نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


ضابط مخابرات يمني سابق يكشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال في غوانتنامو




صنعاء – ياسر العرامي - كشف رجل أعمال يمني وضابط مخابرات سابق عن تعرضه لمحاولة اغتيال جديدة في معتقل غوانتنامو حيث يقبع فيه وإلى جانب عشرات المعتقلين اليمنيين بعدما تم اختطافه في القاهرة قبل أكثر 8 سنوات.


عبدالسلام الحيلة المعتقل في غوانتنامو منذ 8 سنوات
عبدالسلام الحيلة المعتقل في غوانتنامو منذ 8 سنوات
وقال المعتقل اليمني في غوانتنامو عبدالسلام الحيلة في رسالة عاجلة وجهها للرئيس علي عبدالله صالح وعلماء ومشايخ وقبائل اليمن، حصلت الهدهد الدولية على نسخة منها "للمرة الثانية أتعرض لمحاولة قتل بطريقة إجرامية حقيرة، وهي محاولة قتلهم لي بيدي من خلال توفيرهم، وللمرة الثانية، أداة حادة (منشار حديد) يستخدم بسهولـة لقطع الحديد فكيف بقطع أورده اليد وأسرع من ذلك قطع أورده الرقبة". لافتاً إلى أنه وجد الآلة الحادة بتاريخ 21 مارس الفائت في زنزانته وذلك بعد موجة من تعرضه لتعذيب نفسي في محاولة من إدارة السجن لأن يقتل نفسه".

مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها لمثل هذه المحاولـة، حيث وضع لـه العام الماضي في حالة مشابهة بزانزانته "مقص كبير وهو عبارة عن خنجريـن مسموميـن"، مستغلين وضعه النفسي نتيجة وفاة ابنيه وشقيقه ووالدته وهو رهن الاعتقال. وقال "بعد وفاة أبنائي وشقيقي وأمي وبفترة بسيطة أضافوا لي مشاكل شديدة في المعتقل وأرادوا قتلي بيدي ظناً منهم أن ما حدث لي وما يقومون بـه من ضغط وتعذيب نفسي سيدفعني لقتل نفسي!".

وكان طفلي المعتقل الحيلة (9، 11 عاماً) قد قتلا في إبريل من العام الماضي، إثر انفجار قنبلة في منزل الأسرة بالعاصمة اليمنية صنعاء، حيث كانا يعبثان بقنبلة يدويـة موجودة في إحدى غرف المنزل ما أدى إلى انفجارها ووفاتهما في الحال. بينما توفيت والدته في وقت لاحق متأثره بمرض فاقمه قضية اعتقال ابنها عبدالسلام.

وأكد المعتقل الحيلة أن إدارة السجن بمحاولتها اغتياله "تصطاد في الماء العكر" معلناً للجميـع أنه لن يقدم على قتل نفسـه مهما حدث لـه من ضغوط نفسيـه. وقال "أؤكد أني لست خائف من الموت أو القتل بل مرحباً به في سبيل الله وعلى يد المجرميـن، ما أخشاه هو أن يتم قتلي في محاولة قادمة منهم وقد تكون بأيديهم مباشرة ومن ثم يقولون قتل نفسه، وهذا الشيء لن يحدث أبداً مني وهذه غاية رسالتي للجميـع".

وفي رسالة أخرى، وجهها المعتقل الحيلة إلى الأدميرال جيتي إف مسؤول معتقل غوانتنامو، حصلت الهدهد الدولية على نسخة منها، حمل إدارة المعتقل والسلطات الأمريكية مسؤولية حياته من التعرض لأي أذى.

ولفت "إلى أنه توجد أصابع خفية تعمل في الظلام لجهات – لم يسمها- لها مصلحة من التخلص منه". موضحاً أنه سبق وغض الطرف عن محاولة قتل أخرى حدثت له في وقت سابق، بواسطة اعطاءه أدويـة قال إنها قد تكون قاتلة على أنها أدوية لمرض السكر الذي يعانيه، وعندما أخبر المعنيين لماذا أعطوه تلك الأدويـة المشابهة لأدويـته قيل له إنه مجرد خطأ، ما جعله يقاطع أخذ الدواء رغم أنه يعاني من مرض السكر والكلسترول وتحمل الآلام حفاظاً على حياته. حد قوله.

وأكد رجل الأعمال وضابط المخابرات السابق عبدالسلام الحيلة والمختطف في علام 2002 على يد المخابرات الأمريكية أثناء تواجده بالقاهرة حينها، أكد أن حياته في معتقل غوانتنامو باتت في خطر، متسائلاً: لماذا يراد قتلي ولماذا يحدث هذا معي بالذات، تكرار الشيء ليس صدفة وليس خطأ، بعد هذه السنين وبعد أن خرج الكثير من جوانتنامو وبعد أن وعد الرئيس أوباما بإغلاق المعتقل وإخراج الناس نجد عدم الوفاء بالوعد؟!.

