو أنهم يستمتعون بمياه المحيط الرائعة وبالسلوك المرح لأبناء ريو الذين يصفون أنفسهم بأنهم من سلالة " كاريوكا " وهم السكان الأصليون للمدينة.
 وهم يحبون الجانب المشرق من المدينة وهو الجانب الذي يمكن أن يتضح من أعلى جبل كوركوفادو الذي يعلوه تمثال " يسوع المنقذ " العملاق الذي يوصف بأنه أحد أعاجيب الدنيا السبع الحديثة.
 ويظهر الجانب المشرق أيضا عندما تغرب الشمس كل مساء ويشرع الناس في التصفيق والابتهاج ويقومون بتبادل الأنخاب.
 وعلى الذين يريدون أن يتعرفوا على الجانب المظلم من ريو أن يذهبوا في جولات لزيارة الفافيلا وهي الأحياء العشوائية أو القيام بجولات سيرا على الأقدام برفقة مرشد سياحي في المناطق الفقيرة المقامة على جوانب التلال، وتخضع الكثير من هذه المناطق لرقابة وحدة تابعة للشرطة ذات صلاحيات اجتماعية تهدف إلى إعادة تأهيل المنحرفين وبالتالي تكون زيارتها آمنة.
وفي أواخر عام 2011 دخلت قوات الشرطة منطقة روسينها العشوائية التي تعد واحدة من أقل المناطق الفقيرة عنفا، وذلك في إطار عملية أكبر للسيطرة على بعض قطاعات المدينة التي تديرها مافيا الإتجار بالمخدرات.
وقال خوسيه ماريانا بيل تراني مدير الأمن بريو في ذلك الوقت إن عملية روسينها أعادت " الكرامة والأرض لأولئك الذين افتقدوهما لثلاثين عاما ".
 وعلى الرغم مما تعانيه من نقص كبير في عدد الغرف الفندقية تستعد ريودي جانيرو لما يمكن أن يصبح أكبر لحظة سياحية في تاريخها.
  ويستضيف شاطىء كوباكابانا الأشهر والذي يبلغ طوله ثلاثة كيلومترات بشكل تقليدي احتفالية بمناسبة بداية العام الجديد، ولكن من المتوقع حاليا وصول عدد من السياح يفوق المعدلات السابقة للمشاركة في هذه الاحتفالية. 
وثمة خطط لتطوير كوباكابانا، ومن المقرر أن يكون هذا الشاطىء مكانا لاستضافة مباريات الكرة الطائرة الشاطئية وكرة القدم الشاطئية في إطار دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2016.
 وستكون هناك تغييرات في شاطىء إيبانيما المجاور الذي يتسم بالثراء والمياه البلورية، ويعد شاطىء إيبانيما هو مسقط رأس حركة " بوسا نوفا " التي تعني الاتجاه الجديد وتشير إلى نوع شهير من الموسيقى البرازيلية، واشتهر الشاطىء بعد أغنية " الفتاة من إيبانيما ". 
ويواصل شاطىء إيبانيما في تبني الاتجاهات الجديدة كما يقدم دروسا في التسامح وبالمضي قدما.
 وتم تقسيم مساحة الرمال بالشاطىء إلى قطاعات مختلفة من بينها قطاع للاعبي كمال الأجسام وآخر للألعاب الرياضية المقامة في الهواء الطلق وثالث لمجموعة المثليين ورابع لهواة التزلج على الماء الذين يبحثون عن أفضل الأمواج.
وتوجد شواطىء أخرى بالإضافة إلى هذين الشاطئين اللذين يتمتعان بشهرة عالمية مثل شاطىء ليبلون الذي ترتاده الصفوة ويحيط به تل دويس إيرماوس إلى جانب شواطىء ليمي وفيديجال وفلامنجو وأربودور وبوتافوجو. 
وكل هذه الشواطىء يسودها الطقس الدافىء طوال العام باستثناء فصل الشتاء عندما تنخفض درجة الحرارة بشكل طفيف لتصل إلى 18 مئوية وهي ليست باردة بأي حال من الأحوال.

آنا ماريا بومي
الاحد 7 أبريل 2013