تدور أحداثها أثناء عصر ملوك الطوائف ، مع دخول المعتمد بن عباد ملك إشبيلية لمدينة قرطبة منهيا حكم بني جهور، لتصور المسرحية عودة ابن زيدون بعد أربعين عامًا من ترك قرطبة ليرى محبوبته ولادة بنت المستكفي التي احتجبت بعد تأزم العلاقة بينهما حتى ماتت دون أن يراها أحد، أو ترى أحدًا، وتأتي المسرحية بعد سبعة عشر عامًا من إصدار سرج مسرحيته زمن الحصار التي كان موضوعها آخر أيام العرب في الأندلس.
وقد اختار المؤلف استحضار الأندلس مسرحا للأحداث وابن زيدون بطلا للنص، لأسباب تتعلق بما حدث للعرب في الماضي البعيد وما يحدث في الواقع الحالي؛ فقد خرج العرب من الأندلس لأنهم تفرقوا وتقاتلوا، فذوى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ولا تذكر نكبة العالم العربي الآن إلا وتذكر الأندلس كجرح متجدد لا يندمل.. ويبني المؤلف نصه عبر محورين متوازيين للصراع؛ التنافس السياسي على المناصب والتنافس الوجودي علي المحبوب.
يشار إلى أن "لمسة العبث" صدرت مصحوبة بدراسة للناقد العراقي عبد الهادي سعدون، وهي النص السادس في سلسلة الأعمال المسرحية المنشورة للمؤلف، وهي "القرار، فصول السنة المصرية، القلعة والعصفور، فخ النعامة، وكتاب "نصوص الأرض"، فضلا عن أول نصوصه "زمن الحصار" الذي نشره منذ 17 عاما، وتناول فيه آخر أيام العرب في الأندلس.