نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


طارق تقية يقدم حياة الغرب الجزائري في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية




البندقية (ايطاليا) - توقع عدد من النقاد حصول فيلم الجزائري طارق تقية "قبلة" الذي يصور ملامح من حياة الغرب الجزائري على احدى جوائز مهرجان البندقية الكبرى بعد مشاركته في المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الخامسة والستين من المهرجان التي تختتم مساء السبت


طارق تقية يقدم حياة الغرب الجزائري في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية
ويقدم تقية الذي وضع السيناريو بمشاركة اخيه ياسين احد منتجي الفيلم ايضا رؤية كئيبة للجزائر العميقة لكنها رؤية لا تخلو من امل يجسده الحراك الفردي في بلد يحاول التقدم الى الامام ويمتلك المقومات البشرية والمادية لذلك لكنه يعاني من اعاقات كثيرة على مختلف الصعد. وتتبع الكاميرا عامل مسح اراض جزائري يقبل بان يرسل الى جنوب-غرب الجزائر بهدف رصد المواقع التي يمكن ان تجر الكهرباء في المكان المسمى قبلة في ذلك الغرب والذي اقتبس عنوانا للفيلم. على مر الايام التي تتشابه تصبح الكاميرا رفيقة لهذا الراصد تطل معه على اتساع ذلك المكان وتعدد مشهده الطبيعي وتصور بلمسات صغيرة معبرة حياة انسانه التي تبدو ثابتة صامتة يعمها الفراغ ويحفها الملل رغم رغبة الشباب بفعل شيء. تتفحص الكاميرا بعين الراصد تلك الجزائر العميقة التي استكشفها المخرج طويلا قبل ان يتخذها مواقع لتصوير فيلمه الذي تدور احداثه في بشار وسعيدة ووهران عاصمة الغرب الجزائري. وحاول تقية وفريقه الابتعاد عن المشهد الصحراوي البحت فلم يصور كثبان الرمال ولا شجر النخيل بل صور تعددية ذلك المشهد الذي يحفل ايضا بالاحجار والصخور وبمساحات خضراء كثيرة. لكن مسحة كئيبة للغاية تلف حضور تلك الجزائر العميقة وتبرز عقم الواقع كما تصور تمسك الافراد بفسحة الامل او تخليهم عن كل شيء الى حد الانتحار. انه المجتمع الجزائري الذي ينتحر هذا ما اراد تقية التدليل عليه مصورا انتحار رجل في مكان منعزل لكن وبجانبه يصور افرادا لا زالوا يحاولون المقاومة ويرفضون المصير الذي رسم لهم. ورغم سوداويته الظاهرة في الفيلم يبدو مجتمع العمق الجزائري متحركا حيويا. ويلامس الفيلم وقائع جزائرية كثيرة مثل البيروقراطية والبطالة والهجرة والعزلة والفراغ لكنه لا يصور شخصيات بقدر ما يصور وضعيات وحركات اجساد وكلمات تسمع او تخفض اراديا: "حتى نرى الاشياء ونسمعها علينا وعلى نحو متعارض اخفاؤها" يقول طارق تقية لوكالة فرانس برس. يقدم طارق تقية في "قبلة" سينما الفضاءات الرحبة التي تعاون في تصويرها مع مدير التصوير والمصور الفوتوغرافي ناصر مجكان الذي يتانى كثيرا في تصوير جمال الحركة. وحول ذلك يقول تقية "انا وناصر اصدقاء اصلا واعتبارا من هنا فناصر ليس بحاجة ليثبت لي انه مصور جيد ولسنا في علاقة تنافسية ويتم تبادل الافكار بيننا على نحو حر." ويحدث التحول في الفيلم حين يكتشف المساح الطوبوغرافي ان امراة افريقية مهاجرة لجأت الى مخيمه فيقرر حين يعلم رغبتها بالعودة الى بلادها ان يوقف كل شيء ويصطحبها في طريق عودتها. ويستغرق الفيلم 140 دقيقة وفيه مشاهد طويلة اصر عليها المخرج في فيلمه واوردها ليصور السفر والابتعاد في قلب بلد وفي عقل شخص يترك كل شيء ويرحل. وقد اثارت هذه المشاهد في نهاية الفيلم احتجاج البعض خلال العرض الصحفي للفيلم لكن المخرج دافع عنها قائلا لفرانس برس: "يجب اعطاء الوقت للاشياء وللحركات ولا اعتقد ان فيلمي طويل كما انه ليس صحيحا اني انجز افلاما للنخبة واحتقر الجمهور كما اتهم." وكان تقية في فيلمه السابق "روما والله اتوما" عرض للجزائر العاصمة وضواحيها ونقل صورة انسان يراوح مكانه رغم محاولته التقدم. اما في فيلمه "حديد الانتظار" فصور البنيان غير المكتمل لعمارات لم يتم انجاز العمل عليها وتوقفت لتصبح هذه العمارات استعارة للجزائر.

السبت 6 سبتمبر 2008