وفي رسالته للرئيس صالح، التي حصلت الهدهد الدولية على نسخة منها من قبل أسرته بعدما وصلتها عبر الصليب الأحمر، قال المعتقل الحيلة "يقرر الذين اختطفوني إخراجي من جوانتنامو في تابوت بعد أن عجزوا عن إخراجي على قدمي أو محاكمتي محاكمة عادلة لي فيها كل الحقوق المتعارف عليها، أهمها أن أدافع عن نفسي بشكل مباشر وأن أختار من أريد من المحامين وأن تكون محاكمة علنية يشرف عليها جهات محايدة".

وأضاف "الجميع يعلم ببرائتي مما قد يدعون، رغم أني مختطف ولا أدري ماذا يدعون.. مجرد قصص وكلام ليس بشيء وعندما نتكلم معهم ما هي التهم، لماذا أنا مختطف، يقولون هذه أشياء سرية.. إذاً كيف سوف أدافع عن نفسي وكيف وكيف؟".

وأشار رجل الأعمال الحيلة إلى أن الحكومة اليمنية تخلت عنه وعن قضيته، وقال "اختطفوني الأمريكان وقالوا أنت متهم، الآن يقولون صنعاء لا تريدك ورفضوا استلامك ويقولون لا يوجد اتفاق بين صنعاء وواشنطن". وأضاف "أهملتنا صنعاء كحكومة صحيح وكذبت واشنطن كرئيس في حديثه عن إغلاق المعتقل.. ما ذنبنا إذا لم تتفق صنعاء وواشنطن أن يظل هذا حالنا".

وتعتقل الولايات المتحدة نحو 79 يمنياً منذ نحو 7 سنوات في "غوانتانامو" في كووبا. ويقول الأمريكان إن اليمن لم يقدم اليمن مقترحاته بشأن إدماج المعتقلين الذين يشكلون المجموعة الأكبر من بين 240 معتقلاً لايزالون في السجن الأمريكي. في حين تحدث مسؤولون أخرون عن نية نقل المعتقلين اليمنيين إلى السعوديـة بالتزامن مع إعلان أوباما إغلاق المعتقل عقب توليه رئاسة البلاد، قبل أن يتراجع عن الفكرة مؤخراً تحت مبرر تزايد نشاط القاعدة مؤخراً.

غير أن الحكومـة اليمنية رفضت في وقت سابق أن يتم تسليم المعتقلين اليمنيين إلى المملكة الجارة، وأعلن اليمن إصراره على ضرورة تسليم المعتقلين لصنعاء في حال قررت حكومة الولايات المتحدة الإفراج عنهم. بينما تقول منظمـة "هود" اليمنية والمهتمة بشؤون المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو إن الحكومة اليمنية تتقاعس عن متابعة قضايا معتقليها في غوانتنامو دون توجيه تهم محددة لهم أو محاكمتهم.

وفي هذا الصدد، خاطب المعتقل الحيلة في رسالته الرئيس صالح ومجلسي النواب والشورى قائلاً "لم أطلب المستحيل يا حكومة اليمن، وأنتي تقدمتي للأمريكان أكثر مما قدمته بريطانيا الحليفة لأمريكا، ومع ذلك لا قيمة لكل ما قدمتموه بل لا زلتم عندهم متهمون".

وطالب الحيلة بحمايته داخل السجن والتحقيق ومعرفة من وراء التخلص منه، بالإضافة إلى الإفراج الفوري عنه أو تقديمه لمحاكمة مدنية عادلة علنية يشرف عليها جهات متخصصة محايدة يُسمح له فيها بالدفاع عن نفسه واختيار من يريد من المحامين.

وقال في ختام رسالته "أكتب هذه الرسالة ولدي شك من أنها ستصل وإن وصلت فلدي شك أنها ستصل إلى المعنيين وإنها سوف تؤثر فيهم ويعرفوا أننا بشر مثلهم نطلب حق عادل إما الإفراج أو المحاكمة، قرابة ثمان سنوات خسرت فيها الكثير، ولولا ثقتي برحمة الله وعظمته وعدلة وأن الدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضـه وأنه عدل ولن يضيع ما حدث لي ولأسرتي في الدنيا والآخره".

يشار إلى أن المعتقل اليمني عبدالسلام الحيلة تم اختطافه من فندق المريديان بالقاهرة عام 2002 أثناء مشاركته في مؤتمر لإتحاد المقاولين العرب الذي كان يمثله في اليمن. وإذ أنكرت القاهرة وقتها وجوده لديها، فقد تبين في وقت لاحق إنه تنقل بين عدة سجون في بلدان منها أفغانستان، قبل أن يستقر به الحال في غوانتنامو.

ولم توجه الولايات المتحدة تهم رسمية للحيلة، غير أن وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن الحيلة كان على اتصال بما تعتقد أنهم إرهابيين تواجدوا في اليمن بعد الحرب الأفغانية، حيث كان يعمل عبدالسلام الحيلة ضابط في الاستخبارات اليمنية، قبل أن تتخلى عنه فور اعتقاله.

ياسر العرامي
السبت 17 أبريل 2010